محادثات أمريكية تركية لإنشاء المنطقة الآمنة وانسحاب الوحدات الكردية
اختتمت مجموعة عمل تركية – أميركية، في واشنطن أمس، اجتماعات استمرت ليومين لبحث التطورات في سوريا، ولا سيما فيما يتعلق بالانسحاب الأميركي والمنطقة الأمنية وانسحاب الوحدات الكردية من منبج.
وقالت مصادر دبلوماسية لصحيفة “الشرق الأوسط” رصدها موقع الوسيلة: “إن المبعوث الأميركي الخاص لسوريا، جيمس جيفري، سيجري مباحثات في أنقرة (الاثنين) القادم تتعلق بآخر التطورات في سوريا”.
وأضافت المصادر: “ستشمل المباحثات الانسحاب الأميركي، والمنطقة الأمنية المقترحة في شرق الفرات، وتنفيذ خريطة الطريق التركية – الأميركية بشأن منبج التي توصل لها الجانبان في 4 يونيو (حزيران) 2018، والتي تتعلق بانسحاب الوحدات الكردية من المدينة إلى شرق الفرات”.
وأردفت المصادر: ” إن زيارة جيفري، الذي سيرافقه أيضاً أحد المسؤولين بالخارجية الأميركية تقررت خلال اتصال هاتفي جرى الليلة قبل الماضية بين المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون”.
وتابعت بالقول: “سيلتقي جيفري والوفد المرافق كالين ووزير الدفاع خلوصي أكار، كما يجري مباحثات مع مسؤولين في الخارجية التركية”.
وأكدت مصادر مطلعة أن السفير جيفري سيصل الاثنين إلى أنقرة على رأس وفد ليستكمل المناقشات التي بدأها مع الجانب التركي ويضع أنقرة فيما تم تحقيقه من تقدم في المناقشات مع حلفاء واشنطن حول إقامة المنطقة الأمنية العازلة في شمال سوريا.
وكانت آخر زيارة قام بها جيفري لتركيا في 29 أبريل (نيسان) الماضي، حيث تم بحث الموضوعات ذاتها، ووقتها صرح بأن واشنطن تناقش إقامة منطقة أمنية محدودة تفي باحتياجات تركيا الأمنية، وتضمن أمن حلفاء أميركا الأكراد، وأنه لا بد من تواجد قوات من دول التحالف الدولي للحرب على «داعش» في هذه المنطقة.
ولم تحدد واشنطن بعد مساحة المنطقة الأمنية المحتملة أو أبعادها ولم تعط موافقة على مقترح تركيا بأن تكون لقواتها وحدها السيطرة عليها وتتمسك بضمانات خاصة بالوحدات الكردية.
وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارلو كروس دوران قد قال في رسالة إلكترونية لـ«الشرق الأوسط» رصدتها الوسيلة: “إن واشنطن تواصل إجراء مناقشات إيجابية ومثمرة مع أنقرة بشأن إنشاء تلك المنطقة، لضمان استقرارها وأمنها، ومعالجة المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا.
وقال دوران إن واشنطن تواصل حث شركائها وحلفائها على عدم تقديم المساعدات لإعادة الإعمار إلى الحكومة السورية في ظل غياب تقدم حقيقي لا عودة عنه نحو تحقيق تسوية سياسية للنزاع تماشيا مع القرار 2254.
إقرأ أيضاً: شرق الفرات ليس عفرين.. قائد قوات سوريا الديمقراطية يحذر تركيا!
ويواصل الجيش التركي إرسال تعزيزات عسكرية إلى وحداته المنتشرة على الحدود مع سوريا، في ظل تأكيدات تركية باقتراب شن عملية عسكرية على المناطق الواقعة تحت سيطرة الوحدات الكردية شرق الفرات وفي مدينة تل رفعت شمال حلب.
ونقلت وسائل إعلام تركية، إن دفعات جديدة من الآليات العسكرية وصلت إلى ولايات شانلي أورفا وهاتاي وغازي عينتاب المتاخمة للأراضي السورية؛ بهدف تعزيز قدرات الوحدات العسكرية التركية العاملة قرب الحدود.
وأزال الجيش التركي يوم الاثنين أجزاء من الجدار الفاصل مع الحدود السورية المقابلة لمنطقة تل أبيض بريف الرقة الشمالي.
وطلبت تركيا من فصائل المعارضة السورية رفع الجاهزية العسكرية والاستعداد لعملية مرتقبة في منطقة منبج التي تسيطر عليها ميليشيات “وحدات حماية الشعب” (YPG)، المصنفة في قائمة الإرهاب.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، قد كشف عن اتخاذ بلاده خطوات مرتقبة في منطقتي تل أبيض وتل رفعت شمال سوريا بهدف تحويل ما وصفه بـ”الحزام الإرهابي” إلى منطقة آمنة.
وأضاف اردوغان أنه “دعا زعماء امريكا وروسيا وألمانيا إلى دعم خطوات تركيا في المنطقة لوجستيا وجويا، وإنشاء بيوت في هذه المناطق السورية، يعود إليها السوريون القاطنون في تركيا”.
وتابع أن الزعماء يوافقونه الرأي في هذه المقترحات، “إلا أنه عندما يأتي الأمر إلى التنفيذ يقولون لا يوجد نقود”، مشيراً إلى أن “واشنطن لم تف بوعودها المتعلقة بإخراج إرهابيي ي ب ك/ بي كا كا من منطقة منبج بمحافظة حلب شمالي سوريا”.
وقبل أيام أعلنت وزارة الدفاع التركية عن التوصل إلى اتفاق مع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لإرسال فريق عسكري أمريكي في أقرب وقت إلى أنقرة لبحث إقامة منطقة آمنة في سوريا.
وتعد العملية العسكرية المرتقبة في منطقة شرق الفرات الثالثة لتركيا بعد عملية “غصن الزيتون” التي نفذت في 20 كانون الثاني 2018 وعملية درع الفرات في 24 آب 2016.