السوريون في تركيا

موسى العمر ينتقد الحملة الأمنية والإجراءات المشددة بحق السوريين في تركيا (فيديو)

انتـقد الإعلامي السوري موسى العمر الحملة الأمنية المشددة بحق اللاجئين السوريين في اسطنبول مشيراً إلى مشاهد مؤلـ.مة لمعاملة الشباب غير الحاملين لبطاقة الكمليك وطريقة ترحيلهم الفوري مكبلي الأيدي إلى سوريا.

وقال العمر في تسجيل مصور رصدته وحررته الوسيلة: “شاهدنا مشاهد مؤلـ.مة لترحيل شباب سوريين مقيدين بحافلات في اسنيورت بمناطق عديدة من اسطنبول ومنهم من أخذوه إلى الحدود السورية التركية ومنهم من دخل إلى محافظة إدلب”.

وأضاف العمر أنه مع قوننة وضع اللاجئين السوريين في تركيا.

وشدد العمر على أن “السوريين ليسوا عالة على تركيا بل إن المسؤولين الأتراك يعلمون علم اليقين بأن السوريين قوة رديفة هائلة لدعم الاقتصاد التركي”.

وذكر العمر على سبيل المثال أن مليونا سوري إن عملا بأجر “1000” ليرة تركية شهرياً على الأقل, فإنهم يضخون 2 مليار ليرة تركية شهرياً في الاقتصاد التركي و24 مليار ليرة تركية سنوياً أي ما قيمته “5” مليار دولار سنوياً يضخها اولئك العمال صغار الكسبة.

وتابع العمر: ناهيك عن مئات الآلاف من السوريين من ميسوري الحال في غازي عنتاب واسطنبول وغيرها من المدن التي افتتحوا فيها مصانع ومشاريع صغيرة ومتوسطة وورشات مهنية في اسطنبول فضلاً عن مليون سوري يأتون صيفاً من الإمارات والسعودية وقطر ومن الكويت رغم صعوبة الفيزا عن طريق تركيا.

وأكد الإعلامي السوري أن السوريين يدفعون ثمن خلافات داخلية في حزب العدالة وسط أنباء عن انشقاق داخله لحزبين, عدا عن مناكفات حزب العدالة والتنمية مع باقي الأحزاب التركية المعارضة الرافضة للوجود السوري.

ودعا العمر السلطات التركية إلى إعطاء مهلة للسوريين المخالفين لتسوية أوضاعهم قبل ترحيلهم إلى إدلب علماً أن المسؤولين يعرفون أن المناطق السورية غير آمنة.

واعتبر العمر أن مسألة ترحيل السوريين بشكل تعسفي ودون أي مهلة تعطى لهم ليس حلاً إذ أن المرحلين سيعاودون الدخول إلى تركيا بطرق مشروعة وغير مشروعة عن طريق المهربين والسماسرة.

وأشار العمر إلى أن تركيا لم تقصر مع السوريين بل قدمت لهم وساعدتهم لكن ما هكذا تورد الإبل, على حد تعبيره.

وأردف العمر: تركيا هي رئتنا التي نتنفس منها, تركيا هي رئة سورية كلها منوهاً إلى ضرورة تحذير المخالفين قبل اعتقالهم وسوقهم كالدواب وفق وصفه.

إقرأ أيضاً: مستشار أردوغان يكشف عن إجراءات جديدة في اسطنبول لحل مشاكل السوريين

وحمل الإعلامي السوري مسؤولية عدم إيصال صوت السوريين إلى الحكومة التركية إلى الصحفيين ومسؤولي المجتمع المدني الذين التقاهم وزير الداخلية مؤخراً, لعدم طرحهم مشاكل السوريين مكتفين بالتقاط السيلفي وطرح مصالحهم الشخصية.

وحول مقولة “المهاجرون والأنصار” التي يكررها المسؤولون الأتراك وعلى رأسهم أردوغان, رأى العمر أننا اليوم شاهدنا الأنصار يعتقلون المهاجرين.

وطالب العمر السلطات التركية معاملة السوريين بالرفق, مضيفاً: “رفقاً, رفقاً بالسوريين”.

ويأتي ذلك بعد حملة تفتيش واعتقالات طالت عشرات اللاجئين السوريين ممن لا يحملون بطاقة الحماية المؤقتة الكمليك وممن يحملون بطاقة الكمليك صادرة عن ولاية غير ولاية اسطنبول.

وكانت مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي قد تداولت مؤخراً العديد من الصور والمقاطع التي تظهر المعاملة غير اللائقة من قبل الشرطة التركية للمهاجرين السوريين وطريقة زجهم في باصات وهم مكبلي الأيدي في طريقهم إلى الترحيل النهائي إلى سوريا.

وقالت عدة تقارير إعلامية إن الشرطة التركية أجبرت عدداً من الموقوفين خلال الحملة الأخيرة على توقيع ورقة الخروج الطوعي متنازلين عن حق الحماية في تركيا.

وامس السبت, نشر موقع الوسيلة شهادة لشاب سوري قال إن الشرطة التركية أوقفته في إحدى المناطق بإسطنبول، ولدى سؤالهم له عن “الكيملك” قال إنه لم يكن يحملها، وطلب من الشرطي أن ينتظر قليلاً من الوقت ليأتي بالبطاقة أحد أقاربه، إذ إن منزله لم يكن بعيداً عن المنطقة التي جرى توقيفه فيها.

وأضاف الشاب السوري أن الشرطي اعتقله وزجه في الباص، ليتم بعدها نقله إلى المخفر.

وبحسب ما ذكر الشاب السوري, وفي المخفر أجبر على التوقيع على ورقة الخروج الطوعي.

وأكد الشاب وفق التسجيل أن جميع المحتجزين وقعوا قسراً بعد تعرضهم للضرب في المخفر.

وفي حديث خاص لموقع الوسيلة قبل أيام, طمأن الصحفي التركي عبدالله سليمان أوغلو السوريين المتخوفين من شبح الترحيل قائلاً: “ضمن المعطيات الحالية لن تتم إعادة السوريين إلى بلادهم قسراً إلا من ارتكب جناية أو مخالفة أخلت بالأمن العام”.

ولفت سليمان أوغلو الانتباه إلى أن التشدد في تطبيق القوانين والتضييق قد يدفع عدداً من السوريين الذين انسدت في وجههم السبل للتفكير بالعودة مكرهاً.

وتابع الخبير بشؤون اللاجئين: “هناك الكثير ممن يفكرون بإجازة طويلة الأمد خلال فترة العيد والمحاولة للاستقرار وباعتقادي أن عدداً كبيراً منهم لن يعود وستكون الأعداد أكبر بكثير ممن بقوا في الأعياد الماضية ولم يعودوا”.

ودعا الصحفي سليمان أوغلو اللاجئين السوريين الذين يريدون البقاء في تركيا إلى “تسوية أوضاعهم القانونية قدر الإمكان وطرق كل الأبواب وإيصال صوتهم بكل السبل المتاحة والضغط على الحكومة التركية لإيجاد حلول لتسوية أوضاعهم القانونية.

معتبراً أنهم “الحلقة الأضعف والمتضرر الأكبر من هذه الإجراءات حيث أدت سياسة غض الطرف لسنوات طويلة إلى تفاقم أعداد المخالفين ولا يمكن حلها بهذا الشكل القسري وخلال فترة قصيرة “.

كما نصح سليمان أوغلو السوريين بضرورة “تجنب الاحتكاك مع الأتراك والالتزام بالنظام العام والعادات والتقاليد وعدم ارتكاب مخالفات أياً كانت وتجنب الخوض في الأمور الداخلية التركية مع الأتراك”.

وحث الخبير بالشأن التركي السوريين على “إعطاء صورة حسنة عن السوري الذي يسعى الإعلام مع الأسف إلى تشويهه وتعميم السلبيات على أنها ظاهرة عامة”.

إقرأ أيضاً: وزير الداخلية التركي يتوعد أوروبا بفتح الأبواب أمام اللاجئين السوريين

وكان وزير الداخلية التركي سليمان صويلو قد أكد أن بلاده مضطرة لاتباع سياسة جديدة تجاه اللاجئين السوريين في تركيا.

وشدد صويلو خلال اجتماع مع مسؤولي وسائل إعلام سورية ومنظمات المجتمع المدني قبل أيام على الالتزام بالقوانين ومذكراً بأن تركيا لن تتخلى عن مبدأ الأنصار والمهاجرين.

وتشهد ولاية اسطنبول خلال الأيام الأخيرة حملة أمنية مشددة تستهدف ملاحقة المهاجرين غير الشرعيين والعاملين المخالفين بدون إذن عمل وحاملي الكمليك من ولايات أخرى.

وتأتي هذه الحملة الأمنية التي ترافقت مع حملات في عدة ولايات بعد الانتهاء من الانتخابات المحلية في 31 آذار والإعادة في 23 حزيران الماضي والتي أسفرت عن فوز حزب الشعب الجمهوري المعارض برئاسة عدد من البلديات الكبرى كاسطنبول وأنقرة.

وتعد ولاية اسطنبول، مقصد الكثير من السوريين والعرب لكثرة فرص العمل فيها وارتفاع أجورها مقارنة بقلة فرص عمل باقي الولايات وانخفاض أجور العاملين فيها.

ويقيم في ولاية اسطنبول نحو 574 ألف سوري يحملون بطاقات الحماية المؤقتة في إسطنبول.

زر الذهاب إلى الأعلى