السوريون في تركيا

الشباب السوريون في تركيا ينشؤون مراصد لتجنب الوقوع في قبضة دوريات الأمن

أنشأ الشباب السوريون في تركيا مراصد خاصة لتحذير بعضهم البعض من دوريات أجهزة الأمن التركية تجنباً للوقوع في قبضتهم وخوفاً من الترحيل المفاجئ.

وقام الشباب السوريون بحسب ما ذكر العربي الجديد ورصدت الوسيلة، بتحويل غرف المحادثات الجماعية والمجموعات، على مواقع التواصل الاجتماعي، لغرف رصد لتحركات قوات الأمن والمناطق التي تتواجد فيها.

ويرشد اللاجئون بعضهم بعضاً من خلال المجموعات إلى الأماكن أو المناطق التي تجري مداهمتها في لحظتها، والتحذير من عدم الذهاب إلى تلك المنطقة أو المرور منها لمن لا يحمل “كيملك” إسطنبول.

وسميت تلك الغرف بحسب المنطقة التي تغطي أخبارها وأحيانا باسم المنطقة السورية التي ينحدر منها أفراد الغرفة في سوريا، فهناك غرفة تحت مسمى “حماصنة إسطنبول” وأخرى “سوريون في أفجلار” و”سوريون في باغجلار” و”مرصد إسينلر” و”الجالية السورية في الفاتح” وغيرها.

وتهدف هذه الغرف لتلافي الوقوع في قبضة الشرطة التركية التي باتت تنتشر في أحياء إسطنبول، وخاصة في المناطق التي تشهد كثافة في اللاجئين السوريين.

وكان قد خُصصت غرف المحادثة الجماعية على “واتس آب” للإعلانات التجارية أو للإعلان عن الفعاليات التي ينظمها السوريون في المدينة الكبيرة، سابقاً، لتتحول إلى ما يشبه المراصد.

يوضح اللاجئ “محمد” أنّ مكان عمله جرت مداهمته من جانب الشرطة، وهرّب صاحب العمل جميع العمال السوريين من الباب الخلفي.

وأضاف محمد: “إن صاحب العمل قام بذلك خشية تعرضه لعقوبة المخالفة أيضاً، إذ ينص القانون المطبق حالياً على معاقبة وتغريم من يشغّل الأجانب من دون إذن عمل وضمان”.

وتابع بالقول: “الأصدقاء ممن يحملون بطاقة كيملك إسطنبول في الغرف، يحذرون من لا يملكونها مباشرة عندما يصادفون دورية شرطة في طريقهم”، مشيراً إلى أنه علم بالمداهمة عن طريق إحدى تلك المجموعات.

ويستخدم السوريون جملاً للتنبه منها: “يعتقلون من لا يملك بطاقة كيملك في طلعة الفاتح… لا تقتربوا”، أو “الحاجز طيار ومعهم سيارة، وهناك شرطة مدنية”، و”هل أمسكوا بأحد؟”.

ويتذكر محمد كيف كان السوريون يتفادون حواجز أمن النظام والشبيحة فيسوريا، إبان انطلاق الثورة السورية في مارس/آذار2011، إذ كانوا يحذرون بعضهم بعضاً عن طريق غرف من هذا النوع.

بدوره، يشير “وائل” المقيم في منطقة باغجلار إلى أنّ “السوريين باتوا في حالة قلق، منتظرين ما سيحلّ بهم، لأنّ هناك عمليات ترحيل إلى سوريا كما يشاع”.

ويحمل وائل بطاقة “كيملك” صادرة من دائرة الهجرة في إسطنبول لكنّه لا يملك إذن عمل، لذلك لم يذهب إلى عمله منذ بدأت عمليات مداهمة المطاعم في المنطقة التي يقيم فيها، ويعتمد على غرف الـ”واتساب” لتتبع أخبار المداهمات وعمليات الترحيل.

إقرأ أيضاً: موسى العمر ينتقد الحملة الأمنية والإجراءات المشددة بحق السوريين في تركيا (فيديو)

من جانبه، يقول “عمر”، الذي يحمل إقامة سياحية في إسطنبول إنّه ذهب إلى أحد المطاعم السورية في منطقة الفاتح وهو من المطاعم الكبيرة إذ يعمل في خدمة الزبائن لديه 15 شخصاً على الأقل، وفي لحظة اختفى جميع العمال.

وعند سؤال صاحب المطعم تبين أنّهم تلقوا تنبيها عبر “واتس آب” من مطعم آخر، بأنّ دوريات الشرطة وبلدية المنطقة بدأت بمداهمة مطاعم السوريين والأتراك في الحيّ، بهدف التفتيش عن المخالفين ممن لا يحملون إذن العمل والـ”كيملك”.

ويضيف أنّ معظم المجموعات والغرف باتت تنقل مثل هذه التنبيهات، وتنشر صور الدوريات التركية وعمليات مداهمة منازل “السكن الشبابي” والمطاعم والمحلات التجارية.

وعن مصداقية الأخبار التي تنقل في تلك الغرف، يوضح “عمر” أنّ هناك غرفاً قد تضخم ما يحدث، لكنّه يؤكد أنّ أصدقاء له تعرضوا للمضايقة من الشرطة، على الرغم من حملهم بطاقة الحماية المؤقتة الصادرة عن مديرية الهجرة في إسطنبول.

وفي ذات السياق، صرح “مهدي داوود”، رئيس منبر الجمعيات السورية، في تسجيل صوتي تناقلته الغرف والمجموعات، أنّ دائرة الهجرة في إسطنبول، عمّمت إلى جميع الجهات المعنية أمرا بوقف ترحيل السوريين من إسطنبول، ممن يحملون بطاقة الحماية المؤقتة “الكيملك” سواء كان تسجيلها فيها أو في ولايات تركية أخرى.

وقال “داوود” إن مدير دائرة الهجرة في إسطنبول، رجب باتو، أبلغه صباح السبت أنّه أوعز إلى الجهات كافة بوقف ترحيل السوريين الذين ألقي القبض عليهم لعدم حيازتهم “كيملك” إسطنبول، أو عدم حيازتهم أيّ “كيملك”.

والسبت قبل الماضي أعلن وزير الداخلية التركي، “سليمان صويلو”، خلال اجتماعه مع مجموعة من الإعلاميين والناشطين السوريين والعرب، عن البدء بتطبيق إجراءات صارمة بحق اللاجئين السوريين والأجانب في إسطنبول.

إقرأ أيضاً: ولاية اسطنبول تحدد عدة نقاط قانونية جديدة للسوريين المقيمين في الولاية

وبحسب تصريحات الوزير فإنّ تركيا تستضيف 3.6 ملايين لاجئ سوري يقيم نصف مليون منهم في إسطنبول التي تعتبر أكبر الولايات التركية.

والأحد، ألمح “ياسين أقطاي”، مستشار رئيس حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، إلى إمكانية حدوث تغيير في سياسة الحزب تجاه اللاجئين السوريين في البلاد، معترفا أن الأمر تحول إلى أزمة، وأن اللاجئين السوريين باتوا يمارسون أعمالهم بعشوائية باتت واضحة للشعب التركي، على حد قوله.

وقال “أقطاي”، خلال كلمة ألقاها في ندوة بإسطنبول، السبت، إنه سيتم إجراء مشاورات مع القيادات السورية في مدينة إسطنبول، للبحث عن حل لأزمة اللاجئين.

وكانت الحكومة التركية قد أجازت قانون الحماية المؤقتة، الذي يسمح للاجئين السوريين المهجرين من بلادهم بسبب الحرب، بالحصول على إقامة مؤقتة تمنحهم حق التعليم والصحة والعمل.

ويتضمن القانون الحصول على بصمات اللاجئين وربطها بالمركز الأوروبي للمعلومات الخاص بشؤون الهجرة، بهدف إعادة السوريين الوافدين إلى دول الاتحاد الأوروبي بطريقة غير شرعية، إلى تركيا.

زر الذهاب إلى الأعلى