تركيا تتوعد بإطلاق عملية عسكرية في سوريا إذا لم تستجب أمريكا لمطلبها
لوحت السلطات التركية، بإطلاق العملية العسكرية المرتقبة في مناطق شرق الفرات في حال لم يتم إنشاء المنطقة الآمنة المزمعة في سورية.
وبحسب ما نقلت وسائل إعلام تركية ورصدت الوسيلة عن وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، اليوم الاثنين، تأكيده أن تركيا ستطلق عملية في شرق الفرات إذا لم تتأسس المنطقة الآمنة المزمعة في سورية وإذا استمر تهديد تركيا.
وتأمل جاووش أوغلو، أن يتم التوصل لاتفاق بشأن المنطقة الآمنة في سورية بعد محادثات اليوم مع المبعوث الأميركي الخاص بسورية جيمس جيفري الذي يزور أنقرة.
ويتباحث الجانبان التركي والأمريكي بشأن إقامة منطقة آمنة عبر الحدود في شمال شرق سورية.
وتختلف تركيا مع واشنطن التي تدعم ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية فيما تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية محاولة إبعادها عن شريطها الحدودي.
وحمل جاويش أوغلو روسيا مسؤولية وقف هجمات الأسد على إدلب السورية.
وأشار وزير الخارجية التركي في لقاء متلفز على قناة (TGRT) الإخبارية إلى أنّ بلاده ستلبي حاجاتها من مكان آخر إذا رفضت واشنطن إعطاءها مقاتلات “إف 35”.
وعبر جاووش أوغلو، عن رفض بلاده العقوبات الأميركية على تركيا بسبب صفقة “إس 400” معتبراً أنها غير مقبولة.
وأكد جاويش أوغلو على اتخاذ بلاده خطوات مناسبة، في حال اتخذت الولايات المتحدة الأميركية موقفاً معادياً ضد تركيا.
وتابع وزير الخارجية: “إن كان هناك عقوبات، ثمة أجوبة سنرد على أميركا بها”.
لقد أبدت روسيا استعدادها لتزويد تركيا بمقاتلات سو-35، خاصة في حالة وجود اهتمام مماثل من قبل الجانب التركي.
تعزيزات عسكرية جديدة
وأرسل الجيش التركي، الأحد، تعزيزات عسكرية إلى قضاء “أقجة قلعة” في ولاية شانلي أورفة (جنوب شرق) تمهيدا لنقلها إلى وحداته المنتشرة على الحدود مع سوريا.
وذكرت وكالة الأناضول إن التعزيزات تتضمن شاحنات محملة بالمدافع والدبابات والذخيرة، ووصلت “أقجة قلعة” بعد خروجها من قيادة لواء المدرعات العشرين في شانلي أورفة.
وأضاف أن التعزيزات تسلمتها قيادة فوج الحدود الثالثة في “أقجة قلعة” قبل نشرها على الوحدات المتوضعة على الحدود مع سوريا.
وكان القائد العام لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، “مظلوم عبدي” أكد الأسبوع الماضي، أن “قسد” لا تريد الانخراط في حرب مع تركيا، لكنه حذر في المقابل من أن الهجوم على أي مناطق كردية شرقي الفرات سيحول المنطقة الحدودية لساحة حرب، مشددا على أن ما حصل في “عفرين” لن يتكرر شرق الفرات.
إقرأ أيضاً: محادثات أمريكية تركية لإنشاء المنطقة الآمنة وانسحاب الوحدات الكردية
وحسب وكالة “تاس” الروسية، صرح رئيس المؤسسة الروسية “روستيخ” سيرغي كيميزوف، بأن الاقتراح الذي قدمته موسكو لنظيرتها أنقرة كان نتيجة منطقية للتهديدات التي ما فتئت الولايات المتحدة توجهها لتركيا.
وفي وقت سابق، هددت الولايات المتحدة تركيا بالعواقب الوخيمة التي قد تترتب عن شراء أنظمة إس-400 الروسية.
كما أكد البيت الأبيض أن شراء أنظمة الدفاع الصاروخية الروسية، يجعل من المستحيل على أنقرة مواصلة المشاركة في برنامج تصنيع مقاتلات الجيل الخامس من طراز إف-35.
وقد أوضحت ستيفاني غريشام المتحدثة باسم إدارة ترامب: “لا يمكن لمقاتلات إف-35، التفاعل مع أنظمة الدفاع الصاروخية الروسية، التي قد تستخدم لاستكشاف القدرات المتقدمة لإف-35
وفي يوم 19 يوليو الجاري، أعلنت وزارة الدفاع التركية وصول أول مجموعة من أجزاء منظومة “إس-400” الروسية إلى أنقرة.
وتعد منظومة “إس-400” واحدة من أكثر منظومات الدفاع الجوي تطورا بالعالم حاليا، وهي من إنتاج شركة “ألماز-أنتي”، المملوكة للحكومة الروسية.
ودخلت المنظومة الخدمة في الجيش الروسي عام 2007، وتعتبر ترقية لمنظومة الدفاع الجوي “إس-300” التي تم تطويرها في تسعينيات القرن الماضي.