مستشار أردوغان يُهاجـم السعودية والإمارات ويتحدث عن “سر عدائهما” لتركيا
انتـقد ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تطبيع العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة، والممكلة العربية السعودية من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى.
وأضاف أقطاي في حوار مع صحيفة “الراية” القطرية رصدها موقع الوسيلة: “التطبيع هو عار على الإمارات والسعودية، لأن إسرائيل تغتـ.صب فلسطين، وتعمل على تهويد القدس وهدم الأقصى”.
وأردف مستشار الرئيس التركي: “كل من يساعد إسرائيل على قمع الشعب الفلسطيني، هو عدو للمسلمين”.
وتابع بالقول: “نقولها بصراحة إن كل من يوافق على صفقة القرن سيتعرض لمحاكمة التاريخ حتى بعد موته، ونطالب حكام الإمارات والسعودية بوقف دعمهم لصفقة القرن وإسرائيل”.
ونقلت الصحيفة القطرية عن مستشار الرئيس التركي قوله إن تطبيع السعودية والإمارات مع إسرائيل “خيانة كبرى”.
شراء تركيا لصوايخ” s400″ الروسية
أوضح أقطاي مستشار الرئيس التركي: “نحن مؤمنون أن من حق تركيا الدفاع عن نفسها، وطلبنا صواريخ باتريوت من أمريكا لكنهم رفضوا بيعنا هذه الصواريخ، وانتهكوا حقوقنا كشركاء”.
واستدرك أقطاي بالقول: “عندها وجدنا أن أمامنا ثلاثة بدائل لشراء الصواريخ وهي فرنسا والصين وروسيا، وبعد مباحثات، ارتأينا أن الخيار الروسي هو الملائم لنا بسبب السعر الرخيص وصلاحية المساهمة في الإنتاج”.
وقال أقطاي: “لا نكشف سراً عندما نقول إننا سنبدأ الإنتاج المشترك عام 2023، وهذا حقّ لم تعطهِ لنا أمريكا، ونحن في المحصلة نبحث عن مصالحنا، ولسنا عبيداً للأمريكيين”.
علاقات تركيا مع قطر وباقي دول الخليج
وبشأن تراجع العلاقات مع السعودية والإمارات، أوضح أقطاي: “يصعب علنيا فهم ذلك، مع أننا لا نضمر الشر لأحد من العرب والمسلمين، ونريد التعاون مع الجميع، دون التدخل في شؤون الغير، وما نزال نمد أيدينا للجميع لمصلحة المسلمين”.
وتابع: “يبدو أن النموذج التركي الذي ألهم الربيع العربي أخاف الإمارات والسعودية، مع أننا لم ندعم الربيع العربي، بل أيدناه فقط وساندنا الشعوب العربية الساعية لتحقيق الحرية والديمقراطية، لكننا لم نحرك أحدا في الإمارات والسعودية، ومع ذلك فإنهم يخافون من امتداد عثماني متخيل جديد في المنطقة، مع أنه لا يوجد لدينا طموح لذلك”.
وبخصوص العلاقات الثنائية بين البلدين اعتبر أقطاي: ” إنّ العلاقات القطرية – التركية مثال إسلامي يحتذى، وإن قطر هي الحليف الأقوى لتركيا”.
واختتم أقطاي حديثه بالقول: “إنّ قطر وقفت مع تركيا إبان الانقلاب الفاشل قبل سنوات، وإنّ تركيا تقف مع قطر رداً على الجميل الذي قدّمته الدوحة”.
وكانت قد بدأت العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة والرياض بتاريخ 3 أغسطس/ آب 1929، أعقبتها العديد من الزيارات المتبادلة، وتوقيع اتفاقات ومعاهدات في شتى المجالات.
وفي بدايات الألفية الثانية، ترسخت علاقات البلدين تزامنا مع زيادة التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب.
وشكلت زيارة العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلى تركيا في 8 أغسطس 2006، نقطة تحول مهمة في تاريخ العلاقات، وشهدت توقيع 6 اتفاقات بين أنقرة والرياض.
وبحلول عام 2015، وخلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الرياض، وقع البلدان اتفاقية التعاون الاستراتيجي.
إقرأ أيضاً: واشنطن تعرض حلاً في إدلب وموسكو تصر على رفضه
وفي أبريل/ نيسان 2016 وخلال زيارة الملك سلمان إلى تركيا، وقع البلدان معاهدة لتأسيس مجلس التنسيق التركي السعودي، وعقد المجلس اجتماعه الأول برئاسة وزيري خارجية البلدين، في أنقرة بتاريخ 7 ـ 8 فبراير 2017.
وتبنت تركيا منذ اللحظات الأولى لجريمة اغتيال خاشقجي، داخل مبنى قنصلية بلاده بإسطنبول مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2018، موقفا إيجابيا عبر دعوة السلطات السعودية إلى التعاون لكشف الحقيقة.
حتى أن الرئيس أردوغان، وجه شخصيا دعوة إلى العاهل السعودي، للتعاون من أجل كشف الحقيقة في القضية، مستثنيا تورط الملك سلمان بهذه الحادثة بشكل كامل.
وواصلت أنقرة تبني لغة حذرة ومعتدلة تجاه الرياض بهذا الصدد، في خطوة الهدف الحفاظ على استقرار السعودية والمنطقة، وعدم السماح بأن تتسبب جريمة خاشقجي في زعزعته.