ألمانيا تعتزم إحضار لاجئين سوريين من مخيمات اللجوء في دول جوار سوريا
أعلنت الكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا عن إطلاق برنامج لإحضار لاجئين سوري إلى ألمانيا بالتعاون مع الصليب الأحمر ومنظمة كاريتاس في ألمانيا.
وأضافت الكنيسة في تقرير لها ترجمه “راديو روزنة” ورصده موقع الوسيلة: “أن برنامج “NEST” يهدف لإحضار 500 لاجئ سوري من الذين يعيشون في مخيمات اللجوء في الأردن ولبنان.
وأفاد التقرير: “أنه ستم اختيار هؤلاء اللاجئين من قبل مفوضية الأمم المتحدة على أساس أنهم أكثر ضعفاً من غيرهم (مرضى، مصابين، أمهات وحيدات مع أطفال…)”.
وأضاف التقرير: “سيتم منحهم مباشرة إقامة ثلاث سنوات في ألمانيا، بالإضافة إلى أن كل واحد منهم سيكون محاط بدائرة شخصية من المساعدين الذين يبلغ عددهم 5 أشخاص”.
وأوضح التقرير أنه: “يتم الآن تدريب المساعدين قبل وصول اللاجئين للتعامل مع الحالات الفردية لكل لاجئ، في حال كان مصابا أو يحتاج إلى عناية خاصة”.
وقدم المشروع ممثلون من الكنيسة الكاثوليكية وكاريتاس والصليب الأحمر الألماني إلى الجمهور بشكل رسمي يوم الأربعاء الفائت في العاصمة الألمانية برلين، حيث تحدثوا عن جوهر المشروع، أهدافه و أهميته.
من جهته، أكد مارتن داتسمان المفوض من مقر الحكومة الفيدرالية بأن”الكنائس رفعت طلب إيصال اللاجئين إلى أوربا عبر طرق آمنة وقانونية مراراً وتكراراً”.
ما هو مشروع “نيست”
الجدير بالذكر أن “Nest” هو مشروع رائد، يستكمل برامج “إعادة التوطين” التابع للاتحاد الأوروبي، والذي التزمت به ألمانيا من خلال قبولها حوالي 9700 لاجئ.
وتتمثل إحدى ميزات “Nest” بأن المجموعات المعنية التي ستساعد اللاجئين بعد وصولهم، ستغطي أيضًا جزءًا من تكاليف حياتهم في ألمانيا، ويدفعون إيجار مسكنهم لمدة عامين على الأقل ويعملون على اندماجهم في المجتمع الألماني.
و حتى الآن تم جمع 25 مجموعة من المساعدين، مع صندوق يتضمن حالياً 425 ألف يورو؛ حيث يقول أحد العاملين على إنجاز هذا المشروع: “نعلم أن هذا البرنامج وحده لن يحل مشاكل اللاجئين، لكن ربما يكون ذلك بمثابة خطوة ضد اللامبالاة التي يتم فيها التعامل مع قضايا اللاجئين، وضد القمع، ربما إشارة أو كبداية، كرمز للإنسانية”.
ويقوم المشروع بتدريب المتطوعين في معهد “EKVW” التابع للكنيسة في شويرت فيليغست، و يوضح إدغار بورن، الذي يرأس الهيئة المسؤولة عن هؤلاء المتطوعين: “هؤلاء الأشخاص ملتزمون، براغماتيون للغاية، وموجّهون نحو إيجاد الحلول، بالإضافة إلى أنهم يتمتعون بشبكة علاقات جيدة في المجتمع؛ لقد قرروا جميعا ليس فقط استيعاب أفراد بل عائلات بأكملها”.
تصدر السوريين لقوائم اللجوء في ألمانيا
كشف مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني الأسبوع الماضي عن تصدر السوريون قائمة أعلى الجنسيات الحاصلة على لجوء في ألمانيا خلال السنوات الماضية.
وأفاد مكتب الإحصاء بحصول 1.3 مليون من أصل 1.8 مليون شخص على أحد أنواع الحماية، وبالتالي على حق الإقامة.
وبحسب إحصائيات المكتب فإن نحو 62% من الحاصلين على حق الحماية في ألمانيا أتوا من ثلاثة دول وهي سوريا (526 ألف) والعراق (138 ألف) وأفغانستان (131 ألف).
وكان وزير الداخلية الألماني، هورست زيهوفر، قد أكد في وقت سابق إنه: “لا نية لتعديل أو تعليق القواعد المتبعة بخصوص طلبات لجوء السوريين، نافياً معلومات أوردتها تقارير إعلامية محلية حول هذا الشأن”.
وأضاف زيهوفر أن “الوضع سيبقى على ما هو عليه حالياً ريثما يتم التحقق من حصول تطورات جديدة في سورية، وسنتصرف وفقاً للمعطيات في سياسة اللجوء، وحتى ذلك الحين لا داعي لتغيير تقييم طلبات اللجوء رغم تعديل التقييم للوضع الأمني من قبل وزارة الخارجية”.
إقرأ أيضاً: صحف ألمانية تحتفي بطفل سوري بعد منحه وظيفة حكومية
وكشف المتحدث باسم وزارة الداخلية، إن الدول الأوروبية استقبلت ما مجموعه 18 ألف و94 لاجئا من تركيا بحلول كانون الأول/ ديسمبر عام 2018، في حين، استقبلت ألمانيا 6 آلاف و614 لاجئا سوريا من تركيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية إن “الاستقبال الإنساني من تركيا إلى ألمانيا يتم ضمن آلية واحد مقابل واحد”.
ورفعت الحكومة الرواتب المقدمة للاجئين حيث أصبح راتب الشخص الأعزب 416 يورو بدلا من 409 فيما أصبح راتب الأزواج 374 يورو لكل زوج أما الأطفال فقد أصبح 270 وذلك للأطفال تحت 6 سنوات و 296 للأطفال من 7 حتى 14 سنة وللأطفال تحت 18 عام 316 يورو.
وكان مؤتمر وزراء الداخلية في ألمانيا وافق في كانون الثاني الماضي، على قرار يقضي بتمديد العمل بقرار منع ترحيل السوريين المرفوضة طلبات لجوئهم أو المدانين من قبل المحاكم الألمانية أو المصنفين “خطرين” من جهات أمنية على بلدهم سوريا لمدة ستة أشهر أخرى تنتهي في حزيران 2019.
وتعتبر ألمانيا هي البلد الأكثر استقبالا للاجئين القادمين من تركيا خلال العامين الماضيين.