توافق أمريكي تركي لإعادة تأهيل هئية تحرير الشام يثير غضب الروس
الوسيلة – متابعات:
كشف موقع “عربي 21” عن توافق أمريكي تركي، بشأن هيئة تحرير الشام في الشمال السوري، والذي يسيطر على غالبية مناطق إدلب السورية وتتهمه روسيا بالإرهاب.
وأضاف الموقع عن مصادر فضلت عدم الكشف عن هويتها ورصدت الوسيلة: “أن التوافق الأمريكي التركي لإعادة تأهيل وهيكلة هئية تحرير الشام يقابله غضب روسي”.
وقالت المصادر: “أن هناك توافقا أمريكيا تركيا بشأن الحفاظ على تحرير الشام، وعدم إنهائه كفصيل مسلح بارز حاليا في إدلب، لا سيما مع رجوع أمريكا إلى الملف السوري، وتحديدا في الشمال”.
وأوضح المصدر أن هذه الخطوة الأمريكية التركية: “لتخوف البلدين من بديل هيئة تحرير الشام”.
وفي صعيد متصل، قال الباحث المهتم بالجماعات الجهادية، عباس شريفة: “إن أمريكا لا تعمل على إعادة تأهيل تحرير الشام، بقدر ما أنه تحقق مصالح لها في الشمال السوري، وسط الخلاف مع روسيا، لا سيما بعد فشل قمة القدس الأمنية، وعدم حصول واشنطن على ضمانات روسية بإخراج إيران من سوريا”.
وأضاف شريفة: “أن عودة أمريكا للملف السوري، مرتبط بالخلاف مع روسيا، وعدم حصول إسرائيل على ما تريد، ورغبة واشنطن بالإضرار بالمصالح الروسية”.
وتابع بالقول: “إنه بناء على ذلك توافقت المصالح الأمريكية والتركية في قضية إدلب، وهي كذلك تهم أوروبا بقضية اللاجئين التي يمكن أن تسبب أزمة هناك، لذلك عادت أمريكا للتدخل في إدلب، ولكن من خلال إعادة ترتيب المنطقة في الشمال من ضمنها تحرير الشام”.
ولفت شريفة إلى أن “تحرير الشام تدرك الأمر، وقامت بإجراءات عدة من أجل أن تحصل على هذا التأهيل، ليكون هناك تعامل دولي معها”.
وقال إن المؤشرات التي تدل على ذلك: “وقف تحرير الشام قضية خطف الصحفيين، و تسليم عدد من المطلوبين والأسرى لذويهم، والانخراط في قضية محاربة الإرهاب”.
وأردف شريفة: “وأوجدت الهيئة واجهات مدنية عدة مثل حكومة الإنقاذ للتعامل مع الخارج، وأخفت كثيرا من الشخصيات الإشكالية عن الواجهة الإعلامية والأضواء”.
وأوضح شريفة أن تحرير الشام، باتت “منخرطة في قضية محاربة الإرهاب فهي حاربت جند الأقصى، وحاربت داعش، وتضيق على حراس الدين جناح القاعدة في سوريا”.
ووفقاً لشريفة: “إن إعادة هيكلة تحرير الشام بطريقة لا تعطي لها شرعية، ولا تقطع التعامل معها كقوة موجودة، فإنهاؤها يعني استفادة روسيا والنظام”.
وأكد أن “إنهاء تحرير الشام في إدلب، يعني تهديدا كبيرا بالنسبة لأمريكا، فهو يسهل إدخال النظام وروسيا إلى إدلب، ما يعني فقدان ورقة مهمة للضغط على الروس”.
وبين أن “أمريكا تريد الاستفادة من وجود تحرير الشام في الشمال السوري ضمن شروط معينة وليس إنهاء الفصيل الجهادي”.
وقال شريفة: “إن أمريكا تريد إحداث تغيير حقيقي في بنية الهيئة التنظيمية، وكذلك الأيديولوجية، رغم أنها بالواقع قامت بذلك بشكل ذاتي، إذ أصبح خطابها بعيدا عن التكفير، وأظهرت براغاماتية أفضل، تجعل الأمريكيين يتعاملون معها”، وفق تقديره.
ولكنه أكد أن “التعامل الأمريكي سيكون مرحليا مع الهيئة، ليعطيها نصف شرعية بحيث تحرك ورقة إدلب، ولكن ما بعد ذلك عند الحل النهائي، لن يكون هناك تحرير الشام، وسيتم تفكيكها”.
إقرأ أيضاً: روسيا توافق على شرط ماهر الأسد لتوسيع مشاركة فرقته في معارك حماة
وتوصل إلى أن النتيجة المتوقعة هذه تؤكد أن ما يجري الآن ليس إعادة تأهيل كاملة لهيئة تحرير الشام، لكن ما يجري تأهيل نسبي لمرحلة معينة من أجل ملف معين، بحسب تقديره.
ومن التحديات التي تقف أمام تركيا وأمريكا، مطالبة روسيا المتكررة بإنهاء ملف تحرير الشام، لكن أنقرة لم تقم بالأمر، لأنه في حال القضاء على تحرير الشام فسيثار تساؤل تركي كبير: “من البديل؟”.
وبالنسبة لتركيا، فإن بديل تحرير الشام في إدلب إما دخول النظام السوري إليها، أو إعلان منطقة وقف إطلاق نار نهائي، لذلك، فإن كان المقابل إنهاء تحرير الشام التي تشكل مشكلة لروسيا والنظام ويكون البديل نظام الأسد، فلا مصلحة تركية في ذلك، بحسب شريفة.
ودفع التوافق التركي الأمريكي الأسبوع الماضي روسيا إلى اتهام واشنطن بأنها تحاول إفشال اتفاق سوتشي المتعلق بإدلب السورية، الذي وقعته موسكو مع تركيا، من أجل خفض التصعيد في شمال سوريا.
جاء ذلك على لسان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قائلا إن الولايات المتحدة وحلفاءها يرغبون في إفشال اتفاق بلاده مع تركيا، بشأن محافظة إدلب، معبرا عن القلق إزاء محاولتها هذه من الالتفاف على الاتفاق مع أنقرة.
ويعكس التصريح الروسي بحسب الخبير بالجماعات الجهادية، حسن أبو هنية، أن “روسيا بدأت ترى في محاولات إعادة تأهيل تحرير الشام ودخول أمريكا على الخط مع تركيا، مشكلة توجب الحل”.
وأكد في حديثه لـ”عربي21″ رصده موقع الوسيلة أن: “تركيا لها دور أساس باعتبارها الجهة التي تحاول إعادة تأهيل تحرير الشام، ويبدو أن هناك نوعا من الرؤية المشتركة بينها وبين أمريكا بهذا الخصوص”.
ورأى أن ما دفع تحرير الشام وسط هذا كله، للتعبير عن التزامها ببعض المتطلبات الإقليمية والدولية هو اعتبارها حركة سياسية، والتعاطي مع محاولات إعادة التأهيل، مؤكداً محاولتها التكيف بشكل أو بآخر مع الواقع.
وكانت تحرير الشام بقيادة أبي محمد الجولاني، أعلنت فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، لينشق عنها فصيل سمى نفسه “حراس الدين” كان مصرا على الانتماء التنظيمي للقاعدة، رغم التشابه الفكري والأيديولوجي مع الهيئة.