تركيا لأمريكا: تعاونوا معنا أو سنضطر لإنشاء المنطقة الآمنة بمفردنا
أكدت تركيا أنها ماضية في إنشاء المنطقة الآمنة شمال سوريا في حال عدم التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الاثنين، وفق الأناضول إن بلاده ستضطر إلى إنشاء منطقة آمنة في سوريا بمفردها “إن لم تتوصل إلى تفاهم مشترك مع الولايات المتحدة في هذا الشأن”.
وأشار أكار خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي مارك إسبر إلى أن تركيا هي الدولة الأنسب وصاحبة القوة القادرة على ضبط المنطقة الآمنة في سوريا.
وبحسب بيان لوزارة الدفاع التركية, شدد أكار على ضرورة مصادرة جميع الأسلحة التي بحوزة المليشيات الكردية الانفصالية، وإخراجها من المنطقة الآمنة بشكل كامل.
وبين أكار أن عمق المنطقة الآمنة يجب أن يمتدّ إلى 30 أو 40 كيلومتراً من الحدود التركية داخل الأراضي السورية.
وجدد أكار تأكيد الرئيس التركي على المضي في إنشاء المنطقة الآمنة بدون أمريكا إذا لم يتم التوصل لتفاهمات معها.
وأضاف أكار: “كما أسلف رئيس بلادنا رجب طيب أردوغان، الجمعة الماضي، إن لم نصل لتفاهم مع الولايات المتحدة حيال المنطقة الآمنة ستضطر تركيا أن تشكل المنطقة في سوريا بمفردها”.
كما طالب أكار نظيره الأمريكي بضرورة وقف الولايات المتحدة دعمها المليشيات الكردية بالكامل.
وبحسب بيان الدفاع التركية فإن تركيا لن تسمح بتشكيل “حزام إرهابي” على حدودها الجنوبية، مبيّناً أن بلاده لا تهدف إلى حماية أمنها وأمن مواطنيها فحسب، “بل حماية الأكراد والعرب والأشوريين والمسيحيين والأيزيديين وبقية الإثنيات والطوائف الأخرى في المنطقة”.
إقرأ أيضاً: روسيا توافق على شرط ماهر الأسد لتوسيع مشاركة فرقته في معارك حماة
وكان وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو قد كشف الأسبوع الماضي وعقب محادثات مع الوفد الأمريكي حول المنطقة الآمنة أن الاقتراحات الأمريكية لا ترضي تركيا.
وكانت تركيا والولايات المتحدة قد توصلتا في يونيو/حزيران 2018 لاتفاق “خارطة طريق” حول منبج، بريف محافظة حلب، يقضي بإخراج مسلحي “ي ب ك/بي كا كا” من المنطقة وتوفير الأمن والاستقرار فيها, إلا أن تركيا تتهم واشنطن بعدم الوفاء بالتزاماتها معتبرة أن عوائق تقنية تمنع تنفيذ الاتفاق.
والخميس 25 تموز الحالي, أعلنت وزارة الدفاع التركية، أن الوزير “خلوصي أكار” اجتمع الخميس مع مسؤولين عسكريين، لبحث عملية محتملة في شمال سوريا، بعد يوم من تحذير أنقرة من أنها ستتحرك إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن منطقة آمنة مزمعة.
وأضافت الوزارة في بيان لها أن أكار قال: “نقلنا آراءنا وطلباتنا إلى الوفد الذي جاءنا. نتوقع منهم تقييمها والرد علينا فوراً”.
وبحسب البيان فإن الوزير التركي “أكد لهم من جديد أننا لن نتغاضى عن أي تأخير، وأننا سنبادر بالفعل إذا اقتضت الضرورة”.
وقال مسؤولون في الجيش التركي لوكالة رويترز في وقت سابق الخميس، إن مسؤولين من تركيا والولايات المتحدة، سيواصلون إجراء محادثات بشأن المنطقة الآمنة المزمعة في شمال سوريا، بعد يوم من تحذير أنقرة من أنها ستشن عملية عبر الحدود إذا لم يتم التوصل لاتفاق.
وأكد المسؤولون الأتراك أن نحو ألف من مقاتلي “ب ي د” الكردية لا يزالون في منبج، على الرغم من الاتفاق مع واشنطن على تطهير المنطقة، وأضافوا أن ما كانت تنتظره تركيا لم يتحقق.
وأجرى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ومتحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، ومساعد وزير الخارجية التركي سادات أونال، مباحثات مع المبعوث الأميركي إلى سورية جيمس جيفري، والوفد المرافق له في أنقرة، بين 22 و24 يوليو/ تموز الجاري.
وتجري تركيا محادثات مع الولايات المتحدة بشأن إقامة منطقة آمنة عبر الحدود في شمال شرق سوريا، حيث تدعم واشنطن وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.