سوري يروي رحلة ترحيله القسري من اسطنبول إلى إدلب
يعيش اللاجئون السوريون في تركيا هاجس الترحيل الذي لم يوفر حتى حاملي بطاقة الحماية المؤقتة الكمليك الصادرة من ولاية اسطنبول, كما حدث مع “زكريا المصري” وهو أحد أبناء مدينة حلب المقيم في الفاتح ويمتهن تجارة الحقائب النسائية والمدرسية وغيرها.
وفي منشور له على إحدى المجموعات الفيسبوكية وعلى صفحته الشخصية, عرف عن نفسه قائلاً بحسب ما رصدت الوسيلة: “اسمي زكريا المصري متزوج وعندي بنتين مقيم في اسطنبول اسنيورت فاتح مهلسي الشارع 866 وليس لي أي أقارب هناك ومستأجر بيت وفاتح جميع الفواتير وأملك الوثيقة من اسطنبول”.
وأضاف المصري: ” حصلت على الكملك من إدارة الهجرة في اسطنبول بتاريخ 5-10-2017″.
وعن طريقة اعتقاله, أوضح المصري لجريدة زمان الوصل أنه و”أثناء عودته من عمله إلى المنزل بتاريخ 19/7/ 2019 جاء إليه شرطي يرتدي ثياباً مدنية وطلب منه الكملك فأعطاه الوثيقة, وذهب به إلى زميل له وبعد قليل تم اقتياده إلى سيارة وتم أخذه إلى مخفر كراج تابع لاسنيورت”.
وتابع الشاب المرحل قائلاً: ” وهناك استلموا منه كل متعلقاته ووضعوها داخل كيس وتم إصعاده إلى سيارة مرة ثانية ليتم اقتياده إلى المخفر اليابنجي الذي يقع في اسطنبول الأسيوية وهو شعبة احتجاز الأجانب”.
ويكمل المصري أن عناصر الجندرمة وضعوا القيود في يديه واصعدوه مع 35 شاباً سوريا تم احتجازهم إلى باص بولمان كبير ومن ثم تم ترحيلهم إلى سوريا من معبر العلالي التابع لمدينة سلقين بريف ادلب، بعد رحلة استغرقت 25 ساعة دون استراحة أو طعام بتاريخ 19/ 7/ 2019 .
وبين الشاب المرحل أنه يعيش في جامع بدلبيا بسلقين لعدم وجود أهل أو معارف له في سوريا فيما عائلته المكونة من زوجة وابنتين تعيش في اسطنبول دون سند أو معيل.
إقرأ أيضاً: ولاية اسطنبول تكشف أعداد السوريين المرحلين من اسطنبول
وكانت تركيا قد شهدت مؤخراً حملة أمنية لضبط المخالفين من اللاجئين السوريين لقانون «الحماية المؤقتة» وتحديداً في إسطنبول، ما يشي بأن الاهتمام التركي منصب الآن على دفع السوريين إلى العودة إلى بلادهم.
وفي وقت سابق، انتقدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحكومة التركية لإجبار لاجئين سوريين الشهر الحالي على توقيع أوراق العودة الطوعية إلى سوريا، في حين أنها تعيدهم بشكل قسري.
وكان وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، الأحد، قد أكد أن الحكومة لم ترحل أي سوري في وضع الحماية المؤقتة أو أي أجنبي في وضع الحماية الدولية أو يقيم في تركيا بشكل قانوني، بحسب وكالة أنباء «الأناضول» التركية.
وأضاف: «لا يمكن قبول ترحيل أي سوري في وضع الحماية المؤقتة، أو أي أجنبي في وضع الحماية الدولية أو يقيم بتركيا بشكل قانوني، ولا نمتلك الحق أو القدرة على فعل ذلك، وليس لدينا أي رغبة في هذا الاتجاه».
بدورها كشفت إدارة معبر باب الهوى الحدودي بين تركيا وسوريا أن عدد المرحلين قسراً من تركيا إلى سوريا تجاوز الـ ٨ آلاف سوري، خلال الشهرين الأخيرين فقط.
كما أن الأرقام الرسمية التركية تشير إلى عودة نحو 315 ألف سوري إلى بلادهم منذ العام 2015، وتعني بها مناطق «درع الفرات» و«غصن الزيتون» الخاضعتين للإدارة التركية شمالي سوريا،
بينما تغيب الأرقام التي توضح عدد الذين توجهوا منهم إلى مناطق سيطرة النظام السوري.