الجولاني يتحدث عن موقفه من وقف إطلاق النار وأستانة وتطورات الوضع على جبهات حماة وإدلب
قال القائد العام لـ”هيئة تحرير الشام”، أبو محمد الجولاني إن “استمرار حملة نظام الأسد وروسيا أكثر من 90 يوما، وتوحد الساحة بشكل كامل من قوة عسكرية وخدمية ومدنيين وعامة الشعب وفرت عوامل كبيرة للوقوف في وجهها”.
جاء ذلك في لقاء عقده “الجولاني”، نظمته هيئة تحرير الشام، وحضره أكثر من 50 إعلامياً في إدلب.
وأشار الجولاني بحسب ما رصد موقع الوسيلة إلى أن “النظام مهترئ من الداخل وقد فقد قدرته على أن يكون لديه جيش منظم يحميه بل تحول لمجموعة من الميليشيات المتناحرة”.
وأضاف “الجولاني” : “عانى الروس من عدم مجاراة النظام لهم عسكريا فهم يمهدون له بقصف عنيف إلا أن قوات النظام المجرم الأرضية لم تحقق شيئا من أهدافهم”.
وأكد الجولاني أن “هدف النظام من هذه الحملة كان احتلال كامل المناطق المحررة وعلى عدة مراحل”.
وتابع الجولاني: ” واستمرت الحملة 3 أشهر إلا أنها لم تحقق شيئا من أهدافها، ولذلك يعتبر وقوف المجاهدين أمامهم نصرًا”.
كما أوضح الجولاني أن “النظام لم يخسر فقط عسكريا في هذه الحرب، فالليرة السورية خسرت 20% من قيمتها أثناء هذه الحملة، وعانى النظام أزمة خدماتية داخل مناطقه في الوقود والخبز والبطالة”.
واعتبر الجولاني أن الروس والإيرانيون يقبضون ثمن تدخلهم لصالح النظام في هذه الحرب من الثروات التي يسيطرون عليها.
وتابع الجولاني: “الروس يسيطرون على ميناء طرطوس التجاري وحقل الفوسفات وبعض حقول الغاز والنفط، ويعوضون بهذه الثروات استنزاف الحرب، والنظام ليس له قرار في ذلك”.
بينما يسيطر “الإيرانيون على قطاع العقارات في مناطق النظام، وذلك ضمن مخطط بعيد المدى لاستبدال الشعب الذي ثار على النظام بشعب آخر موالي له” وفق الجولاني.
ورأى الجولاني أن” الثورة حققت الكثير من أهدافها والنظام أصبح منهارا اقتصاديًا وعسكريًا”.
وعن استياء الطائفة العلوية من نظام الأسد, بين الجولاني: “الطائفة العلوية في سوريا متذمرون من النظام، فقد قدموا مئات الآلاف من أبنائهم لكي يبقى بشار الأسد على كرسيه ولم يعوَّضوا عن ذلك ماديا، ولم تقدَّم لهم رعاية صحية”.
إعادة دور النظام
وعن محاولات إعادة دور النظام, أكد الجولاني أن “الروس لم ينجحوا في تسويق النظام سياسيا، بل الدولة التي حاولت أن تتعاطى إيجابيا مع النظام -كعمر البشير- نالها شيء من لهيب الثورة السورية”.
ولفت إلى أن مشاهد جميلة برزت في تلك الحملة ومن أهمها التكاتف والتلاحم بين جميع عناصر الشعب وبين الفصائل، وكلما توحدت الفصائل العسكرية كان هذا عاملا قويا للوقوف أمام هذا العدو الغاشم.
وأضاف الجولاني: “أثبت الشعب السوري وثورته أنه قادر بإذن الله على تحقيق النصر، وإعادة المهجرين واللاجئين إلى ديارهم، وعلى كسر شوكة هذا النظام المجرم”.
إقرأ أيضاً: تركيا تحصل على تأييد إيراني روسي شرق الفرات وتنازل في إدلب
وعن فرض الأمن وسلامة المناطق المحررة, أشار الجولاني إلى أن الأجهزة الأمنية شكلت سياجا حاميا للمحرر، فكانت تلاحق الجواسيس وقطاع الطرق ومن يحاول استغلال الفراغ الأمني الذي يظن أن الحملة أحدثته داخل المحرر.
وتابع: “من غرائب المعركة أنها كانت على أشدها والقصف في كل مكان إلا أن المؤسسات الخدمية من عامل البلدية إلى أفران الخبز والتعليم والجامعات كانت قائمة على أشدها لم يتأثر منها شيء”.
وقلل الجولاني من جدوى مؤتمر أستانا, فقال: “لن يسقط مؤتمر ما هذا النظام -لا أستانة ولا غيرها-، ولن يخرج أسيرا واحدا من سجونه، ولن يوقّع النظام على موته في صفقة سياسية، فقد قرر النظام أن يستخدم القوة مع هذا الشعب ولن يزول إلا بالقوة”.
النظام سيخرق وقف إطلاق النار
وعن الهدنة, أوضح أنه” كلما رأى الروس فشل هذه الحملة كانوا يطالبون بوقف إطلاق النار، وكنا نصر في كل مرة أن يعود النظام للنقطة صفر، وفي الأيام الأخيرة عندما تجدد هذا الطلب وأعلن النظام التزامه بوقف إطلاق النار فقدرنا بالتشاور مع الفصائل الموافقة على ذلك لمصلحة المحرر”.
وبين الجولاني أن “الصيغة التي صدر بها وقف إطلاق النار هي ليست اتفاقا وليس موقعا ولم يحدد له مدة، وهي شبيهة بالصيغة التي كانت تنتهي بها أي معركة بيننا وبين النظام، حيث يتوقف الطرفان عن الهجوم ويبقى الحذر والتأهب”.
ومن وجهة نظره, رأى القائد العام لهيئة تحرير الشام “ان النظام سيخرق وقف إطلاق النار عندما تعود له الجاهزية العسكرية أو إذا رأى ثغرة يستطيع الدخول منها للمحرر، فعسكريا المعركة ما زالت مستمرة”.
وتمسك الجولاني باستعادة “المناطق التي أخذها النظام في قلعة المضيق وكفرنبودة هي وكل شبر من أرض سوريا” معتبراً أنها دين في عنقهم عليهم استعادته بإذن الله تعالى.
وعن جاهزيتهم لمعركة طويلة, أشار الجولاني “ما زلنا مستعدين لاستمرار الحملة، فقد كنا جهزنا لمعركة تدوم سنة كاملة، ولن ينسحب أي جندي من الأرض حتى نطمئن أن النظام توقف عن حملته بشكلها السابق”.
وعن موقف الهيئة من أستانة, أوضح الجولاني أن “تحرير الشام ليست طرفا في أستانة، وأعلنا رفضنا لها منذ البداية ولكل ما يخرج عنها، ونجدده الآن؛ فهو موقفنا القديم والجديد والمستقبلي، وربط وقف إطلاق النار بأستانة هو ربط خاطئ”.
لن نسحب جندياً واحداً أو قطعة سلاح واحدة
وعن اشتراط النظام انسحاب الفصائل لمسافة 20 كم, شدد الجولاني على أن “النظام لم يستطع أن يحتل الـ20 كم التي يتحدث عنها بقوة السلاح، فكيف نعطيه إياها سلما! من واجبنا العسكري الدفاع عن المحرر وسنكون في المكان الذي يمليه علينا واجبنا، ولن نسحب جنديا واحدا أو قطعة سلاح واحدة من أي موضع، ولن نتموضع في مكان حسب رغبة الأعداء أو الأصدقاء”.
وعبر الجولاني عن رفض “تحرير الشام وعدم موافقتها على إدخال جندي روسي للمحرر طوعا، وإذا أراد الدخول عسكريا فسننال شرف صد محاولة دخوله كما فعلنا من قبل بفضل الله، وهذا موقف شعبي ثوري عند كل طبقات المجتمع”.
ويأتي حديث الجولاني هذا عقب اتفاق لوقف إطلاق النار في ريفي حماة وإدلب بين المعارضة والنظام ضمن جولة “أستانة” التي عقدت برعاية الدول الضامنة “روسيا وتركيا وإيران” الجمعة الماضي.
وواصلت قوات النظام قصفها لبلدات وقرى ريفي حماة وإدلب منذ إعلان الاتفاق، وذلك بمئات القذائف والصواريخ التي طالت المنطقة أمس، وفق ما وثقت المراصد العسكرية ومنظمة “الدفاع المدني“.
كما أعلنت الفصائل في “غرفة العمليات” تصديها لمحاولة تسلل من قوات النظام السوري على محور ريف إدلب.
إقرأ أيضاً: روسيا تنسحب من حلب كلياً بعد اشـتباكات مع ميليشيات إيرانية.. وحميميم تحذر!
ومنتصف سبتمبر/أيلول 2017، أعلنت الدول الضامنة لمسار أستانة التوصل إلى اتفاق ينص على إنشاء منطقة خفض تصعيد بمحافظة إدلب ومحيطها.
وفي سبتمبر/أيلول 2018، أبرمت تركيا وروسيا، اتفاق “سوتشي”، من أجل تثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وسحبت بموجبه المعارضة أسلحتها الثقيلة من المنطقة التي شملها الاتفاق في 10 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه.
إقرأ أيضاً: الجعفري يبدي ارتياحه لجولة أستانة الـ 13 مهاجـماً تركيا.. وهدوء حذر في الشمال السوري
ومنذ 26 أبريل/نيسان الماضي، يشن النظام وحلفاؤه حملة قصف عنيفة على منطقة “خفض التصعيد” شمالي سوريا، التي تم تحديدها بموجب مباحثات أستانة، بالتزامن مع عملية برية.
وكشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير لها، الأربعاء، عن مقتل 781 مدنيا على الأقل، بينهم 208 أطفال، جراء غارات للنظام وحلفائه على منطقة خفض التصعيد (شمال)، خلال المدة الواقعة بين 26 أبريل/ نيسان 2019، حتى 27 يوليو/ تموز الجاري.
ويقطن المنطقة حاليا نحو 4 ملايين مدني، بينهم مئات آلاف ممن هجرهم النظام من مدنهم وبلداتهم على مدار السنوات الماضية، في عموم البلاد.