السوريون في ألمانيا

بعد أربع سنوات.. مكتب الأجانب الألماني يتخذ قراراً بترحيل عائلة سورية إلى إسبانيا

اتخذ مكتب الأجانب في منطقة تابعة لولاية براندنبورغ الألمانية قراراً بترحيل عائلة سورية مكونة من 4 أشخاص إلى إسبانيا.

وجاء القرار يوم الاثنين الماضي، وبعد مرور 4 سنوات على وجودهم في ألمانيا، واندماجهم بشكل جيد في المجتمع الألماني.

ووصلت العائلة إلى ألمانيا عام 2015 بحسب تقرير صحفي ألماني ترجمه راديو روزنة ورصده موقع الوسيلة، بعد أن غادروا مسقط رأسهم دمشق إثر تعرض الوالد للاعتقال والضرب، ليغادر إثر ذلك مع زوجته وتوأميه الذين كانا يبلغان من العمر أربع سنوات في ذلك الوقت.

وحددت العائلة وجهتها إلى ألمانيا؛ ذلك بعد أن عُرضَت عليهم المساعدة من أحد أقاربهم المقيم في ألمانيا منذ سنوات طويلة؛ إلا أنهم وصلوا إلى إسبانيا أولاً عن طريق المغرب.

ورغم أن العائلة تقدمت بطلبات للبقاء في ألمانيا بعد وصولهم إليها وكانت نتائجها الأولية إيجابية خلال الأربع سنوات الماضية، إلا أن الأمر تغير بعد أن جاء قاضٍ جديد رأى الأمور بشكل مختلف، وبات لزاماً على العائلة الآن العودة إلى إسبانيا.

من جهتها، وصفت عضو في مجلس براندنبورغ للاجئين، إيفانا دومازيت، الأمر بـالمشقة التي لا تصدق.

وقالت بأنه “بحسب ما يسمى بإجراءات دبلن، والتي بموجبها يُسمح للاجئين بالتقدم بطلب لجوء في البلد الأوروبي الأول الذي دخلوا إليه عقب وصولهم إلى الأراضي الأوروبية”.

وأضافت: “إلا أن هذه الإجراءات يجب أن يتم تنفيذها في غضون ستة أشهر، وليس بعد حوالي 4 سنوات، أي ليس بعد أن يكون الناس قد وصلوا إلى هنا منذ فترة طويلة”.

وقال فرانك جيباور، صديق للعائلة: “قاتلنا من أجل الأسرة على مدار الأسبوعين الماضيين؛ لكننا لا نعرف أكثر من ذلك الآن، يمكننا فقط الذهاب إلى الشقة الليلة لمنع الأسوأ من الحدوث”.

وكان جيباور قد تعرف على العائلة من خلال التوأمان حيث قال: “تعرفت على الصبيين لأنهما أرادا عناق كلبي، لكنهما لم يجرؤا على القيام بذلك دون إذن مني، هذا ما انتهى بنا الى صداقة عظيمة حقًا”.

وأردف بحسب التقرير المترجم: “العائلة موجودة في ألمانيا منذ 4 سنوات وهي مندمجة بشكل استثنائي”.

إقرأ أيضاً: حرمان قرابة 192 ألف سوري من لم شمل أسرهم في ألمانيا

وتابع بالقول: “الأولاد نشطون بشكل جيد جداً في نادي الشطرنج وفي نادي الجودو، يتحدثون الألمانية بطلاقة؛ لا يمكن أن يكون صحيحاً ترحيلهم بعد هذا الوقت الطويل، وإجبارهم على الذهاب إلى بلد غريب عليهم، بعد أن حضروا دورات اللغة ووجدوا أصدقاء لهم هنا”.

وطالب محامي العائلة دائرة الهجرة والأجانب في ألمانيا على الموافقة على إجراءات اللجوء في ألمانيا مراراً وتكراراً دون جدوى، خاصة بعد قدوم قاضٍ جديد، ورأى أن هذا الإجراء السريع غير معتاد بل ومتناقض.

يعتبر فرانك جيبور صديق العائلة إن الأطفال هم ضحايا هذا الإجراء، “في غضون أسبوع كان على تيم وعدنان الحضور إلى الصف الرابع في مدرسة أستريد ليندغرين الابتدائية في فالكنبرج؛ و صَدموا مديرة المدرسة بنبأ الترحيل الوشيك”.

بدورها قالت مديرة المدرسة: “أنها ستفقدهم كثيراً هم ووالدتهم، التي كانت معلمة في سوريا وساعدتهم من خلال تطوعها للدوام أربعة أيام في الأسبوع في المدرسة نفسها مع طلاب الصف الأول، هذه الأم التي انهارت عقب معرفتها بقرار الترحيل نقلت إلى المستشفى”.

زر الذهاب إلى الأعلى