رغم التحذير الأمريكي بمنعها.. أردوغان يعلن أن عملية شرق الفرات قريبة جداً
الوسيلة – متابعات:
طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حليفة بلاده وشريكتها الإستراتيجية “الولايات المتحدة” بضرورة اتخاذ خطوة في الملف السوري تليق بالحليف الحقيقي.
وشدد أردوغان في كلمة خلال مؤتمر السفراء الأتراك الـ11 المنعقد بالعاصمة أنقرة على حق استخدام بلاده القوة للدفاع عن مصالحها القومية.
وقال أردوغان: “إن خطواتنا بخصوص شرق الفرات ستدخل مرحلة مختلفة قريباً”.
وأشار أردوغان إلى حق تركيا في استخدام القوة عند اللزوم.
وأضاف الرئيس التركي: “سنستخدم القوة إذا ما تطلب الأمر الدفاع عن مصالحنا القومية”.
وأكد أردوغان أنه “لا يمكن لتركيا أن تشعر بالأمان ما لم يتم القضاء على تلك المنظمة (ي ب ك/بي كا كا) التي تنمو كالخلايا السرطانية على حدودنا الجنوبية عبر الأسلحة الثقيلة المقدمة إليها من قبل حلفائنا”.
ولفت أردوغان إلى أن تركيا تنتظر قيام واشنطن بخطوة إيجابية تثبت التحالف الحقيقي بين البلدين.
وأوضح أردوغان: “ننتظر من الولايات المتحدة -حليفتنا في الناتو وشريكتنا الاستراتيجية- اتخاذ خطوة في الملف السوري تليق بالحليف الحقيقي”.
وجدد الرئيس التركي تأكيده على “تصميم تركيا على إجتثاث” جذور منظمة “بي كا كا” الإرهابية من الأراضي العراقية”.
ورأى أردوغان أن “أمن تركيا بمثابة أمن حلف شمال الأطلسي (الناتو) والمنطقة برمتها”.
تحذير أمريكي شديد اللهجة
وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء, حذر وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر،، تركيا من القيام بأي عملية تركية في شمال سوريا
وأكد الوزير الأمريكي أن العملية إن حدثت ستكون ”غير مقبولة“ وإن الولايات المتحدة ستمنع أي توغل أحادي الجانب.
وأضاف إسبر في حديث للصحفيين المرافقين له في زيارة إلى اليابان: ”نعتبر أن أي تحرك أحادي من جانبهم سيكون غير مقبول“.
وأضاف وزير الدفاع الأمريكي: “ما سنفعله هو منع أي توغل أحادي من شأنه أن يؤثر على المصالح المشتركة للولايات المتحدة وتركيا وقوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا”.
العملية العسكرية بعد عيد الأضحى
وكشف مصدر عسكري تركي في تصريحات خاصة لوكالة “سبوتنيك” رصدها موقع الوسيلة أن: “الجيش التركي قد يطلق العملية العسكرية بعد عيد الأضحى كما هو مخطط لها، أو ربما يتم تنفيذها في أية لحظة وفقا للتطورات”.
وأضاف المصدر “لم تتوصل أنقرة وواشنطن حتى الآن إلى تفاهم حول عمق المنطقة الآمنة شرق الفرات، حيث اقترحت الولايات المتحدة الأمريكية أن يتم تنفيذ العملية العسكرية التركية بعمق 7- 8 كم”.
وأوضح المصدر “لا معنى لتنفيذ عملية عسكرية بهذا العمق، لذلك فإن أنقرة تصر على تنفيذ العملية بعمق 30 كم وهي لن تتراجع عن موقفها”.
إقرأ أيضاً: قيادي كردي يكشف عن عرض روسي لصد الهجـوم التركي المحتمل وإخراج القوات الأمريكية من سوريا
فيما رجح مصدر كردي أن العملية العسكرية التركية ستكون محدودة، قائلا “العملية العسكرية التي يخطط الجيش التركي لتنفيذها شرق الفرات ستكون محدودة، وقد تقتصر على قصف مواقع لقوات سوريا الديمقراطية”.
وأضاف المصدر “الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح للجيش التركي باجتياح المدن في شرق الفرات، وستغض الطرف لعدة أيام عن العمليات العسكرية التركية، وأتوقع أن العملية لن تطول، وأن يكون الصدام بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش التركي محدودا”.
ولفت المصدر إلى أن “العملية التي سينفذها الجيش التركي في شرق الفرات تعتبر مصيرية بالنسبة للشعب الكردي في سوريا”.
لقاء ثان لوفد أمريكي بأنقرة
أعلنت وزارة الدفاع التركية، الثلاثاء، أن المباحثات المتعلقة بالمنطقة الآمنة المخطط إقامتها شمالي سوريا، مع المسؤولين العسكريين الأمريكيين متواصلة في العاصمة أنقرة.
وذكر بيان صادر عن الوزارة، الثلاثاء، أن القسم المخصص للمباحثات مع المسؤولين العسكريين الأمريكيين حول المنطقة الآمنة المخطط إقامتها بالتنسيق مع الولايات المتحدة، شمالي سوريا، أنطلقت اليوم في الساعة 10:30بالتوقت المحلي (7:30 تغ) في وزارة الدفاع التركية بأنقرة.
وأمس الاثنين، بدأت الجولة الثانية من المباحثات بين مسؤولين عسكريين أمريكيين وأتراك في أنقرة بشأن إقامة “منطقة آمنة” شمالي سوريا.
وكانت الجولة الأولى قد انعقدت في 23 يوليو/ تموز الماضي في مقر وزارة الدفاع التركية.
وأكدت أنقرة في عدة مناسبات أنها ستضطر لإقامة منطقة آمنة شمالي سوريا، في حال عدم التوصل لتفاهم مع الولايات المتحدة بهذا الخصوص
آلاف المقاتلين في حالة الجاهزية
أكدّ قادة في فصائل المعارضة السورية إنهم مستعدون ليشن هجوم لاستعادة السيطرة على المناطق التي تخضع لسيطرة قوات يقودها الأكراد بدعم أمريكي في شمال شرق سوريا.
وقال المتحدث باسم الجيش الوطني السوري، الرائد يوسف حمود في حديث لوكالة رويترز رصده موقع الوسيلة: ” إن قوة قوامها أكثر من 14 ألف مستعدة لبدء لخوض أعمال قتالية إلى جانب القوات التركية ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على مساحات شاسعة في شمال شرق سوريا”.
وأضاف حمود: “إنّ المعركةَ المرتقبةَ في مناطق شرق الفرات ضد الميليشيات الكردية يجري التنسيق لها في إطار تفاهماتٍ سياسية تركية أمريكية”.
وأوضح الرائد حمود: ”إن الهدف إنهاء مشروع القوى الإرهابية الانفصالية ووقف مشروع التغيير الديموغرافي للسكان وإعادة النازحين من مختلف المكونات الذين نزحوا من مناطقهم تحت الإرهاب الممارس من حزب الاتحاد الديمقراطي وإعادتهم إلى مناطقهم الأساسية“.
وتحدث مصدر معارض آخر إن الاستعدادات جارية بالفعل مع انتشار الجيش التركي على طول الحدود في عملية من المتوقع أن تبدأ من الأراضي السورية والتركية.
نقاط الخلاف حول المنطقة الآمنة
وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن تركيا جادة في تهديداتها الأخيرة حول القيام بعملية شرق الفرات، لافتة إلى أن اللقاءات التي تجرى في أنقرة هي الجهد الأمريكي الأخير لمنع عملية عسكرية محتملة في شمال شرق سوريا.
وأشارت الصحيفة، إلى أن العرض الأمريكي الذي يقدمه للأتراك شبيه بعرض سابق تم رفضه، يتلخص بتسيير دوريات أمريكية تركية مشتركة بالمنطقة.
ونوهت إلى أن التفويض الذي بحوزة الجيش الأمريكي من الكونغرس، لا يخوله الدفاع عن وحدات الحماية الكردية.
ويتلخص العرض الأمريكي لتركيا بالتالي:
– منطقة آمنة بعمق 14- 15 كم.
– تمتد المنطقة الآمنة على طول الحدود التركية السورية بمسافة 140 كم (لا تقطع ارتباط وحدات حماية الشعب الكردية بسنجار وقنديل شمال العراق).
– القضاء على أسلحة الوحدات الكردية.
– دوريات مشتركة أمريكية-تركية في المنقطة.
أما الطرح التركي فيتلخص بالتالي:
– منطقة آمنة بعمق 32 كم.
– تمتد المنطقة الآمنة على طول الحدود التركية السورية بمسافة 460 كم (تقطع ارتباط وحدات حماية الشعب الكردية بسنجار وقنديل شمال العراق).
– جمع السلاح الخفيف والثقيل من الوحدات الكردية.
– المنطقة الآمنة تشرف عليها تركيا وحدها.
المنطقة الآمنة لتوطين اللاجئين
وفي هذا السياق نقل الكاتب التركي محمد ساري كايا، عن دبلوماسي تركي، أن بلاده عازمة على قطع الارتباط بين حزب العمال الكردستاني في سنجار شمال العراق ووحدات حماية الشعب شمال سوريا.
وأضاف في تقرير نشر على موقع “خبر ترك“، أن الولايات المتحدة ترفض الطرح التركي، وتريد إبقاء منطقة القامشلي وعين العرب خارج المنطقة الآمنة، لتقتصر فقط على تل أبيض ورأس العين.
وقال الدبلوماسي التركي، الذي لم يحدد هويته، إنه ينبغي عدم حصر المسألة بسوريا، حيث يجب النظر إليها في إطار امتدادها من العراق إلى إدلب.
وأشار إلى أن تركيا تسعى بإنشاء المنطقة الآمنة لتوطين اللاجئين السوريين فيها، كما أنها ترغب في إنهاء الإبادة الإثنية في هذه المنطقة.
واستبعد أن تتراجع أو تتخلى تركيا عن أطروحتها وفكرتها بخصوص المنطقة الآمنة، إلا أنه أكد على أن أنقرة لا ترغب في تعكير العلاقة مع إدارة البيت الأبيض الذي وقف إلى جانب تركيا بخصوص العقوبات عليها بسبب شرائها أس400، رغم إصرار الكونغرس.
وأوضح، أنه إذا لم يتم تطبيق الخطة ككل فقد تواجه تركيا مشاكل مستقبلية، لأن منطقة كوباني تعد من أهم مراكز حزب العمال الكردستاني.
وأضاف أن أنقرة مستعدة للمخاطر في عملية شرق الفرات، وعلى الجيش الأمريكي أن يفكر ماذا سيفعل حتى لا يضطر للمواجهة مع حليفته تركيا، من أجل الوحدات الكردية.
وشدد على أن تركيا ترى الاقتراح الأمريكي حول نشر “البيشمركة” العراقيين ليحققوا أمن المنطقة غير واقعي.
إقرأ أيضاً: قيادي في المعارضة: الجيش الوطني سيدخل شرق الفرات وأمريكا ستتخلى عنهم مع بدء المعركة
وسبق أن حذرت تركيا من أنها ستنفذ عمليات عسكرية شرقي الفرات لكنها أرجأتها بعد اتفاقها مع واشنطن على إقامة منطقة آمنة داخل سوريا على الحدود الشمالية الشرقية مع تركيا على أن تخلو من وجود وحدات حماية الشعب الكردية.
وتهدف الحملة التي تقودها تركيا، والتي تأجلت لشهور بسبب مقاومة واشنطن، إلى طرد وحدات حماية الشعب الكردية من البلدات الحدودية لاستكمال إنشاء المنطقة الآمنة.
وتجري تركيا محادثات مع الولايات المتحدة بشأن إقامة منطقة آمنة عبر الحدود في شمال شرق سوريا، حيث تدعم واشنطن وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.
وتسطير “الإدارة الذاتية” وجناحها العسكري “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وعمادها “وحدات حماية الشعب” (الكردية) على مناطق شمال شرق سوريا، وتصنفها تركيا على قوائم الإرهاب الخاصة بها.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية سيطرت وبدعم من الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع الماضية، على مساحات واسعة بشمال شرق سوريا من تنظيم داعش.