سيدة القصر التي تغلَّبَت على أسماء الأسد وتطلّقت بسبب بشار تغادر لإتمام وضع مولودها الأول
حققت الإعلامية في قناة الجزيرة سابقاً، لونا الشبل ابنة مدينة السويداء، ومواليد العام 1975 (36 سنة عام 2011) قفزة نوعية غيرت مجرى حياتها كاملاً, إذ انتقلت من استديوهات القناة القطرية، إلى مبنى القصر الرئاسي في سوريا، بعد ساعات من ظهورها على قناة سما مع الإعلامي نزار الفرا.
فجأة, وعقب حديثها عن فبركات قناة الجزيرة وسياستها الموجهة ضد بلدها, أصبحت الإعلامية الشابة مدير المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية، والتي من المفترض أن تنسق الظهور الإعلامي لرأس السلطة في البلاد، وتقدّم له التقارير الإعلامية وحديث الصحافة وملخص وسائل الإعلام، إلا أن دورها لم يكن كذلك فحسب بل تعدّته لتكون جزءاً من «القرار السيادي» في سوريا!
أسباب ترك لونا للجزيرة
بدأت لونا الشبل عملها في أكبر شبكة إخبارية في العالم العربي في العام 2003 في عمر مبكر، بعد أن أنهت ماجستير في الصحافة والإعلام، وعملت لفترة وجيزة في التلفزيون السوري، لتُحدث بعد ذلك نقلتها إلى المحطة القطرية التي اشتهرت حينها بدعمها للقضايا العربية بوجه إسرائيل وفق ما ذكر موقع الحل السوري.
واستقالت الشبل في منتصف العام 2010، مع أربع مذيعات أخريات هنّ اللبنانيات جمانة نمور ولينا زهر الدين وجلنار موسى والتونسية نوفر عفلي، وقبل انطلاق موجة الربيع العربي!
وفي تقرير لوكالة فرانس برس, تذرّعت المذيعات حينها بأن استقالتهنّ جاءت “نتيجة تراكمات سنوات، وبسبب سياسة لا تحترم القواعد المهنية فالموظف لا يعامل حسب مؤهلاته وخبرته ولكن حسب مزاجية بعض المسؤولين”.
وفي سوريا ناسبتها فرصة الربيع العربي للتعبير عن موقف موال لبشار الأسد، ومعاداة للقناة التي تركتها، ما يدفع بها إلى شغل مكانة رفيعة في الإعلام السوري، لتصل إلى أعلى منصب إعلامي في البلاد، وهو المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية!
سرقت عقل وقلب الأسد
استطاعت الإعلامية النشطةالتي تحتفي بعيد ميلادها في الأول من أيلول، سرقة عقل وقلب الأسد، فصار يثق بها شيئاً فشيئاً، وصار لها مكانتها في القصر الجمهوري.
فبعد أن كانت الشبل مشرفة على التقارير الإعلامية اليومية، تحوّلت إلى ما يشبه مدير المكتب الذي يلتقي سيده لساعات طويلة وبشكل يومي، ويشرح له مجريات الأمور، حتى في تلك الاختصاصات الخارجة عن نشاطاتها، مثل التقارير الأمنية والعسكرية والاقتصادية!
وتمكنت الشبل من تمتين علاقتها مع الأسد، عبر التصاقها اليومي معه وكسبت من خلال ذلك تشكيل تحالف بات يُعرف بتحالف لونا في ظل تحالف آخر يتبع لبثينة شعبان.
وتحالف لونا ينضوي تحته رئيس مكتب الأمن الوطني علي مملوك، ووزير الإعلام عماد سارة، وعدد من الوزراء وقادة فروع الأمن الموالين لروسيا.
إقرأ أيضاً: كنية العائلة ليست الأسد.. ابن رفعت الأسد يكشف عن هوية والد حافظ الأسد (صورة)
أما بالنسبة لتحالف بثينة شعبان، ينضوي تحته، رئيس فرع المخابرات الجوية سابقاً جميل حسن، ورئيس الحكومة عماد خميس، وقادة فروع الأمن الموالين لإيران.
وكان الأسد يبارك كل خطوة تمشي بها, إذ اشتبكت لونا أكثر من مرة مع قادة ميدانيين لتدخلها في قرارات عسكرية وأمنية خارجة عن نطاق سيطرتها.
وبحسب مصادر موقع الحل، فإن الأسد مقتنع تماماً بكل ما تقوله الشبل، ومنحها مفاتيح الثقة المطلقة، لدرجة أن يستدعيها ويستشيرها بقرارات سياسية على مستوى الدول الكبرى المتدخلة في الحرب في سوريا.
سيدة في قصر الأسد
أشعلت علاقة لونا الشبل مع الأسد غيرة الزوجة, وارتفعت نيران الغيرة النسائية في قلب الزوجة الأربعينية، وباتت نظرات أسماء تلاحق زوجها لمعرفة سرّ القرب والودّ مع موظفة القصر المدللة.
وسرت أنباء في شهر كانون الثاني من العام 2017 عن أوامر مباشرة من أسماء الأسد بطرد الشبل من عملها كمستشارة إعلامية في القصر، بعد أن شعرت الأخيرة أن الشبل تنافسها على قلب سيدة القصر!
وكتب الناشط المعارض لؤي المقداد على مواقع التواصل الاجتماعي، خبر طرد لونا من قبل أسماء، وصدور تعميم بمنع تعامل الدوائر الحكومية مع الشبل، ومنع تقديم أية تسهيلات لها.
ونفت لونا الشبل ما تناقله ناشطون ومعارضون مشهورون من خلال ظهورها بإحدى ندوات جامعة دمشق، إلا أن أحداً من العاملين في القصر الجمهوري، لا يُنكر الخلاف الواضح بين «سيدتي القصر»، لونا وأسماء!
ما بين الزواج والزواج طلاق
تزوجت لونا الشبل من الإعلامي اللبناني سامي كليب، والذي لم يستمر لأكثر من أربع سنوات، حيث انفصلا في العام 2014 بشكل رسمي، بعد انفصالهما غير المُعلن قبل أكثر من عام من ذلك التاريخ.
وبقي كليب، والذي يعمل في قناة الميادين، أغلب أوقاته متنقلاً بين بيروت وباريس، وبقيت الشبل بحكم عملها تقطن في دمشق، ولم تكن فرصة اللقاء كبيرة بين الطرفين.
ومع ازدياد الخلافات بينهما, أقدمت الشبل على تسجيل منع دخول لسامي كليب على الحدود السورية، ما اضطره في مرة من المرات أن يلمّح إلى ذلك عبر منشور على صفحته الشخصية، أشار فيه إلى إن دخوله إلى سوريا ليس بذاك السهولة.
زواج بمثابة صفقة صحفية
وكانت لونا قد تعرفت على سامي في قناة الجزيرة، إذ عمل كليهما بذات الفترة تقريبا، وكان الزواج بينهما أشبه بالصفقة الصحفية، فكليب إعلامي مخضرم تنقل بين عدة محطات عالمية حتى حطّت به الرحال في قناة الميادين، بمرتب شهري يصل إلى 20 ألف دولار.
لونا الشبل تتزوج عمار ساعاتي بعد إسلامها
ولم تدم فترة طلاقها من كليب طويلاً حتى راجت شائعات برائحة علاقة تجمع الشبل مع رئيس اتحاد طلبة سوريا، عمار ساعاتي، الشخصية التي تملك نفوذاً استئنثائياً، لا يتناسب مع المنصب الذي يشغله منذ سنوات طويلة.
واستحوذ ساعاتي هذا النفوذ من خلال تغلغله بين قيادات حزب البعث الحاكم في سوريا، وهو من مواليد دمشق 1967 ويحمل درجة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية.
وأمسى زواج ساعاتي من الشبل واقعاً رغم الضجة التي أحدثها بين مشايخ عقل مدينة السويداء، فقد تجلّى الزواج السياسي بأوضح حالاته بين الزوج الدمشقي وشريكته ابنة مدينة بني معروف.
واقتصر احتفال الزفاف على حضور عدد من المسؤولين، أبرزهم مفتي الجمهورية، بدر الدين حسون، فقد أشهرت الشبل إسلامها أمامه، ليتمكّن من عقد قرانهما وتسجيله في المحكمة.
ماذا عن مستقبل الشبل في القصر؟
أكدت مصادر الموقع السوري أن الشبل غادرت القصر الجمهوري بعد اقتراب موعد ولادتها في انتظار مولودها الأول من من زوجها ساعاتي.
وأضافت المصادر أن الشبل غادرت لإتمام تحضيرات الولادة، ويليها إجازة الأمومة.
من يسد فراغ الشبل؟
لم يتم الحديث عن أسماء مرشحة حتى الآن لتنوب مكان لونا خلال فترة غيابها، فهي كانت حريصة على أن لا يبرز أحد سواها في الطبقة الملكية.
لكن من غير الممكن أن يبقى مكان الشبل شاغراً لمدة قد تزيد عن العام تقضيها مع مولودها الجديد.
إقرأ أيضاً: مستشارة الأسد توضح موقف نظام الأسد من إنشاء المنطقة الآمنة
وفي هذه الفترة سيبذل كثيرون جهوداً للحصول على مقعد الشبل ولو بغير المكانة التي حظيت بها عند الأسد.
بل وسينشغل كثيرون من تحالف بثينة شعبان لتعزيز أنفسهم وتقوية محاورهم ولجعل مغادرة الشبل عبر وضعها مولودها الأول نهاية لمسيرتها في القصر.