أخبار سوريا

قوات الأسد تسيطر على كبرى بلدات ريف إدلب وتقترب من خان شيخون.. هذا ما تسعى إليه!

تحاول قوات النظام السوري بدعم روسي عزل مناطق ريف حماة الشمالي، الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة، عبر التقدم من محورين متقابلين بريف إدلب الجنوبي.

وتشهد المنطقة معارك متواصلة بين فصائل غرفة عمليات “الفتح المبين” وقوات النظام السوري بغطاء جوي روسي، منذ الثلاثاء الماضي، بعد نقض النظام للهدنة المعلنة بين الطرفين واستئنافه للمعارك.

وتسعى القوات للسيطرة على المنطقة المنزوعة السلاح الممتدة في أرياف حماة الشمالي وريفي إدلب الجنوبي والغربي، والمتفق عليها بين روسيا وتركيا في أيلول 2018 بما عرف باتفاق “سوتشي”، وذلك عبر فتح عدة محاور متوزعة بين الجهات الثلاثة.

التقدم من محورين

بدأت قوات النظام التقدم نحو ريف إدلب الجنوبي عبر فتح محورين، متبعة سياسة الأرض المحروقة لقضم مناطق بكثافة نارية جوية وأرضية، حتى الوصول إلى عمق الريف الإدلبي.

المحاولة الأولى بدأتها، فجر أمس السبت 10 من آب، عبر التقدم من محور سكيك في الجهة الشرقية الجنوبية لريف إدلب، لتسيطر على تلة سكيك ضمن معارك كر وفر مع فصائل غرفة عمليات “الفتح المبين”.

ونفذت الفصائل كمين بقوات النظام بعد دخول مقاتلي النظام إلى تل سكيك وإعلان السيطرة عليها، لتصد هجومها باشتباكات عنيفة، أفضت إلى استعادة السيطرة على التلة ومقتل مجموعة من صفوف القوات، وانتهت المحاولات بسيطرة النظام أخيرًا على التلة دون التمكن من السيطرة على البلدة.

ومن الجهة المقابلة، توغلت قوات النظام عبر محور الهبيط جنوبي إدلب، ليلة أمس، لتسيطر على البلدة الاستراتيجية، كأول وأكبر بلدات الريف الجنوبي للمحافظة التي تدخلها اليوم، بعد معارك عنيفة مع الفصائل المقاتلة.

إقرأ أيضاً: “نشعر بالخجل أمام شعبنا”.. قيادي في المعارضة يناشد أردوغان (فيديو)

وأفاد مراسل عنب بلدي في ريف إدلب نقلًا عن مصدر عسكري في الفصائل، اليوم، أن قوات النظام سيطرت على البلدة بعد خمس محاولات تقدم من أربعة محاور، مشيرًا إلى أن التمهيد البري والجوي لم يتوقف على البلدة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

وذكرت وكالة “سبوتنيك” الروسية أن وحدات قوات النظام بدأت بتمشيط مزارع بلدة الهبيط، ناقلة عن مصدر ميداني من قوات النظام أن مجموعات الاقتحام هي من القوات العاملة تحت قيادة سهيل الحسن.

وتحاول قوات النظام التقدم على بلدة كفرعين (2 كيلومتر شرق الهبيط)، بهدف الوصول إلى مدينة خان شيخون كبرى الريف الجنوبي، والتي تعد هدفًا للمحورين المتقابلين بحسب الخريطة الميدانية.

عزل ريف حماة

وصول قوات النظام إلى مدينة خان شيخون وهي عمق ريف إدلب الجنوبي، يجعل ريف حماة الشمالي الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، معزولًا عن محافظة إدلب بشكل كامل.

كما أن وصول النظام إلى هدفه بعزل ريف حماة الشمالي، المتثمل بمدن اللطامنة وكفرزيتا ولطمين ومورك، يجعل تلك المناطق محاصرة من جميع الجهات، بعد قطع خطوط الإمداد عنها وتكثيف الضربات الجوية.

ومع تكثيف المعارك والقصف الجوي، وزيادة عدد المحاور تضعف الحالة الدفاعية لدى فصائل “الفتح المبين”، خاصة مع اتباع النظام لاستراتيجيات مختلفة في معاركه في المنطقة، والمتمثلة بقلة الإمكانيات لدى الفصائل واستغلال المعارك الليلة وزيادة المحاور، فضلًا عن سياسة الأرض المحروقة.

وتتوجه أنطار النظام إلى التقدم نحو بلدة سكيك بعد أن سيطر على تلتها أمس، والتقدم إلى بلدة التمانعة من الجهة الأخرى، وذلك في ظل تمهيد جوي ومدفعي على التمانعة بريف إدلب الجنوبي بعد سيطرته على الهبيط، في مسعى لإكمال خطته بالوصول إلى خان شيخون وعزل الريف الحموي.

الفصائل تقاوم

من جهتها، تسعى فصائل “الفتح المبين” لتكثيف عملياتها النوعية ضد قوات النظام وحلفائها في المنطقة، عبر استهداف مواقعهم بصورايخ أرض أرض، وقذائف مدفعية، نتج عنها مقتل عدد من العناصر وتدمير مدافع وآليات ثقيلة بحسب إعلانها الرسمي.

وأعلنت الفصائل منذ أمس، عن عدة عمليات طالت مواقع النظام في محاور القتال، كان آخرها، مقتل مجموعة عناصر للنظام على محور تل سكيك جنوبي إدلب، جراء استهدافهم بصاروخ مضاد للدروع، بحسب “الجبهة الوطنية للتحرير” على “تلغرام”.

كما أعلنت “الجبهة الوطنية”، اليوم، تدمر قاعدة إطلاق صواريخ مضادة للدروع لقوات النظام على جبهة الحماميات في ريف حماة الشمالي بصاروخ مضاد دروع، إضافة لتدمير دبابة على ذلك المحور، بحسب وصفها.

وكثفت الفصائل، “هيئة تحرير الشام” و”جيش العزة” و”الجبهة الوطنية”، قصفها الصاروخي على مواقع النظام في مناطق ريف حماة الشمالي والغربي، خلال اليومين الماضيين، عبر قذائف مدفعية وصورايخ غراد ومضادة للدرع، إلى جانب معارك عنيفة تخوضها لصد محاولات التقدم المغطاة بالطيران الحربي.

ولا يعلن النظام عن خسائره البشرية، لكن صفحات موالية له على “فيس بوك”، تتحدث تباعًا عن قتلى في صفوفه من عناصر وضباط وكان آخرهم اليوم، بحسب صفحة “أخبار مصياف“.

وتوصل النظام والمعارضة لاتفاق وقف إطلاق نار في محافظة إدلب، في 2 من آب الحالي، خلال الجولة الثالثة عشر لمحادثات “أستانة”، برعاية الدول الضامنة “روسيا وتركيا وإيران”، لينقض النظام ذلك الاتفاق بعد يومين من توقيعه.

إقرأ أيضاً: قوات المعارضة تنحاز عن منطقة استراتيجية بريف إدلب الجنوبي

وعقب ذلك استأنفت قوات النظام وحلفيها الروسي العمليات العسكرية والقصف الجوي على المنطقة، بعد أن اتهمت الفصائل المقاتلة بخرق الاتفاق وعدم الالتزام باتفاق “سوتشي”.

وفتحت قوات النظام خمسة محاور منفصلة، منذ استئناف القتال وإلغائها لاتفاق التهدئة مع الفصائل المقاتلة في إدلب، 5 من آب الحالي، إذ شنت هجمات على محور قرية الأربعين والزكاة بريف حماة الشمالي، بالإضافة إلى تل الصخر والجيسات وتل سكيك.

وسيطر النظام على بلدة الجيسات وتل الصخر جنوب وغرب بلدة الهبيط، الخميس الماضي، بعد معارك مترافقة بقصف جوي ومدفعي مكثف، كما سيطرت قوات النظام على تل سكيك، أمس السبت، بعد عمليات كر وفر.

وبالتزامن مع ذلك، واصلت محاولاتها لاقتحام محور الكبانة بريف اللاذقية الشمالي، بالإضافة إلى فتح محور الخلاخيل والزرزو في ريف إدلب الشرقي.

المصدر: عنب بلدي

زر الذهاب إلى الأعلى