طائرات تركية تحلق فوق شرق الفرات.. وصحيفة تركية تنشر خريطة “ممر السلام” شمالي سوريا

أعلنت وزارة الدفاع التركية بدء تحليق طائرات بدون طيار شمالي سوريا في إطار جهود تأسيس “المنطقة الآمنة” في ضوء التفاهم مع واشنطن.
جاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية، الأربعاء، حول المنطقة الآمنة المقرر إنشاؤها شمالي سوريا بالتنسيق مع واشنطن.
وقال البيان: “تتواصل الجهود الرامية لتفعيل مركز العمليات المشتركة المزمع إنشاؤه في ولاية شانلي أورفة (جنوبي تركيا) في إطار المنطقة الآمنة المخطط إنشاؤها شمالي سوريا بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية”.
وتابع: “بدأت طائراتنا المسيرة تأدية مهامها في المنطقة”.
وكانت قد قالت وزارة الدفاع التركية أمس، “إن العمل مستمر لتفعيل مركز العمليات المشتركة المقرر إنشاؤه، بولاية شانلي أورفة، جنوبي تركيا، في إطار “ممر السلام” المخطط تأسيسه شمالي سوريا بالتنسيق مع الولايات المتحدة”، حسبما أفادت وكالة الأناضول.
وأضافت أنها شرعت مع الوفد الأمريكي، المكون من 6 أشخاص، في أعمال تركيب البنية التحتية لمركز العمليات المشتركة، وأنه تم توفير المعدات المتعلقة بالمهام الحساسة الخاصة بالمركز.
وأشارت الوزارة، إلى استمرار العمل على تأسيس وتفعيل مركز العمليات المشتركة بأسرع وقت ممكن ودون أي تأخير.
والإثنين، كشفت الوزارة، في بيان، عن وصول وفد أمريكي إلى شانلي أورفة، لإجراء التحضيرات الأولية ضمن أنشطة مركز العمليات المشتركة المتعلق بمنطقة “ممر السلام”.
وكان قد أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار عن أنه سيتم قريبًا افتتاح مركز العمليات المشتركة المقرر إقامته بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص المنطقة الأمنة التي ستتشكل شمالي سوريا.
جاء ذلك في تصريحات لقناة “تي أر تي خبر” التركية، قال فيها أكار: “نعرب عن رغبتنا في التقدم وفقًا لروح التحالف والشراكة الاستراتيجية والتحرك مع حلفائنا الأمريكيين، بعد إقامة مركز العمليات المشتركة المذكور”.
واستدرك بأنه في حال لم يتم ذلك سيكون لدى تركيا أنشطة وعمليات ستقوم بها بنفسها.
وتطرق أكار إلى المحادثات التي جرت مع الوفد العسكري الأمريكي في تركيا بين 5 و7 الشهر الحالي، قائلًا:” تحدثنا عن نوايانا ومخاوفنا وطلباتنا، وهم أعربوا عن آرائهم، وتم التوصل إلى اتفاق وتفاهم على نقاط محددة في قضايا إخراج “ي ب ك” من المنطقة الآمنة وسحب الأسلحة الثقيلة منهم، ومراقبة المجال الجوي، والتنسيق والتبادل الاستخباراتي”.
ونشر موقع “خبر تورك”، اليوم الأربعاء، الخريطة المحتملة للمنطقة الآمنة، وتضم الخريطة التي اطلع موقع “السورية نت” عليها مدناً وبلدات سورية عدة ومن بينها عين العرب، تل أبيض، دربيسة، القامشلي الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية” (الكردية)، وبعمق تسعة كيلومترات فقط، بحسب الموقع التركي.
وتطالب تركيا بأن يكون عمق المنطقة الآمنة 30- 40 كيلومتراً، في حين تقول الولايات المتحدة إن عمقها يجب ألا يتجاوز خمسة كيلومترات.
تفاهم حول عودة السوريين
ولفت إلى أن المباحثات تناولت عودة السوريين المقيمين في تركيا إلى المناطق التي سيتم تطهيرها من الإرهاب، مؤكدًا التوصل إلى تفاهم بشكل كبير بهذا الصدد.
وفي رده على سؤال حول وضع جدول زمني، قال الوزير التركي: “وضعنا بعد المواعيد بسبب حدوث تأخيرات سابقًا، ونقلنا لهم أننا لن نقبل بحدوث ذلك، وضرورة القيام بما يتوجب وفق برنامج”.
وأردف: ” سيتم تنفيذ الأنشطة الأخرى مع افتتاح مركز العمليات المشتركة في الأيام المقبلة، حيث أننا أبرزنا بشكل واضح وجلي أننا لن نسمح أبدًا بإنشاء ممر إرهابي جنوب بلادنا، وأكدنا لنظرائنا (الأمريكيين) أننا عازمون على اتخاذ ما يلزم بهذا الصدد”.
عمق المنطقة الآمنة
وفي إجابته على سؤال حول عمق المنطقة الآمنة، أوضح أكار أنهم أكدوا للجانب الأمريكي ضرورة أن يكون ما بين 30 إلى 40 كيلومتر، لافتًا إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طرح هذه المسافة خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وحول مدى صدق الولايات المتحدة، شدد أكار أنهم حددوا أهداف ونقاط مراقبة متعلقة بالوقت، قائلًا: “طالما استمر الالتزام بهذه الأمور فإن تعاوننا سيستمر، وقلنا لهم مرارًا وتكرارًا أننا لا نستطيع تحمل الانتظار في حالة عدم الالتزام”.
إقرأ أيضاً: محلل روسي يكشف عن اتفاق جديد قادم بشأن إدلب بين أنقرة وموسكو
وأكد أنه سيكون الحق لتركيا باستخدام مبادرة التحرك لوحدها دون أي تردد في حال عدم الامتثال لما تم التوصل إليه.
وذكر أنهم نقلوا للوفد الأمريكي ضرورة إنهاء الدعم المقدم لـ ي ب ك” التي لا تختلف عن “بي كا كا” الارهابية، وخاصة بالسلاح والذخائر، وأن ذلك يعد شرطا باسم التحالف والشراكة الاستراتيجية.
إقرأ أيضاً: ضابط مخلوع يكشف خفايا التغييرات الأمنية والسيطرة الروسية على سوريا
والأربعاء، توصلت أنقرة وواشنطن لاتفاق يقضي بإنشاء مركز عمليات مشتركة في تركيا خلال أقرب وقت، لتنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة شمالي سوريا.
وكانت وزارة الدفاع التركية أعلنت، عن مباحثات مع مسؤولين عسكريين أمريكيين في أنقرة بين 5 – 7 أغسطس الجاري، حول المنطقة الآمنة.
وقالت إنه تم التوصل إلى اتفاق لتنفيذ التدابير التي ستتخذ في المرحلة الأولى من أجل إزالة المخاوف التركية، في أقرب وقت.
وأكّدت الدفاع التركية أنه تم الاتفاق مع الجانب الأمريكي على جعل المنطقة الآمنة ممر سلام، واتخاذ كل التدابير الإضافية لضمان عودة السوريين إلى بلادهم.
