برعاية روسية.. نائب وزير دفاع الأسد يجتمع سراً مع الوحدات الكردية
الوسيلة – متابعات:
قالت وكالة أوقات الشام الموالية لنظام الأسد إن لقاءً سرياً جمع الخميس في القامشلي بين القيادي في تنظيم حزب العمال الكردستاني (ب ك ك) صبري أوك ونائب وزير الدفاع في نظام الأسد اللواء علي صالح، برعاية روسية.
ونقلت الوكالة الموالية عن مصدر كردي مقرب من الوحدات الكردية قوله بحسب ما رصدت الوسيلة إن اللقاء تناول الحديث عن الترتيب والتمهيد لإجراءات عسكرية وأمنية في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا قسد شمال شرق سوريا.
وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه أن تلك الإجراءات تلخصت بالقبول بتمركز قوات الأسد قرب قرية نعمتلي في مدينة القامشلي وكذلك في محيط الطريق الدولي، جنوب شرق المدينة، في مقابل تأمين حماية لقيادات في تنظيم ( ب ي د/ ب ك ك) مطلوبة لدى أنقرة، التي سلمت قوائم بأسمائهم لواشنطن مؤخرا.
ووفق المصدر, فقد جرى نقل جميع جرحى ميليشيا الوحدات الكردية بطائرات كبيرة إلى دمشق، حيث يوجد حالياً 700 جريح منهم في مشافي العاصمة تحت رعاية نظام الأسد.
كما كشف مصدر كردي سوري أن مباحثات سابقة جرت قبل يومين، بين قوات الأسد ووفد من مجلس سوريا الديمقراطي برئاسة إلهام أحمد (الوجه السياسي للوحدات الكردية وتنظيم ب ي د)، في قاعدة حميميم الروسية على الساحل السوري، وطلبت خلالها قوات الأسد باستلام الرقة والطبقة من الوحدات الكردية، ودخول قوات الأسد إلى الحسكة والقامشلي أيضا.
وأكد المصدر ذاته أن الوحدات الكردية أبدت موافقتها على مطالب قوات الأسد، غير أن الولايات المتحدة هي من ترفض ذلك.
ولفت المصدر الكردي إلى إمكانية موافقة واشنطن في حال قدمت موسكو بعض التنازلات، دون أي يحددها.
إنشاء ثلاثة مواقع عسكرية جديدة للنظام
وكانت صحيفة “” أكدت قبل أيام أن اللواء صالح زار “الفوج 154 قوات خاصة” المعروف بـ”فوج طرطب” والمنتشر في القامشلي، ثم “الفوج 123″ المتمركز في جبل كوكب في مدينة الحسكة، والمعروف ايضاً بـ”فوج كوكب”.
وبحسب الصحيفة تركزت زيارة نائب الوزير بشكل أساسي على “فوج طرطب” حيث التقى الضباط والجنود، وحثّهم على البقاء في حالة جهوزية عالية، والاستعداد لـ”الدفاع عن الوطن ضد محاولات التقسيم والاحتلال” ثم تفقد النقاط العسكرية خارج الفوج.
وأمر نائب الوزير خلال زيارته، بعد تفقد المواقع ميدانياً، بإنشاء ثلاثة مواقع عسكرية جديدة للنظام في مدينة القامشلي، في مواجهة مواقع “وحدات حماية الشعب” الكردية.
وعُرف منها موقع في قرية القصير المقابلة لحاجز “الوحدات” في قرية النعمتلي، المدخل الرئيسي لمدينة القامشلي من جهة الشرق، ونقطة في قرية تل بريش بالقرب من الطريق الدولي مقابل قرية العوينة التي تسيطر عليها الوحدات الكردية.
ويحتفظ النظام بقوة عسكرية محدودة في الحسكة، لم تشارك في أي اعمال قتالية حتى الآن، سوى صد هجمات شنتها عليها فصائل الجيش الحر مطلع الثورة السورية، وتنظيم “داعش” في ما بعد. بالإضافة إلى مربعين أمنيين في الحسكة والقامشلي.
وترابط في مطار القامشلي المدني-العسكري، حوامات “مي 8” و”مي 17″، تقوم بمهمات النقل العسكري، نظراً لانقطاع الطرق بين مجمل وحدات النظام العسكرية في المنطقة، لذا يتم التنقل بينها وإلى خارج الحسكة، جواً.
وكان “فوج الميلبية” ينتشر على المدخل الجنوبي لمدينة الحسكة، لكن تنظيم “داعش” انتزعه من النظام، ليسيطر عليه لاحقاً “التحالف الدولي”، ويتخذه مقراً له جنوبي الحسكة. وكانت “وحدات الحماية” قد استولت في العام 2012 على “كتيبة تل عدس” المناط بها حماية حقول النفط في رميلان.
الاتفاق إن حدث سيكون أمراً عظيماً
واعتبر القائد العام لقوات قسد (تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري) مظلوم عبدي في لقاء مطول مع وكالة ANHA المحلية، “أن الاتفاق مع النظام السوري إن حدث سيكون أمرا عظيما وسيكون سببا في حماية جزء من الأراضي السورية”، على حد تعبيره.
وأشار عبدي إلى أنه ستكون هناك لقاءات غير مباشرة بينهم وبين تركيا في الأيام المقبلة.
وبين عبدي أنه لا يمكن معرفة النتائج التي ستؤول إليها تلك اللقاءات، فربما تسفر عن اتفاق شامل أو تصل إلى طريق مسدود على حد قوله.
وكانت الخارجية الروسية قد حذرت مما وصفتها محاولات فصل شمال شرق سوريا منطلقة من زعمها الحفاظ على السيادة السورية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، خلال مؤتمر صحفي، الخميس: “من دواعي القلق استمرار محاولات لما يبدو أنه فصل شمال شرق سورية”.
ودعت زاخاروفا الأكراد إلى حوار مثمر مع نظام الأسد لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأضافت زاخاروفا: ” لا نزال نقف مع تحقيق الاستقرار والأمن طويلي الأمد في شمال شرق سورية عبر تأكيد سيادة سورية وإجراء حوار مثمر بين دمشق والأكراد، باعتبارهم جزءا من الشعب السوري”.
إقرأ أيضاً: كاتب تركي يكشف خفايا المنطقة الآمنة شمال شرق سوريا
وامس الجمعة, زار نائب قائد القوات الأمريكية في أوروبا، ستيفن تويتي، رئاسة هيئة الأركان العامة التركية، في إطار جهود تأسيس مركز عمليات مشتركة بولاية شانلي أورفة، الرامية لإنشاء منطقة آمنة في سوريا.
وذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية، أن “جهود إنشاء مركز عمليات مشتركة في شانلي أورفة (جنوب شرق)، تتواصل في إطار المنطقة الآمنة المخطط تأسيسها شمالي سوريا، بالتنسيق مع الولايات المتحدة”.
وأوضح أن بعد زيارته إلى شانلي أورفة الخميس، زار تويتي على رأس وفد أمريكي عسكري مقر رئاسة هيئة الأركان العامة التركية في العاصمة أنقرة.
والإثنين، كشفت الوزارة عن وصول وفد أمريكي إلى مدينة شانلي أورفة، لإجراء تحضيرات أولية ضمن أنشطة مركز العمليات المشتركة المتعلق بالمنطقة الآمنة.
والأسبوع الماضي، توصلت أنقرة وواشنطن لاتفاق يقضي بإنشاء “مركز عمليات مشتركة” في تركيا خلال أقرب وقت، لتنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة شمالي سوريا.