ألمانيا تعتزم سحب صفة اللجوء وترحيل لاجئين سوريين بسبب قضاء إجازاتهم في سوريا
تعتزم وزارة الداخلية الألمانية اتخاذ قرار يقضي بسحب صفة اللجوء من لاجئين سوريين وترحيلهم إلى خارج ألمانيا بسبب ذهابهم إلى بلدهم وقضاء إجازاتهم فيها.
وقال وزير الداخلية الألماني، هورست زيهوفر، في تصريح لصحيفة “بيلد آم زونتاغ”، اليوم الأحد 18 آب/أغسطس رصدته الوسيلة: “إن من يزور بلده بانتظام بعد هروبه منه لا يمكن أن يدعي أنه تعرض للاضطهاد”.
واقترح زيهوفر ترحيل طالبي اللجوء السوريين إذا تبين أنهم عادوا إلى بلادهم في زيارات خاصة منتظمة بعد فرارهم منها.
وأضاف الوزير الألماني: “لا يمكن أن يدعي أي لاجئ سوري يذهب بانتظام إلى سورية في عطلة، بجدية أنه تعرض للاضطهاد، وعلينا حرمان مثل هذا الشخص من وضعه كلاجئ”.
وأكد السياسي المحافظ هورست زيهوفر: “إذا كان المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين على علم بسفر طالب اللجوء إلى البلد الأصلي، فستدرس السلطات على الفور إلغاء وضعه كلاجئ، عبر بدء إجراءات سحب اللجوء”.
وأردف زيهوفر أن: “السلطات تراقب الوضع في سوريا بنشاط، مضيفًا: “سنعيد (طالبي اللجوء) إلى بلادهم إذا سمح الوضع بذلك”.
نظام الأسد يزود دول الاتحاد الأوربي بأسماء لاجئين زاروا سوريا
وكانت قد أفادت مصادرُ إعلامية أنّ نظام الأسد يقوم بتجميع أسماء اللاجئين السوريين الذين زاروا سوريا، ويرسلها إلى الاتحاد الأوروبي.
وذكر موقعُ “الواقع السويدي” وفق تسريب أحدِ الصحفيين في قناة BBC أنّ “نظام الأسد يرسل أسماء اللاجئين الذين زاروا سوريا، حيث تجري العمليةُ، من خلال تتبّع حركة اللاجئ منذ دخولِه لبنان، وكيفية إقامته فيها، وبناءً على ذلك يرفع نظامُ الأسد تقاريرَه إلى الأوربيين”.
وأشار الموقع إلى أن نظامَ الأسد يتعمّد إرسالَ أسماء السوريين الذين يزورون سوريا حتى يثبتَ للأوروبيين أنّ سوريا بلدٌ آمنٌ والسوريون يسافرون إليها.
وأوضحت المصادرِ أنّ العائدين إلى مناطق سيطرةِ الأسد هم موالون له غادورا سوريا باتجاه دول أوربا، حيث يقوم بعضُهم بالعودة سرّاً إلى لبنان ويدخلون سوريا دون معرفةِ دولِ اللجوء، لأنّ قوانين اللجوء الأوروبية تقرّر سحبَ اللجوء في حال سافر اللاجئ إلى بلده والتي تعتبر هي غير آمنة وتشكّلُ خطراً عليه .
وعادة ما تقوم الشرطة الاتحادية في المطارات بمراقبة مثل هذه الحالات وتقوم بتبليغ المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين بأسماء لاجئين يشتبه في زيارتهم لأوطانهم التي هربوا منها نتيجة لاضطهاد تعرضوا له.
حالات سحب إقامات اللاجئين الذين يزورون بلدانهم
من جانبه كشف موقع “مهاجر نيوز” الحالات التي يمكن فيها لألمانيا سحب إقامات اللاجئين الذين يزورون بلدانهم، وذلك عقب نشر لاجئين بينهم سوري على مواقع التواصل الاجتماعي أنهم ذهبوا إلى بلدهم الأصلي.
ونقل الموقع تغريد للاجئ سوري مقيم في برلين، يدعى داود نبيل، تغريدة على تويتر، “عدت تواً من عطلتي في سوريا. من الجيد أن يروح المرء عن نفسه. كانت أياماً جميلة. وها أنا هنا الآن من جديد لأكافح ضد الحقد والكراهية، لا لحزب البديل”.
وفي نفس اليوم الذي كتب فيه نبيل تغريدته، رد عليه الحساب الرسمي للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (بامف) ببيان مطول قال فيه: “السفر إلى البلد الأصلي يمكن أن يمثل سبباً قوياً لإلغاء حق اللجوء، وهنا يتم أخذ وضع اللجوء أو الحماية بعين الاعتبار، يمكن سحب الاعتراف بالشخص كلاجئ عندما لا تعود أسباب منح حق اللجوء متوفرة”.
وأضاف المكتب: “لكن هناك أسباب تجعل السفر لمدة قصيرة إلى البلد الأصلي ممكناً. ويرى المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، بشكل أساسي وبالانسجام مع القوانين، أن رحلة سفر قصيرة (إلى البلد الأصلي) من أجل الإيفاء بالتزامات أخلاقية، مثل المشاركة في جنازة أو زيارة فرد من العائلة يعاني من مرض خطير، ليس سبباً من أجل إلغاء حق اللجوء”.
وتابع المكتب في بيانه “ومع ذلك، ليس من الممكن، إعطاء تصريح عام، لأنه يجب التحقق من أوضاع كل حالة على حده”.
إقرأ أيضاً: سأعيش فيها.. ألماني يتزوج من سورية و يعود معها في زياة لدمشق
وهذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها لاجئ في ألمانيا أنه كان في بلده الأصلي أو عن نيته بزيارة بلده.
وتحذر المحامية الألمانية المختصة بشؤون الهجرة واللجوء، نهلة عثمان، اللاجئين من تداعيات نشر تغريدات أو منشورات أو صور تظهر أنهم كانوا في بلدهم الأصلي.
يذكر أن حوالي 780 ألف سوري فروا إلى ألمانيا في السنوات الأخيرة في أعقاب الحرب السورية المستمرة منذ ثماني سنوات.