بشار الأسد يعلق على تقدم قواته نحو خان شيخون زاعماً أن مقاتلي المعارضة يهربون إلى تركيا
الوسيلة – متابعات:
اعتبر رأس النظام السوري بشار الأسد، أن تقدم قواته والميليشيات الموالية له نحو مدينة خان شيخون جنوب إدلب يعد تغييراً إيجابياً في الوضع العسكري والسياسي في سوريا.
جاء ذلك خلال استقباله اليوم الثلاثاء وفداً من حزب روسيا الموحدة برئاسة ديمتري سابلين عضو مجلس الدوما الروسي.
وقال الأسد بحسب ما نقلت وكالة أنباء النظام سانا ورصدت الوسيلة إن الانتصارات التي تحققت تثبت تصميم الشعب والجيش على الاستمرار بضـرب الإرهـابيين حتى تحرير آخر شبر من الأراضي السورية”.
وزعم الأسد أن هذه الانتصارات جاءت على الرغم من الدعم المستمر الذي تتلقاه التنظيمات الإرهابية من قبل العديد من الأطراف الغربية والإقليمية وفي مقدمتها تركيا.
وأوضح رأس النظام السوري أن المعارك الأخيرة في إدلب كشفت عن دعم أنقرة الواضح وغير المحدود للإرهابيين, في إشارة لمقاتلي المعارضة الذين يتصدون لعمليات النظام ضد مناطق الشمال المحرر.
ووفق وكالة أنباء النظام, فقد جرى خلال اللقاء متابعة الاتفاقيات التي تمت مناقشتها خلال زيارات الوفد السابقة بالإضافة إلى مشاريع التعاون المستقبلية والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين السوري والروسي والعمل المستمر لتوسيع التعاون ليشمل المستويات كافة بما في ذلك على الصعيد الاجتماعي والعلمي والثقافي تحقيقاً لمصالح البلدين المشتركة.
من جهته, أصدر المكتب الإعلامي للمنظمة الروسية للمحاربين القدامى “إخوة القتال”، بياناً رسمياً حول زيارة سابلين إلى دمشق ولقائه رأس النظام بشار الأسد.
وقال المكتب الإعلامي للمنظمة الروسية في بيانها إن “الرئيس السوري قال: “الجيش السوري يتقدم نحو مدينة خان شيخون الاستراتيجية، وتتواجد القوات السورية على مقربة منها”.
وبحسب بيان المنظمة الروسية للمحاربين القدامى, فقد زعم الأسد أن “المسلحين (في إشارة لمقاتلي المعارضة) يهربون باتجاه تركيا”.
وأشار المكتب الإعلامي لمنظمة “المحاربين القدماء” الروسية إلى “أن بشار الأسد اقترح إنشاء مراكز لتعليم اللغة الروسية أو دورات لغوية لحل مشكلة عدم وجود مدرسين لهذه اللغة في سوريا”.
وبحسب وكالة سبوتنيك, أكد المكتب أن الأسد أشار إلى وجود مشكلة هي قلة عدد مدرسي اللغة الروسية في البلاد، مضيفاً أن عدد السوريين الذين يرغبون بتعلم اللغة الروسية في ازدياد، مقابل ذلك لا يوجد عدد كافٍ من المعلمين في سوريا، وبذلك من الصعب زيادة عدد الطلاب في الوقت الحالي.
وأضاف الأسد: “هذا مفيد بشكل خاص لأولئك الذين يرغبون في أن يواصل أبناؤهم التعليم في روسيا”
وطلب الأسد من نائب البرلمان الروسي، المشاركة في حل هذه المسألة، مبيناً أن دمشق تدرك أن موسكو لا يمكنها إرسال معلمين إلى جميع المدارس في سوريا.
وعرض الأسد إمكانية دراسة إنشاء مراكز لتعليم اللغة الروسية في كل المحافظات السورية، أو تنظيم دورات تعليم اللغة الروسية للسوريين المبتدئين لتهيئتهم وتكوينهم من أجل تدريس الأطفال والطلاب.
واعتبر الأسد أن ذلك يساهم في حل واحدة من المشاكل المهمة في الدول العربية، ألا وهي التبعية للغرب أو الوهابية أو الأفكار الإرهابية، بحيث يجسّد تعليم اللغة الروسية بديلاً ويساهم في عملية المصالحة.
بدوره، وعد رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الروسية السورية، النائب الأول لمنظمة “المحاربين القدماء” دميتري سابلين، رأس النظام السوري بدراسة هذه القضية في إطار مناقشة برنامج حزب “روسيا الموحدة”.
ويأتي ذلك بعد تقدم قوات الأسد في ريف إدلب الجنوبي وسيطرته على عدد من المواقع والبلدات في المنطقة وأبرزها الهبيط وعابدين وتل عابدين إضافة لعدد من النقاط في محيط خان شيخون التي انسحب منها مقاتلو المعارضة بسبب القصف الشديد وفق ما أعلن قياديون في غرفة عمليات الفتح المبين.
إقرأ أيضاً: الروس لن يتوقفوا عند خان شيخون.. ومحللون يكشفون أن مايجري ليس أكثر مِن اتفاقات مسبقة!
وبحسب ما أفاد مراسل موقع الوسيلة في الشمال السوري, فقد اضطرت فصائل المعارضة المنضوية في غرفة عمليات “الفتح المبين” للانسحاب من مدينة خان شيخون جنوب إدلب بعد تقدم قوات الأسد نحوها على وقع قصف جوي وصاروخي غير مسبوق.
وأكد مراسلنا أن قوات النظام السوري لم تدخل حتى الآن إلى المناطق التي انسحبت منها الفصائل على الرغم من انسحابها من تلك المناطق، وذلك خوفًا من عمليات انغماسية أو كمائن لقوات المعارضة.
وجاء انسحاب فصائل المعارضة عن مدينة خان شيخون جنوب إدلب بعد تقدم قوات النظام السوري إليها بغطاء جوي روسي مكثف وقصف هيستيري متواصل.
وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء, قال المتحدث باسم الجناح العسكري لـ “هيئة تحرير الشام”، أبو خالد الشامي، في تسجيل صوتي رصده موقع الوسيلة إن القصف الشديد دفع مقاتلي المعارضة إلى التمركز في جنوب مدينة خان شيخون في نقاط وصفها بـ “الحاكمة”.
وأكد الشامي أن مقاتلي المعارضة ما زالوا يقاتلون في الجيب الجنوبي بريف حماة الشمالي ويقصد (مدن مورك واللطامنة وكفرزيتا).
ودعا الشامي الناشطين والإعلاميين لعدم التسرع في نقل أي خبر لما له من تأثير على المقاتلين ومعنوياتهم.
وكانت قوات الأسد وميليشيات إيران وحزب الله قد سيطرت على عدد من النقاط في محيط مدينة خان شيخون وأبرزها: بلدة الهبيط وعابدين وتل عابدين وحاجز الفقير وكفريدون وغيرها من النقاط العسكرية قبل انحياز مقاتلي المعارضة عن المدينة.
وأمس الاثنين, قصفت طائرات النظام الحربية رتلاً تركياً “ضخماً” يضم قرابة 50 آلية، بينها سبع دبابات وست عربات وشاحنات تحمل ذخيرة.
وبحسب وزارة الدفاع التركية, أسفر قصف النظام للرتل عن مقتل 3 مدنيين وإصابة 12 آخرين.
وكانت مهمة الرتل التركي إقامة نقطتين في محيط مدينة خان شيخون، لمنع تقدم النظام لها ومحاصرة نقطة المراقبة في مورك وفق مصادر المعارضة.
وتشهد أرياف حماة وإدلب واللاذقية منذ السادس والعشرين من نيسان الماضي, تصعيداً عسكرياً وقصفاً جوياً وبرياً من قبل قوات الأسد وروسيا أسفر عن مقتل مئات المدنيين من النساء والأطفال إضافة لنزوح نحو مليون مدني من مناطق جنوب إدلب وشمال حماة, رغم اتفاقي أستانة وسوتشي الموقعين بين تركيا وروسيا عامي 2017 و2018.