“الوضع حساس للغاية”.. الرئاسة التركية تعلق على آخر التطورات في إدلب
أعلن المتحدث باسم الرئاسة التركي، إبراهيم قالن، الأربعاء، أن بلاده لن تغلق أو تنقل نقطة المراقبة التاسعة في إدلب، بعد التصـعيد الأخير مع النظام السوري في المنطقة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده قالن، عقب اجتماع الفريق الرئاسي برأسة الرئيس التركي أردوغان في العاصمة أنقرة الذي إستمر لأكثر من 4 ساعات.
وشدد قالن على أن “نقل نقطة المراقبة التاسعة في إدلب، والتي تم استهدافها قبل يومين، إلى مكان آخر أو إغلاقها أمر غير وراد”، مؤكدا “سنواصل تثبيت نقاط المراقبة التركية في إدلب”.
وأضاف قالن “سنبحث خلال القمة الثلاثية (التركية الروسية الإيرانية) الذي ستعقد في أنقرة يوم 16 أيلول/سبتمبر المقبل تطبيق اتفاق إدلب، وتشكيل اللجنة الدستورية”.
وقال قالن: “أود أن أكرر دعوتنا للنظام السوري وروسيا التي تدعمه لإنهاء الانتهاكات”.
وقال قالن في المؤتمر الصحفي: “الوضع حساس للغاية في إدلب، واستهداف مناطق ونقاط المراقبة التركية موضوع حساس، هناك أيضاً إصابات وضحايا من المدنيين السوريين في هذه العمليات”، متابعا “في الأيام المقبلة سيجري الرئيس مباحثات هاتفية مع نظيره الروسي لبحث هذا الأمر”.
وأضاف قالن “في إطار اتفاقية إدلب، نقاط المراقبة الـ12 التي تدار من تركيا، تم الاتفاق على أن لا تستهدف، والاتفاق على وقف إطلاق النار في هذه المناطق، ونحن ملتزمون بهذه الاتفاقية، وننتظر من الآخرين الالتزام بها”.
ولفت قالن إلى أن “هناك بعض الحدود للمناطق منزوعة السلاح، واستهداف نقاط مراقبتنا يجعل هذه المناطق مهددة، لدينا خطوات نتخذها ولا زلنا نتخذها في هذا الصدد”.
وتابع قالن “نجدد مطالبة روسيا بوقف استهداف نقاط المراقبة، واستهداف المدنيين في إدلب”.
كما أعلن قالن أن الرئيس رجب طيب أردوغان سيجري مباحثات هاتفية بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث الأوضاع في إدلب السورية.
إقرأ أيضاً: روسيا تضغط على تركيا بالمدفع.. تفاصيل المفاوضات التركية الروسية بشأن خان شيخون
وبشأن المنطقة الآمنة شرق الفرات أعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية، أن الجنود الأتراك والأمريكيين سيسيرون قريبا دوريات مشتركة شرق نهر الفرات في سوريا.
وقال قالن: “سنرى خطوات ملموسة في الأسابيع المقبلة. ستبدأ قريبا دوريات مشتركة للقوات التركية والأمريكية شرق الفرات”.
وفي وقت سابق، انتهت، في أنقرة، المفاوضات التركية الأمريكية حول إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا. ووفقاً لوزارة الدفاع التركية، توصلت أنقرة وواشنطن إلى اتفاق لإنشاء مركز تنسيق للعمليات المشتركة والمنطقة الآمنة المخطط إنشاؤها في شمال سوريا.
هذا ويعارض نظام الأسد هذا الاتفاق بشكل قاطع، لأنه، وفقاً لتصريحاته، يعد اعتداء صارخا على سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها وانتهاكا صارخاً لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
والثلاثاء حذر وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، نظام الأسد من اللعب بالنار, في تعليقه على اسـتهداف قوات النظام لرتل تركي قرب معرة النعمان, مؤكداً أن بلاده لا تنوي نقل نقطة المراقبة في مورك شمال حماة إلى أي مكان آخر، بل ستواصل القيام بمهامها.
وانسحبت فصائل المعارضة من مدينة خان شيخون بعد تقدم قوات الأسد إليها بغطاء جوي روسي وقصف هيستيري يوم الاثنين, ما يعني إطباق الحصار على جيب ريف حماة الشمالي (اللطامنة وكفرزيتا ومورك التي تضم النقطة التركية), وبالتالي محاصرة النقطة من قبل قوات الأسد المدعومة بميليشيات إيران.
والاثنين, قصفت طائرات النظام الحربية رتلاً تركياً “ضخماً” يضم قرابة 50 آلية، بينها سبع دبابات وست عربات وشاحنات تحمل ذخيرة.
وبحسب وزارة الدفاع التركية, أسفر قصف النظام للرتل عن مقتل 3 مدنيين وإصابة 12 آخرين.
وكانت مهمة الرتل التركي إقامة نقطتين في محيط مدينة خان شيخون، لمنع تقدم النظام لها ومحاصرة نقطة المراقبة في مورك وفق مصادر المعارضة.
وتشهد أرياف حماة وإدلب واللاذقية منذ السادس والعشرين من نيسان الماضي, تصعيداً عسكرياً وقصفاً جوياً وبرياً من قبل قوات الأسد وروسيا أسفر عن مقتل مئات المدنيين من النساء والأطفال إضافة لنزوح نحو مليون مدني من مناطق جنوب إدلب وشمال حماة, رغم اتفاقي أستانة وسوتشي الموقعين بين تركيا وروسيا عامي 2017 و2018.