صحيفة عربية تكشف عن اتفاق تركي – أمريكي على 6 خطوات لإنشاء المنطقة الآمنة
كشفت صحيفة عربية عن ترتيبات عسكرية بين أنقرة وواشنطن، والاتفاق على 6 خطوات لإنشاء المنطقة الآمنة شمال سوريا.
وأكدت مصادر دبلوماسية غربية لـ «الشرق الأوسط» رصدها موقع الوسيلة على: “حصول تفاهمات بين الجانبين الأميركي والتركي إزاء شرق الفرات كانت بمثابة ترتيبات عسكرية، لا تصل إلى حد الاتفاق على «منطقة آمنة» واضحة المعالم”.
وأضافت المصادر الدبلوماسية: “لكن هذه الآلية، مفتوحة لتصل إلى حدود الاتفاق الكامل مع توسع نطاقها بعد زوال الكثير من نقاط الغموض في الترتيبات والعلاقات الثنائية بين واشنطن وأنقرة”.
وبحسب المصادر المطلعة على مضمون التفاهمات والخرائط فإن: “محادثات الأسبوع الماضي التي استمرت ثلاثة أيام كانت على وشك الانهيار قبل تدخل وزيري الدفاع خلوصي أكار ومارك اسبر لإنقاذها والتوصل إلى تفاهمات تبدأ بتشكيل «مركز عمليات مشترك» جنوب تركيا”.
وأوضحت المصادر، أن التفاهمات التي جرت بين الطرفين نصت على التالي:
1) إقامة ترتيبات عسكرية (تسمية أميركية جديدة للمنطقة الأمنة) بطول 70 – 80 كلم بين مدينتي رأس العين وتل أبيض في محاذاة الحدود السورية – التركية وبعمق بين 5 و14 كلم.
2) تسيير دوريات أميركية – عسكرية، وكي يتم ذلك لا بد من تشكيل مركز عمليات مشترك جنوب تركيا.
3) الترتيبات عسكرية بحتة لا تتضمن أي إطار له علاقة بالحكم المحلي ولا علاقة لها بالتحالف الدولي ضد «داعش».
4) سحب السلاح الثقيل و«وحدات حماية الشعب» الكردية من هذه المنطقة.
5) إبعاد السلاح الثقيل مسافة 20 كلم من حدود تركيا في هذه المنطقة.
6) تسيير طائرات استطلاع من دون طيار، للتحقق وتبادل المعلومات.
وقالت الصحيفة إن: “أنقرة أرادت «منطقة آمنة» تمتد نحو 460 كلم من جرابلس على نهر الفرات إلى فش خابور على نهر دجلة وبعمق وسطي قدره 32 كلم، بحيث تكون خالية من «وحدات حماية الشعب» الكردية وسلاحها الثقيل وتكون بحماية عسكرية تركية مع تشكيل مجالس محلية ما يسمح بعودة لاجئين سوريين”.
وأضافت الصحيفة أن: “واشنطن أبدت الاستعداد لإقامة منطقة بعمق 5 – 14 كلم تكون محصورة الانتشار بحيث لا تصل أكثر من مائة كلم، مع إبعاد «الوحدات» والسلاح الثقيل والبحث في موضوع المجالس المحلية، إضافة إلى أن تكون حماية المنطقة أميركية”.
واعتبرت الصحيفة أنه: “لم تحقق تركيا كل ما أرادته؛ لأنها طالبت بأن يكون عمق الترتيبات إلى «إم 4» شرق الفرات، ولا تزال هناك أمور «غير معروفة وغير متفق عليها» سيجري التفاوض في شأنها بعد إنجاز المرحلة الأولى”.
وأردفت الشرق الأوسط: “لكن الجانب الأميركي وضع خطاً أحمر واضحاً، وهو حماية قوات سوريا الديمقراطية، إضافة إلى تعهد واشنطن بالحصول على موافقتها على أي خطوة إضافية وإن كانت هذه التفاهمات شكلت «خيبة» لقائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي الذي كان يريد منطقة بعمق 5 كلم فقط وربط ذلك بخروج تركيا من عفرين في شمال حلب.
وأوضحت المصادر أن الرئيس التركي إردوغان «رفض ربط الملفين: شرق الفرات وعفرين».
إقرأ أيضاً: موقع استخباراتي يكشف موقف أردوغان الحاسم تجاه إدلب.. ومواجهة محتملة بين روسيا وتركيا
وبحسب الصحيفة: “يعتقد المسؤولون الأميركيون أنه بهذه «التفاهمات» حققوا هدفهم العاجل المتمثل بتأجيل خطة إردوغان بدء عملية عسكرية مع فصائل سوريا في شرق الفرات؛ بسبب قلق واشنطن من انعكاس ذلك على مصير «قسد» والحرب ضد خلايا «داعش» والوضع الإنساني، وبرامج الاستقرار شرق الفرات”.
واستدركت الصحيفة: “عليه، فإن البرنامج الأميركي «يو إس ستارت» سيستمر لدعم الاستقرار وسط خطط لتوفير موازنة تزيد على 300 مليون دولار أميركي سنوياً”.
وذكرت الشرق الأوسط أنه: “لم يمانع الجانب الأميركي عودة طوعية للاجئين سوريين إلى مناطق في المنطقة الخاضعة للترتيبات العسكرية، لكن كان واضحاً رفض واشنطن الدخول في مفاوضات مع أنقرة حول موضوع الحكم المحلي والمجالس المدنية شرق الفرات، ذلك أن الجانب الأميركي يعتقد أن أوضاع المجلس المحلية تحسنت في مناطق شرق الفرات وصولاً إلى دير الزور وباتت أكثر تمثيلاً للسكان”.
وبينت الصحيفة أن هذه التفاهمات: “قوبلت بتحفظات من وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الذي قال: «يجب أن يكون الأميركيون أولاً صادقين، ويجب أن يفهموا أن تركيا لن تتحمل أي أساليب تأخير».
وقالت المصادر: ” إن تشاويش أوغلو قلق من تكرار واشنطن لسيناريو خطة منبج والبطء في تنفيذها لـ«شراء الوقت وتمييع البرنامج الزمني”.
ورأت الصحيفة أن: ” إقامة المركز المشترك بعد وصول وفد عسكري أميركي بقيادة الجنرال ستيفن تويتي نائب القيادة الأميركية الأوروبية إلى محافظة سانيلورفا جنوب شرقي البلاد، وتسيير طائرات استطلاع تركية كان بمثابة خطوات ملموسة”.
وقال خبير تركي: “هناك فرق بالمقاربتين: تركيا تريد حماية نفسها من الوحدات الكردية، أميركا تريد حماية الوحدات من تركيا، لذلك هناك صعوبة في تنفيذ التفاهمات”.
إقرأ أيضاً: الروس لن يتوقفوا عند خان شيخون.. ومحللون يكشفون أن مايجري ليس أكثر مِن اتفاقات مسبقة!
ويرى المحلل السياسي التركي مصطفى أوزجلان في اتصال هاتفي مع إذاعة روزنة رصده موقع الوسيلة أن: “المشاورات والأخذ والرد بين أنقرة وواشنطن مستمرة، فتركيا ما تزال تطالب بعمق يفوق الثلاثين كيلومترا وبالتالي فإن مطالب تركيا مختلفة عما قدمته الولايات المتحدة، التي باتت تتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية، وهذا لا لايكفي ربما لمنع عملية عسكرية شرق الفرات، لكن في الوقت الراهن يمكن تأجيل العملية العسكرية بعد هذا الاتفاق”.
ويضيف أوزجلان مستشهدا بتصريحات وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الذي قال إن لدى أنقرة خطة (ب) وبالتالي هذا تلويح بالإبقاء على الجهوزية من أجل القيام بعملية عسكرية شرقي الفرات، في حال لم تمنح تركيا بالدرجة الأولى الإشراف على إدارة تلك المنطقة، وتحييد الخطر الكردي بشكل نهائي.
يذكر أن أنقرة وواشنطن توصلت مطلع الشهر الحالي، لاتفاق يقضي بإنشاء مركز عمليات مشتركة في تركيا خلال أقرب وقت، لتنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة شمالي سوريا.
وقالت وزارة الدفاع التركية في حينها إنه تم التوصل إلى اتفاق لتنفيذ التدابير التي ستتخذ في المرحلة الأولى من أجل إزالة المخاوف التركية، في أقرب وقت.