موقع استخباراتي يكشف موقف أردوغان الحاسم تجاه إدلب.. ومواجهة محتملة بين روسيا وتركيا
أكدّ موقع “ديبكا” الاستخبارتي العبري أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مصمم وبقوة على إحباط الحملة العسكرية التي تشنها روسيا والنظام السوري على إدلب بأيّ ثمن”.
وأوضح الموقع الإسرائيلي المقرب من”الموساد” في تقريرٍ نشره أمس الثلاثاء ترجمته “نداء سوريا” ورصده موقع الوسيلة أن: “موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يتغير تجاه ملف إدلب ومنع سيطرة نظام الأسد عليها،. مشيراً إلى إمكانية حدوث مواجهة جوية بين روسيا وتركيا في سوريا”.
وأضاف التقرير أن: “الرئيس التركي مستعد للذهاب بعيداً لوقف الهجوم على إدلب حتى لو أدى ذلك إلى مواجهة جوية جديدة مع روسيا ومع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على وجه التحديد”.
وكشف التقرير الاستخباراتي أن: “مواجهة جوية تركية روسية كادت تحصل يوم أمس وتم تجاوزها بـ”صعوبة”، بعد تحليق المقاتلات التركية من طراز “F16” فوق ريف إدلب الجنوبي؛ حيث تدور المعارك بين الفصائل الثورية والميليشيات الروسية التي تحاول التقدم إلى المنطقة.
وأوضح الموقع أنه: “فور تحليق المقاتلات التركية أمرت روسيا بإقلاع طائرات من طراز “سوخوي-35″ والتي تعتبر أفضل مقاتلاتها الحربية، وطلبت تشغيل منظومات الدفاع الجوي S300 وS400 ووضعتها في حالة تأهب، تزامناً مع توجيه تحذيرات للطيارين الأتراك بضرورة مغادرة المنطقة”.
وتابع الموقع: “رغم انسحاب المقاتلات التركية دون تنفيذ أيّ غارات، إلا أن مواجهة جوية قد تحصل بين روسيا وتركيا في حال عاودت طائرات الأخيرة التحليق في إدلب، خاصةً مع عزم الرئيس التركي إفشال الخطط الروسية تجاه منطقة خفض التصعيد في إدلب”.
وكانت قد شهدّت الساعات الأخيرة مِن يوم الثلاثاء، تقدّماً لـقوات الأسد في مدينة خان شيخون جنوب إدلب ومناطق عدّة مجاورة لشمال حماة، وسط قصفٍ مكثّف بمختلف أنواع الأسلحة على المنطقة، شاركت فيه عشرات الطائرات الحربية التابعة لـ”النظام” وروسيا.
واضطرت فصائل المعارضة للانسحاب من مدينة خان شيخون بعد تقدم قوات النظام السوري إليها بغطاء جوي روسي مكثف وقصف متواصل.
وكانت قوات الأسد وميليشيات إيران وحزب الله قد سيطرت على عدد من النقاط في محيط مدينة خان شيخون وأبرزها: عابدين وتل عابدين وحاجز الفقير وغيرها من النقاط العسكرية قبل انحياز مقاتلي المعارضة عن المدينة.
إقرأ أيضاً: صحفي روسي يبث تسجيلات مصورة لـ” خان شيخون” تكشف خلوها من أي قوات عسكرية (فيديو)
من جانبه، حذر وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، نظام الأسد من اللعب بالنار, في تعليقه على اسـتهداف قوات النظام لرتل تركي قرب معرة النعمان, مؤكداً أن بلاده لا تنوي نقل نقطة المراقبة في مورك شمال حماة إلى أي مكان آخر، بل ستواصل القيام بمهامها.
وقال تشاووش أوغلو، في مؤتمر صحفي بحسب ما رصد موقع الوسيلة: “على النظام السوري ألا يلعب بالنار وسنفعل كل ما يلزم من أجل سلامة جنودنا”.
وأضاف الوزير التركي أن تركيا “لا تنوي نقل نقطة المراقبة التاسعة في إدلب السورية إلى مكان آخر، مشيراً إلى أن قوات بلاده قادرة على القيام بكل ما هو ضروري لحماية أمن جنودها.
وتعليقاً على قصف قوات الأسد أمس الاثنين رتلاً تركياً ضخماً قرب معرة النعمان, أوضح تشاوش أوغلو أنهم يتواصلون مع روسيا على كل المستويات بخصوص الحادث.
وتابع الوزير التركي: “رئيس الأركان التركي يشار غولر بحث الأمر مع نظيره الروسي غراسيموف”.
وقصفت طائرات النظام الحربية يوم الإثنين، رتلاً تركياً “ضخماً” يضم قرابة 50 آلية، بينها سبع دبابات وست عربات وشاحنات تحمل ذخيرة.
وبحسب وزارة الدفاع التركية, أسفر قصف النظام للرتل عن مقتل 3 مدنيين وإصابة 12 آخرين.
وكانت مهمة الرتل التركي إقامة نقطتين في محيط مدينة خان شيخون، لمنع تقدم النظام لها ومحاصرة نقطة المراقبة في مورك وفق مصادر المعارضة.
وتشهد أرياف حماة وإدلب واللاذقية منذ السادس والعشرين من نيسان الماضي, تصعيداً عسكرياً وقصفاً جوياً وبرياً من قبل قوات الأسد وروسيا أسفر عن مقتل مئات المدنيين من النساء والأطفال إضافة لنزوح نحو مليون مدني من مناطق جنوب إدلب وشمال حماة, رغم اتفاقي أستانة وسوتشي الموقعين بين تركيا وروسيا عامي 2017 و2018.