أخبار سوريا

روسيا تضغط على تركيا بالمدفع.. تفاصيل المفاوضات التركية الروسية بشأن خان شيخون

الوسيلة – متابعة:

في وقت انتظر فيه الجميع أن تحتفل وسائل إعلام نظام الأسد بالسيطرة على مدينة “خان شيخون” والبلدات المتبقية من ريف حماة الشمالي، توقفت عملية التمدد البرية باتجاه المناطق المذكورة، لتصبح خارج سيطرة الطرفين، مع أفضلية لقوات نظام الأسد التي سيطرت على نقاط محيطة بـ “خان شيخون” وهي “تلة النمر” و “مدجنة الفقير” و أطراف المدينة من الجهة الشمالية.

حيث تجنبت قوات نظام الأسد المدعومة من روسيا تمشيط مدينة “خان شيخون” جنوب إدلب، وبلدتي “اللطامنة” و “كفزيتا” شمال حماة، رغم انسحاب الفصائل العسكرية من هذه المواقع فجر أمس الثلاثاء 20 آب/أغسطس.

وبحسب ما نقل “تلفزيون سوريا” عن مصادر عسكرية فإن نقطة المراقبة العسكرية التركية في بلدة “مورك” احتضنت يوم أمس مفاوضات تركية – روسية، انصبت على مناقشة مصير المنطقة، وذلك بعد يوم واحد من إرسال تركيا تعزيزات عسكرية كبيرة تضمنت دبابات ومدافع ميدانية، تمركزت بالقرب من بلدة “حيش” بمنطقة معرة النعمان الواقعة على الطريق الدولي الذي يربط بين دمشق وحلب.

وعرض الطرفان مطالبهما خلال المفاوضات، حيث تمسكت أنقرة بمطلب عدم دخول قوات النظام إلى خان شيخون وبلدات ريف حماة الشمالي المجاورة لها، مع السماح لها بنشر قوات تركية جديدة شمال غرب خان شيخون، بعد تراجع قوات نظام الأسد عن مداخلها، وذلك بهدف الحفاظ على طريق إمداد لنقطة المراقبة المتواجدة في “مورك” عبر الطريق الدولي.

وشدد الوفد الروسي على ضرورة أن يتم وضع تفاهم كامل، يتضمن آلية مناسبة لفتح الطرقات الدولية دمشق – حلب ، و حلب – اللاذقية، مع تعديلات على بنود “سوتشي” تنص على إبعاد الفصائل العسكرية من المنطقة العازلة، وتسيير دوريات تركية – روسية مشتركة فيها.

وتقول مصادر عسكرية لـ”روزنة” إنّ “الأتراك قاموا بوضع دشم، وتأمين حماية الرتل من خلال السواتر الترابية وبعض الجدران الإسمنية”، وأنّ “العسكر الأتراك ينتظرون قرار القيادي؛ من أجل متابعة المسير باتجاه مورك، أو إقامة نقطتي مراقبة على مشارف الخان”.

وبحسب المصادر فإنّ الخلاف الذي يحول دون الاتفاق بين ضامني أستانا، هو ماهية القوات التي ستبسط نفوذها على (الخان)، حيث تصر أنقرة على تمركز قوات محسوبة عليها في المدينة، فيما الروس يرفضون أي خيار حتّى الآن سوى تسليمها لميلشيات محسوبة على موسكو.

من جانبه قال المتحدث بإسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن: “أبلغنا الجانب الروسي استيائنا من الهجمات على إدلب، والرئيس أردوغان سيجري محادثة هاتفية مع بوتين بهذا الخصوص”.

روسيا تضغط على تركيا عسكرياً

عادت قوات نظام الأسد وطائراته المدعومة روسياً إلى التصعيد الميداني مجدداً مما يؤشر على عدم التوصل إلى تفاهم بين أنقرة وموسكو، حيث أكدت مصادر عسكرية لموقع “تلفزيون سوريا” أن قوات النظام السوري وبغطاء جوي سيطرت على “تل ترعي” شرق مدينة “خان شيخون” بهدف إطباق الحصار على “خان شيخون” و “كفر زيتا” و “اللطامنة” و “مورك”، الأمر الذي يعني تطويق نقطة المراقبة التركية في “مورك” بشكل كامل، وعزلها عن الطريق الدولي.

وتركزت الغارات الجوية أيضاً على منطقة “مورك” قرب نقطة المراقبة التركية، بالإضافة إلى بلدة “معر حطاط” القريبة من “حيش” حيث حط الرتل التركي الجديد رحاله يوم أمس، كما توسع نطاق الغارات ليشمل محيط مدينة سراقب، وريف معرة النعمان الشرقي.

تسعى روسيا لمحاصرة المنطقة

وقال قائد عسكري معارض لـ “روزنة”، وهو موجود في غرفة العمليات؛ فضل عدم نشر اسمه: إنّ “القصف لم يتوقف على المنطقة من قبل الطيران الروسي، والنظام بعد أكثر من مئة غارة جوية استطاع التقدم على (تلة ترعي)”، مشيرًا إلى أنّ “تلك القوات تسعى للوصول إلى خزانات الخان؛ في سعي منها لمحاصرة المنطقة”.

وأكدّ القيادي أنّ “مقاتلي المعارضة لم يخلوا مناطق شمال حماة” وأنّ “أجزاء كبيرة من تلك القوات أعادت تمركزها في (اللطامنة، كفرزيتا، مورك، وخان شيخون)”.

قوات المعارضة تفشل مجدداً شمال اللاذقية

وقادت القوات الخاصة الروسية محاولات اقتحام جديدة صباح اليوم لتلة “كبانة” بريف اللاذقية، حيث جرى تكثيف غارات الطيران على التلة، بالتزامن مع محاولة التقدم البرية التي لم تنجح.

وأفاد ناشطون ميدانيون في المنطقة إن قوات الأسد والميليشيات الموالية لها شنت أكثر من 5 هجـ.مات على مواقع قوات المعارضة في محور الكبينة محاولة التقدم بغطاء جوي روسي وقصف صاروخي مكثف طال المنطقة.

وأشار الناشطون إلى أنه ورغم كثافة القصف والحشود العسكرية الكبيرة لقوات الأسد إلا أن مقاتلي المعارضة استطاعوا التصدي للقوات المـ.هاجمة بعد تكبيدها خسائر في العتاد والأرواح.

ومن جانبها دفعت القوات التركية المتواجدة في بلدة “الصرمان” جنوب شرق إدلب بتعزيزات إضافية باتجاه قواتها قرب بلدة “حيش”، من ضمن التعزيزات “راشدة” خاصة بالتشويش على أجهزة الاتصال اللاسلكية، في خطوة تؤشر على تخوف تركي من تعمد الطيران استهداف النقاط العسكرية قرب خان شيخون.

ضوء أخضر روسي وموافقة إيرانية

من جانبه رأى الخبير في القانون الدولي والعلاقات الدولية، سمير صالحة، أن تعقيدات المشهد في محافظة “إدلب” شمال غربي سوريا، “ستدفع أنقرة نحو الخيارات الصعبة كي لا تقع في مطب الخيارات الأصعب”.

وأكّد صالحة أن النظام في سوريا لم يكن ليتحرك باتجاه تفجير الوضع على جبهات إدلب ومحيطها، دون ضوء أخضر روسي وموافقة إيرانية.

وأضاف: “الذي يجري في الأسابيع الأخيرة هو أبعد من أن يكون قرارا روسيا إيرانيا مشتركا بخوض المعارك ضد حلفاء أنقرة ردا على التفاهمات التركية الأميركية في شرق الفرات”.

وقال صالحة إن أنقرة تريد تفعيل دور قوى المعارضة السورية في إدلب لناحية إدارة شؤونها على طريقة درع الفرات وغصن الزيتون لكن الوحدات الخاصة الروسية وقوات النظام والميليشيات الإيرانية تريد غير ذلك لهذا فاجأتها بخروقات القضم الجغرافي للاقتراب أكثر فأكثر من حدودها الجنوبية.

إقرأ أيضاً: موقع استخباراتي يكشف موقف أردوغان الحاسم تجاه إدلب.. ومواجهة محتملة بين روسيا وتركيا

وكانت قوات قوات النظام سيطرت ليلاً على أكثر من نصف خان شيخون بعدما قطعت الطريق الدولي شمالها.

ويمر في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي جزء من طريق استراتيجي سريع يربط مدينة حلب (شمال) بدمشق، ويقول محلّلون إنّ النظام يريد استكمال سيطرته عليه.

وأعلنت أنقرة الإثنين تعرض تعزيزات عسكرية أرسلتها إلى جنوب إدلب وكانت في طريقها إلى مورك لضربة جوية، تسببت بمقتل ثلاثة مدنيين، إلا أن المرصد قال إنهم من مقاتلي المعارضة.

ولم يتمكن الرتل بعد تعرض مناطق قريبة منه للقصف وفق المرصد من إكمال طريقه، ما دفعه الى التوقف منذ بعد ظهر الإثنين في قرية على الطريق الدولي في قرية معر حطاط شمال خان شيخون.

ويضم هذا الرتل قرابة خمسين آلية من مصفّحات وناقلات جند وعربات لوجستية بالإضافة إلى خمس دبابات على الأقل.

وأوردت صحيفة الوطن المقربة من نظام الأسد في عددها الثلاثاء أن “الطيران الحربي السوري نفذ صباح أمس قصفاً بالرشاشات” على فصيل “كان يستطلع الطريق أمام الرتل التركي”.

وذكرت أن “الجيش السوري أرسل وعلى طريقته رسالة واضحة للنظام التركي، بإرغامه الأرتال العسكرية المرسلة من أنقرة لنجدة إرهابيي خان شيخون على وقف تقدمها، معطياً إشارات تحذير واضحة لأي محاولة إنعاش تركية جديدة للإرهابيين.. بدعم روسي مؤكد”.

وكانت وزارة خارجية الأسد نددت الإثنين بوصول التعزيزات التركية التي قالت إنها “محملة بالذخائر.. في طريقها إلى خان شيخون لنجدة الإرهابيين”.

ورغم كونها مشمولة باتفاق روسي تركي لخفض التصعيد وإنشاء منطقة منزوعة السلاح، تتعرض مناطق في إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة منذ نهاية نيسان/أبريل لقصف شبه يومي من قوات النظام وحليفتها روسيا. وبدأت قوات النظام في الثامن من الشهر الحالي التقدم ميدانياً في ريف إدلب الجنوبي.

وقد تسبّب التصعيد في مقتل أكثر من 860 مدنياً وفق المرصد، ونزوح أكثر من 400 ألف شخص في إدلب، وفق الأمم المتحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى