تركيا تنفي محاصرة قوات الأسد لجنودها شمال حماة وتدعو لتنظيم منتدى يعمل على عودة اللاجئين السوريين
الوسيلة – متابعات:
أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن قوات بلاده غير محاصرة في مورك شمال سوريا ولا يستطيع أحد محاصرتها داعياً لتنظيم منتدى مشترك مع دول الجوار يعمل على إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وقال جاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره اللبناني، جبران باسيل، اليوم الجمعة 23 آب، بحسب ما رصدت الوسيلة إن “النقطة التركية غير محاصرة ولا يستطيع أحد أن يحاصر قواتنا”.
وأشار جاويش أوغلو، إلى وجود اشتباكات تجري بالقرب من نقطة المراقبة التركية، بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة.
ولفت الوزير التركي إلى مواصلة التواصل مع روسيا بشأن الوضع في المنطقة.
وشدد جاويش أوغلو على أن الجنود الأتراك لن يغادروا نقاط المراقبة التركية التاسعة الواقعة في ريف حماة الشمالي.
وأوضح الوزير التركي أن مهمة نقاط المراقبة التركية الدفع بالعملية السياسية، وعودة اللاجئين السوريين.
واقترح وزير الخارجية التركي تنظيم منتدى يعمل على عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وقال أوغلو في لقاء جمعه مع الرئيس اللبناني ميشال عون في بيروت إنه من الممكن تنظيم منتدى مشترك مع لبنان والأردن والعراق حول عودة السوريين، ودعوة المجتمع الدولي للمشاركة فيه.
من جانبه, طالب الرئيس اللبناني ميشال عون بضرورة إعادة اللاجئين السورين إلى بلادهم.
ولفت عون لضرورة تقديم المساعدات للسوريين العائدين إلى وطنهم حتى بعد عودتهم.
وأبلغ الرئيس رجب طيب أردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بأن هجمات النظام السوري على إدلب “تشكل تهديدا حقيقيا” على الأمن القومي التركي، محذرا من “أزمة إنسانية كبيرة” جراء ذلك.
جاء ذلك في اتصال هاتفي بين الزعيمين حسب بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية.
وقال أردوغان للرئيس الروسي، خلال الاتصال، اليوم الجمعة, إنّ “هجمات النظام السوري وخروقاته لوقف إطلاق النار في إدلب من شأنها أن تتسبب بأزمة إنسانية كبيرة”.
وأضاف أنّ هذه الهجمات “تضر بمساعي الحل وتشكل تهديدا حقيقيا على الأمن القومي التركي”.
وصباح اليوم الجمعة, أعلنت قوات الأسد دخولها مدن وقرى اللطامنة وكفر زيتا ومورك ولطمين ومعركبة واللحايا بريف حماة الشمالي دون قتال بعد سنوات على استعصائها ورغم وجود نقطة المراقبة التركية التي باتت محاصرة بقوات الأسد والميليشيات المساندة لها.
وقالت وكالة أنباء النظام سانا بحسب ما رصد موقع الوسيلة الجمعة 23 آب إن وحدات جيش الأسد وبعد بسط سيطرتها على مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي وتمشيط المدينة واصلت عملياتها القتالية جنوبا باتجاه مناطق انتشار التنظيمات الإرهابية بريف حماة الشمالي وبسطت سيطرتها على بلدات اللطامنة وكفر زيتا ولطمين ومورك ومعركبة واللحايا بعد اشتباكات مع إرهابيي تنظيم “جبهة النصرة.
وبث عناصر قوات الأسد وميليشياتها تسجيلات مصورة من داخل مدينتي مورك وكفرزيتا وهم يتباهون بدخولهم المدينة بعد خلوها من المقاتلين أو السكان إلا من النقطة التركية التي بقيت محاصرة بينما راح عناصر الأسد يلتقطون السيلفي والنقطة التركية من خلفهم.
وبحسب تسجيل مصور نشره أحد عناصر الأسد, يظهر جنود النظام السوري وهم على آليات في طريقها إلى مدينة مورك وخلفها عناصر الميليشيات المساندة لقوات الأسد وهم يحملون علم النظام ويهتفون لروسيا.
كما انتشر تسجيل مصور من قبل جنود أتراك من النقطة التركية في مورك يرصدون خلاله لحظة دخول قوات الأسد والميليشيات الموالية لها مدينة مورك دون أن يحركون ساكناً.
ودخلت أمس قوات الأسد مدينة خان شيخون جنوب إدلب وبدأت تمشيط المدينة حيث نشر جنود روس مقاطع مصورة وصوراً تظهر تجولهم إلى جانب قوات الأسد في شوارع خان شيخون.
كما أعلن أمس ابراهيم قالن المتحدث باسم الرئاسة التركية نية بلاده عدم سحب النقطة التاسعة شمال حماة أو نقلها إلى مكان آخر.
وسبق أن وعد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، خلال اجتماعه مع وفد من الائتلاف السوري المعارضة قبل أيام، بالعمل على إيقاف الهجمات على إدلب وتهدئة الوضع فيها.
وبحسب الوزير، لا تنوي سحب نقطة المراقبة التاسعة (مورك) إلى مكان آخر، بعد تقدم قوات النظام في خان شيخون وحصارها في مدينة مورك.
ويتزامن ذلك مع استمرار قصف طائرات النظام السوري وروسيا على مناطق في ريف إدلب، ما أدى إلى وقوع ضحايا من المدنيين.
إقرأ أيضاً: أردوغان لـ بوتين: ما يجري في إدلب خطر حقيقي على أمن تركيا القومي
وتعد تركيا وروسيا من الدول الضامنة لمسار أستانة، حيث قام الجيش التركي بإنشاء 12 نقطة مراقبة عسكرية وفق المفاوضات في إدلب وريف حماة وريف حلب تحت مسمى منطقة خفض التصعيد.
وفي أيلول 2018، أعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين التوصل لاتفاق يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح بين مناطق سيطرة الفصائل ومناطق سيطرة النظام في إدلب بعمق 20 كم.
واضطرت الفصائل المعارضة للانسحاب من المدينة إلى شرق ومحيط مدينة خان شيخون مع بقاء مقاتلين في الجيب المتبقي من ريف حماة الشمالي (كفرزيتا واللطامنة ومورك التي تحوي النقطة التركية التاسعة).
من جهتها, أكدت منظمة منسقوا الاستجابة عدم خروج أي مدني من مناطق ريف حماة الشمالي، وهي مدن وبلدات مورك واللطامنة وكفرزيتا ولطمين والصياد ولحايا، كما أنّ المنطقة خالية من المدنيين، وآخر دفعة خرجت من تلك القرى كانت في 5 من آب الحالي، بعد مخاوف المدنيين من تعرض المنطقة للحصار من قبل قوات الأسد وروسيا والقيام بتصفية جماعية بحقهم.
كما أنّ الإعلان عن افتتاح المعبر وفق منسقو الاستجابة محاولة لتحقيق مكاسب سياسية تغطي على أعمال نظام الأسد ضد المدنيين في المنطقة، التي راح ضحيتها 1248 مدنيًا، بينهم 332 طفلًا، منذ بدء الحملة العسكرية في شباط الماضي، إضافة إلى نزوح أكثر من مليون نسمة.