“قوات الأسد لن تتوقف”.. محلل عسكري يكشف حقائق الوضع في إدلب
الوسيلة – متابعات:
أكد المحلل السياسي والعسكري صلاح قيراطة أن قوات الأسد المدعومة من روسيا لن تتوقف إلا بعد السيطرة على الطريقين الدوليين “من حلب إلى اللاذقية وإلى حماة”, مشيراً إلى أن الأتراك يتحركون وفق مصالحهم الآنية والاستراتيجية في سوريا.
وأشار قيراطة في تصريح خاص لوكالة ستيب بحسب ما رصد موقع الوسيلة إلى أن تركيا كغيرها من الدول التي تدخلت في القضية السورية تتحرك وفقاً لمصالحها الآنية والاستراتيجية.
وقال قيراطة: “التركي كما سواه ممن تدخلوا بالشأن السوري لا يحركهم إلا مصالحهم الآنية والاستراتيجية”.
وذكر قيراطة السوريين بدور تركيا في مقايضة الأحياء الشرقية من حلب مقابل إطلاق الجيش التركي عملية عسكرية تحت مسمى “درع الفرات”, إضافة لمقايضة الغوطة الشرقية بعملية غصن الزيتون في منطقة عفرين.
وأضاف قيراطة: “لن يغيب عن بال السوريين مقايضة الشطر الشرقي من حلب بدرع الفرات والغوطة الشرقية بغصن الزيتون والقائمة “.
وحول العلاقات التركية الروسية, اعتبر قيراطة أن مصالح تركيا بعلاقة جيدة مع روسيا, ما يجعلها تحرص على عدم تخريب تلك العلاقة مع روسيا ذات الثقل الأكبر في المعادلة السورية.
وتابع المحلل السياسي والعسكري: “أما على صعيد العلاقة مع روسيا فإن تركيا لن تخرب علاقتها بروسيا”.
أما بالنسبة للأوضاع في إدلب, رأى قيراطة أن قوات الأسد المدعومة بميليشيات إيران وروسيا لن تتوقف عملياتها العسكرية في ريف إدلب عند خان شيخون.
ولفت قيراطة إلى أن قوات الأسد وروسيا وإيران تهدف للسيطرة على الطريقين الدوليين لن يتوقف ثلاثي النظام وروسيا وإيران إلا بعد السيطرة على الطريقين الدوليين إم4 وإم5 وهما: الطريق إم4 من حلب إلى اللاذقية وإم5 من حلب إلى حماة.
وأوضح قيراطة أن كل ما يحدث على الأرض من عمليات وإعلان انسحابات وغيرها من التحركات العسكرية مجرد خطوات تكتيكية للقوات.
وأردف قيراطة قائلاً: “كل ما نراه حالياً من انسحابات وتحركات لهذه القوات لا يتعدى كونه خطوات تكتيكية”.
موسكو تريد “البلطجة”
من جانبه قال مصطفى سيجري القيادي في الجيش السوري الحر، اليوم الجمعة، إن “المفاوضات الروسية التركية مازالت متعثرة، فالاحتلال الروسي يرفض المبادرات التركية ويصر على تغليب لغة البلطجة، وبأفعاله هذه فقد نسف اتفاق سوتشي بشكل كامل”.
وأضاف سيجري أن “تركيا تسعى لاحتواء الأزمة، إلا أنه من الواضح أن جميع مساعيها السابقة قد فشلت، ونعتقد بأن اللقاء هو محاولة لاستنفاذ جميع الخيارات السلمية بعيدا عن التصعيد العسكري من الجانب التركي”.
إقرأ أيضاً: بعد محاصرة قوات الأسد لنقطة المراقبة التركية في مورك.. تركيا في حرج وأمامها هذه الخيارات الصعبة!
ويأتي هذا التصريح في وقت شهدت فيه مناطق ريفي حماة وإدلب تطورات متسارعة تمثلت بسيطرة قوات الأسد على الهبيط وخان شيخون, الأمر الذي جعل نقطة المراقبة التاسعة في مورك محاصرة بقوات الأسد.
وصباح اليوم الجمعة, أعلنت قوات الأسد دخولها مدن وقرى اللطامنة وكفر زيتا ومورك ولطمين ومعركبة واللحايا بريف حماة الشمالي دون قتال بعد سنوات على استعصائها ورغم وجود نقطة المراقبة التركية التي باتت محاصرة بقوات الأسد والميليشيات المساندة لها.
وقالت وكالة أنباء النظام سانا بحسب ما رصد موقع الوسيلة الجمعة 23 آب إن وحدات جيش الأسد وبعد بسط سيطرتها على مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي وتمشيط المدينة واصلت عملياتها القتالية جنوبا باتجاه مناطق انتشار التنظيمات الإرهابية بريف حماة الشمالي وبسطت سيطرتها على بلدات اللطامنة وكفر زيتا ولطمين ومورك ومعركبة واللحايا بعد اشتباكات مع إرهابيي تنظيم “جبهة النصرة.
وبث عناصر قوات الأسد وميليشياتها تسجيلات مصورة من داخل مدينتي مورك وكفرزيتا وهم يتباهون بدخولهم المدينة بعد خلوها من المقاتلين أو السكان إلا من النقطة التركية التي بقيت محاصرة بينما راح عناصر الأسد يلتقطون السيلفي والنقطة التركية من خلفهم.
وبحسب تسجيل مصور نشره أحد عناصر الأسد, يظهر جنود النظام السوري وهم على آليات في طريقها إلى مدينة مورك وخلفها عناصر الميليشيات المساندة لقوات الأسد وهم يحملون علم النظام ويهتفون لروسيا.
كما انتشر تسجيل مصور من قبل جنود أتراك من النقطة التركية في مورك يرصدون خلاله لحظة دخول قوات الأسد والميليشيات الموالية لها مدينة مورك دون أن يحركون ساكناً.
من جانبه, نفى قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو محاصرة قوات بلاده في شمال سوريا.
وقال أوغلو خلال مؤتمر صحفي من لبنان بحسب ما رصد موقع الوسيلة: ليس لدينا قوات محاصرة في إدلب ولكن توجد اشتباكات بين قوات النظام السوري والفصائل
وشدد جاويش أوغلو على ضرورة أن يتعاون المجتمع الدولي لتحقيق احتياجات اللاجئين السوريين وطمأنتهم وتحقيق الأمن ودعم البنى التحتية من كهرباء وماء حتى يستطيعوا العودة.
كما دعا الوزير التركي لمؤتمر يجمع دول الجوار السوري من أجل بحث مسألة إعادة اللاجئين لديهم.
وتعد تركيا وروسيا من الدول الضامنة لمسار أستانة، حيث قام الجيش التركي بإنشاء 12 نقطة مراقبة عسكرية وفق المفاوضات في إدلب وريف حماة وريف حلب تحت مسمى منطقة خفض التصعيد.
وفي أيلول 2018، أعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين التوصل لاتفاق يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح بين مناطق سيطرة الفصائل ومناطق سيطرة النظام في إدلب بعمق 20 كم.