إقتصاد

المكدوس.. مونة رئيسية على مائدة السوريين وتكاليف باهظة تكوي جيوبهم

الوسيلة – خاص:

اعتادت جميع العائلات السورية على طقوس مونة المكدوس التي دأبت على عملها في هذه الأوقات من كل عام مهما بلغت تكاليفها المادية.

وتتشابه طريقة تحضير مونة المكدوس لدى جميع العائلات السورية لكنها باتت تختلف في بعض المكونات مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتضاعفها على مدار السنوات الماضية.

كما تباينت تكاليف تحضير مادة المكدوس لهذا العام بحسب المواد الداخلة في تركيبته, حيث تراوحت تكلفة الكيلو الواحد ما بين 600 إلى 900 ليرة سورية.

وبحسب ما رصد موقع الوسيلة على صحيفة “تشرين” الحكومية, فقد سجل سعر كيلو الباذنجان المخصص للمكدوس في الأسواق بشكل وسطي بين 100-150 ليرة, مع تباين في النوعية ومصدر إنتاجه الزراعي.

ولاستكمال عمل مونة المكدوس, لابد من توفر الفليفلة الحمراء حصراً, إذ سجلت ارتفاعاً ملحوظاً فوصلت إلى 300 ليرة للكيلو الواحد, بينما سعر الثوم تراوح بين 1000 – 1300 ليرة للكيلو.

وشغلت أسعار الجوز حيزاً من تفكير ومناقشات عدد كبير من العائلات نظراً لارتفاع أسعاره إ تراوح سعر كيلو الجوز بين 4000 – 6000 ليرة، بينما وصل سعر كيلو زيت الزيتون البلدي إلى 2000 ليرة.

ومع تلك الأسعار التي وصلت إلى مستويات جنونية, تعذر على كثير من العائلات السورية تأمين متطلبات تلك المونة التي لا يخلو منها بيت سوري إلا في ظل تلك الظروف المعيشية الصعبة التي مرت وتمر بها سوريا منذ العام 2011 فصاعداً.

ولجأت معظم عائلات المجتمع السوري إلى التقنين في مصروف الشهر الحالي وترشيد الانفاق في عمل تلك المونة الرئيسية مع تدني مستوى الدخل لدى عامة السوريين.

سيدة دمشقية, أكدت أن الوضع المعيشي يتطلب حسن تعامل في ظل ارتفاع الأسعار وتدني الرواتب والدخل, وقالت: أعمال المونة تحتاج إلى حسن تدبير من قبل سيدة المنزل.

وعن مونة المكدوس, أوضحت تلك السيدة الدمشقية أن اتبعت سياسة اقتصادية بالنسبة لمونة المكدوس هذا العام, مضيفة: أنها عملت على تقليص الكميات التي تقوم عادة بتحضيرها من “مونة المكدوس” التي كانت سابقاً تصل إلى 100 كيلو.

وبينت أنها قلصت الكمية هذا العام إلى 50 كيلو غراماً فقط وهي كمية لا تكفي، ولكن أن تكون المونة موجودة وإن بكميات أقل خير من عدم وجودها أبداً.

فيما أفادت سيدة أخرى باعتمادها طريقة تحايلية على الأمر بعض الشيء بغية توفير النفقات, على مبدأ “الجود من الموجود”.

وأشارت تلك السيدة إلى أنها استعاضت بزيت الصويا لحفظ المكدوس بدلاً من زيت الزيتون أو من خلال تقليل كمية الجوز المخصصة.

إقرأ أيضاً: الليرة السورية تنخفض وتقترب من أدنى مستوى لها على الإطلاق

وهكذا تعيش السيدات السوريات في هذه الأيام من كل عام هاجس المونة الشتوية والسعي لتأمينها في ظل ارتفاع أسعار جميع المواد وصعوبة تأمين ثمنها بالنسبة لكثير من العائلات التي تحرص على تواجد أنواع من المونة اعتادت وجودها كل شتاء وأبرزها الملوخية التي سجلت 1500 ليرة سعر الكيلو المقطوف منها والبامياء والثوم وغيره من المواد الغذائية التي لا تتوافر في فصل الشتاء.

ويعاني السوريون تحت ظل نظام الأسد من تبعات تجيير معظم الموارد العامة لصالح تمويل آلة الحرب والقتل، وهو ما جعل نحو 77% من الموجودين داخل سوريا قابعين تحت تصنيف غير الآمنين غذائيا، أو محسوبين على أصحاب التغذية الهشة، حسب تصريحات أدلى بها مدير مكتب الإحصاء التابع للنظام السوري العام الماضي.

وتقارب تكاليف المعيشة نحو 277 ألف ليرة شهرياً، مرتفعة عما كانت عليه قبل الربع الثاني من العام 2018، نتيجة ارتفاع أسعار الغذاء بالدرجة الأولى، وفقاً لتقارير غير رسمية، وهذا الرقم يشمل حاجات أساسية فقط هي الغذاء والمسكن والصحة، بالوقت الذي تتراوح فيه الرواتب وسطياً بين 35 – 70 ألف ليرة للقطاعين العام والخاص.

زر الذهاب إلى الأعلى