بعد أن توعد بكشف أسرار تسود لها الوجوه.. حزب العدالة والتنمية يفصل أحمد داوود أوغلو
أفاد مسؤول تركي لوكالة “رويترز” بأن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا يريد فصل رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو و3 نواب في البرلمان من الحزب.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول تركي بحسب ما رصدت الوسيلة طلب عدم ذكر اسمه، إن اللجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية طالبت خلال اجتماع لها، اليوم الاثنين، بفصل كل من داوود أوغلو والنواب أيهان سفر أوستون وسلجوق أوزداغ وعبد الله باشجي.
ومن المتوقع أن يصدر قرار نهائي بهذا الصدد من اللجنة التأديبية للحزب خلال الأيام القريبة القادمة.
من جتها ذكرت صحيفة “حرييت” “Hürriyet” بحسب ما رصدت الوسيلة، أن اللجنة المركزية للحزب العدالة والتنمية أحالت، رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو والنواب السابقين في الحزب آيهان سيفر أوستن، وسلوكوك أوزداي، وعبدالله باسجي، إلى اللجنة التأديبية، مع توصية بفصلهم من الحزب، وفقًا لما ذكره الإعلام التركي.
وتظهر الخطوة هوة وحجم الخلافات التي باتت بارزة للعلن، بين مجموعة من القيادات السابقة بحزب العدالة، وبين الرئيس رجب طيب أردوغان.
ويأتي ذلك على خلفية تقارير حول نية عدد من الأعضاء في الحزب الانشقاق عنه وتأسيس حزب منافس عقب خسارة “العدالة والتنمية” لانتخابات البلدية في إسطنبول في يونيو الماضي.
وكان قد لوّح رئيس وزراء تركيا الأسبق أحمد داوود أوغلو بكشف أسرار قال إنها ستخجل الكثيرين، وذلك بعد اتهامات وجهها له الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال رئيس الوزراء التركي الأسبق: “إذا فتحت دفاتر مكافحة الإرهـ.اب، سيخجل الكثيرون من النظر في وجه الناس”.
وأضاف داود أوغلو، الذي استقال من رئاسة حزب العدالة والتنمية، بعد مرور 6 أشهر فقط من انتخابات الإعادة: “في المستقبل سيذكر التاريخ أن الفترة بين 7 يونيو/ حزيران 2015 و1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 أخطر وأصعب الفترات السياسية في تاريخ تركيا”.
وأشار أوغلو إلى أن الأحداث التي وقعت في 6-8 أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه، كانت سببًا في انهيار محادثات السلام مع الأكراد، قائلًا: “هذه الأحداث كانت وسيلة لنا لنتمكن من رؤية كيف تم القضاء على مفاوضات السلام مع الأكراد”.
وانتقد رئيس الوزراء السابق عدم وضع صوره أو اسمه ضمن مقاطع الفيديو الخاصة بذكرى تأسيس الحزب، في احتفالية الذكرى السنوية الثامنة عشر لتأسيس حزب العدالة والتنمية، قائلًا: “إذا بدأت أي حركة مسح تاريخها، فإن هذا يعني أنها تصفي نفسها بنفسها”.
وعلّق داود أوغلو على اتهامات أردوغان له بالخيانة، قائلًا: “الجميع يعرف أنني لا أبحث عن مناصب، يمكنهم رد الانتقادات بانتقادات أخرى، ولكنهم اتهموني بالخيانة”.
وأردف قائلاً: “لا يمكن لأحد أن يتهم شخصاً تولى منصباً باختيار الشعب وأصبح رئيسًا للوزراء بأنه خائن، إذا قالوا عني إنني خائن، فليقولوا لي متى كنت خائنًا؟ أنا أتحداهم؛ أنا لم أتخذ خطوة واحدة مخالفة لقضية هذه الأمة”.
وفي الختام كشف داود أوغلو أنه يسعى لتأسيس: “نظام سياسي جديد لا يتهم فيه أحد بالخيانة والإرهاب جزافاً”، مؤكداً أنه من: “الضروري أن يكون هناك في البلاد نظاماً قادراً على محاسبة المسؤولين”.
ووجه داوود أوغلو خلال الفترة الماضية انتقادات شديدة لسياسات الحكومة التركية، و بدأ تحركاته لتأسيس حزب جديد مع كوادر منشقة من الحزب بعد أن قدّم استقالته من حزب العدالة والتنمية.
إقرأ أيضاً: حزب جديد يلوح بالأفق في تركيا.. وداوود أوغلو يدعوا متابعيه إلى التغير واتخاذ موقف جديد
ويعتبر داوود أوغلو من أبرز أعضاء حزب العدالة والتنمية، ومثل حليفاً قوياً لأردوغان، حيث تعهد في خطابه بمناسبة الاستقالة بالحفاظ “حتى آخر نفس” على علاقات وثيقة مع الرئيس التركي.
ولد داوود أوغلو في 26 شباط 1959، وعقب انتخابات 2002 عيّن كبير مستشاري رئيس الوزراء آنذاك والرئيس الحالي أردوغان, إلى أن تولى منصب وزير الخارجية في الحكومة 2009، واستلم منصب رئيس الوزراء في 2014.
واختير داود أوغلو وزيرًا للخارجية التركية في أيار سنة 2009 فاستمر فيها حتى استلامه رئاسة الحكومة التركية في 28 آب من 2014.
وداوود أوغلو متزوج ولديه أربعة أبناء، وله العديد من الكتب والمقالات في السياسة الخارجية، واختارته مجلة “فورين بوليسي” في العام 2010 ضمن أهم 100 مفكر في العالم.