توتر لبناني- تركي.. وبيروت تستدعي سفير أنقرة!
استدعت وزارة الخارجية اللبنانية، اليوم الثلاثاء، السفير التركي في بيروت “هاكان تشاكل”، على خلفية البيان الذي أصدرته الخارجية التركية ردا على رئيس الجمهورية ميشال عون.
الخارجية اللبنانية وفي بيانٍ لها، أوضحت أن مدير الشؤون السياسية والقنصلية السفير “غادي الخوري” في وزارة الخارجية والمغتربين بناءا على توجيهات من وزير الخارجية “جبران باسيل”، استدعى السفير التركي في لبنان على خلفية البيان الصادر عن الخارجية التركية والذي تضمن تعابير ولغة لا تتطابق مع الاصول الديبلوماسية والعلاقات الودية التاريخية بين الدولتين والشعبين اللبناني والتركي، على حد وصف البيان.
كما بينت الخارجية اللبنانية، أن “الخوري” طلب من السفير التركي توضيحاً حول البيان وتصحيحاً واضحاً لما وصفه بالخطأ من الجانب التركي، لتجنب سوء التفاهم والحفاظ على العلاقات الثنائية المميزة بين البلدين ومنعا للإضرار بها، وفقاً لما ذكره بيان الخارجية اللبنانية.
رد صاعق من تركيا
وكانت قد أصدرت وزارة الخارجية التركية بيانًا ردّت فيه على تصريحات الرئيس اللبناني ميشال عون، التي أساء فيها بشكل سافر للدولة العثمانية.
وقالت الخارجية التركية إن عون أدلى بتصريح بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس لبنان، تضمن إشارات كيدية ومغرضة تتعلق بالعهد العثماني واتهامات بممارسة الإمبراطورية العثمانية إرهاب دولة في لبنان، “وهو ما ندينه بأشد العبارات ونرفضه برمته”.
وأضافت: “إن هذا التصريح الصادر عن الرئيس عون بعد مرور أسبوع على الزيارة التي أجراها السيد مولود تشاووش أوغلو وزير الخارجية للبنان، لا ينسجم مع العلاقات الودية القائمة بين البلدين، وهو تصريح مؤسف للغاية وغير مسؤول”.
وتابعت: “تفتخر الجمهورية التركية وتعتز بكونها وريثة الإمبراطورية العثمانية. ولا يوجد “إرهاب دولة” في تاريخ الإمبراطورية العثمانية. وعلى عكس ما تم الزعم به، فقد كان العهد العثماني عهد استقرار في الشرق الأوسط دام طويلاً”.
وأكّدت أنه “في هذا العهد ساد العيش المشترك بين المجتمعات المختلفة دينياً ولغوياً في أجواء ملؤها التسامح. وعقب الحرب العالمية الأولى انقسمت هذه المنطقة إلى مناطق نفوذ استناداً إلى سايكس بيكو، ولم تنعم بالسلام مرة أخرى”.
واستطردت: “كما أن بذور المشاكل التي ينجم عنها الفوضى في أيامنا هذه زُرعت في تلك الفترة”.
وشدّدت على أن “قيام الرئيس عون بتحريف التاريخ من خلال الهذيان، وتجاهله كافة الأحداث التي وقعت في عهد الاستعمار الذي يعتبر مصدراً لكافة المصائب التي نراها اليوم، ومحاولته تحميل مسؤولية هذه الأمور للإدارة العثمانية، ما هو إلا تجل مأساوي لحب الخضوع للاستعمار”.
وبيّنت أن “هذه المقاربة التي تفتقر إلى الوعي لا ولن تلقى ما يقابلها في المفهوم الموضوعي للتاريخ ولا في ضمائر شعوب المنطقة”.
إقرأ أيضاً: تركيا ترحل آلاف السوريين إلى الداخل السوري.. ومعبر باب الهوى يكشف عدد المرحلين!
وكانت الأزمة الدبلوماسية بين بيروت وأنقرة اشتعلت على اثر تصريحات الرئيس اللبناني “ميشال عون” استخدم خلالها عبارة “التحرر من النير العثماني”، متهماً الدولة العثمانية بمقابلة كل محاولات التحرر بداية القرن الماضي بالعنف والقتل وإذكاء الفتن الطائفية.
تصريحات “عون” شملت أيضا عبارات أخرى مثل “إرهاب الدولة الذي مارسه العثمانيون على اللبنانيين خصوصا خلال الحرب العالمية الأولى، أودى بمئات الآلاف من الضحايا ما بين المجاعة والتجنيد والسخرة”.