لن نتخلى عن إدلب.. تفاصيل لقاء مسؤولين أتراك مع سوريين على الحدود التركية السورية
الوسيلة – خاص:
عقد وفد تركي لقاء مع نشطاء وإعلاميين سوريين من الشمال السوري، وذلك في مدينة الريحانية جنوب تركيا, جرى خلاله بحث ومناقشة مستقبل محافظة إدلب والتطورات المتعلقة بها على ضوء الحملة العسكرية من قبل قوات الأسد المدعومة من روسيا وإيران.
وأفاد مراسل موقع الوسيلة في الشمال السوري اليوم الخميس 5 أيلول إن مسؤولين رفيعي المستوى عقدوا جاتماعاً مع عدد من الناشطين والإعلاميين والأكاديميين في المجتمع المدني خصص لبحث مستقبل مدينة ادلب، بعد الحملة العسكرية التي شنتها مؤخراً قوات الأسد وروسيا على مدن وبلدات المنطقة.
وأضاف مراسلنا أن المسؤولين الأتراك أكدوا أن قيادتهم لن تتنازل أو ترضخ لمحاولات فتح طريق M4 و M5 بالقوة وفرض سياسة الأمر الواقع.
ووفق المراسل, فإن الجيش التركي لن يغادر محافظة ادلب، إلا في حال التوصل إلى حل سياسي يحفظ حقوق الشعب السوري.
كما نفى المسؤولون الأتراك وجود أيّ اتفاقية بين أنقرة وموسكو للانسحاب من مناطق محددة في ادلب، وتسليمها لروسيا, وفق مراسلنا, الذي أكد عدم صحة الأنباء المتداولة عن صفقة تركية روسية في المنطقة.
وبحسب المراسل, فقد جدد المسؤولون الأتراك مواصلة دعم فصائل المعارضة في مواجهة نظام الأسد الذي يسعى لقضم المزيد من المساحات من منطقة خفض التصعيد.
وتداولت صفحات ومواقع إعلام محلية مؤخراً أنباء عن انسحاب قوات النظام من مدينة خان شيخون وريف حماة الشمالي، ودخول دوريات روسية إلى المنطقة بموجب اتفاق تركي روسي.
وأشار مراسل الوسيلة إلى أن المسؤولين الأتراك يعولون على القمة الثلاثية بين الرؤساء التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي، فلاديمير بوتين، والإيراني، حسن روحاني، التي ستعقد في أنقرة الأسبوع المقبل.
واعتبر المسؤولون الأتراك والمهتمون بالشأن السوري أن تلك القمة ستكون ذات أهمية بالنسبة للسوريين.
والجمعة الماضي, خرج آلاف السوريين الغاضبين من مناطق وبلدات ريف إدلب إلى الشريط الحدودي مع تركيا محتجين على هجمات قوات الأسد وروسيا على المدنيين ومطالبين تركيا بموقف صارم تجاه تلك الهجمات باعتبارها أحد ضامني اتفاق أستانة وسوتشي.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده قد تضطر لفتح أبوابها أمام اللاجئين نحو أوروبا.
جاء ذلك في كلمة له خلال الاجتماع الموسع لرؤساء أفرع حزب “العدالة والتنمية” بالولايات، في مقر الحزب بالعاصمة أنقرة، اليوم الخميس
وقال أردوغان: “لم نحصل من المجتمع الدولي وخاصةً من الاتحاد الأوروبي على الدعم اللازم لتقاسم هذا العبء، وقد نضطر لفتح الأبواب (الحدود) في حال استمرار ذلك”.
وتساءل أردوغان ” هل نحن فقط من سيتحمل عبء اللاجئين؟”.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن وقف إطلاق نار من طرف واحد بدأ سريانه فجر السبت 31 من آب الماضي، داعية الفصائل المعارضة للانضمام إلى الاتفاق.
ورغم أن نظام الأسد وافق على وقف إطلاق النار محتفظاً بما أسماه حق الرد في حال خرق وقف إطلاق النار من قبل المعارضين, إلا أن قوات الأسد والميليشيات الداعمة لها واصلت خرقها التهدئة المزعومة منذ ساعاتها الأولى عبر قصف مدن وبلدات ريف إدلب بالمدفعية وراجمات الصواريخ, مع غياب الطيران الحربي.
كما أن الفصائل المعارضة التزمت بوقف إطلاق النار المعلن في إدلب رغم نفي الجبهة الوطنية للتحرير بعلمها بالتهدئة المذكورة.
إقرأ أيضاً: أردوغان: مليون لاجئ سوري إلى المنطقة الآمنة!
وتأتي هذه التطورات بعد سيطرة قوات الأسد والميليشيات الإيرانية المساندة لها بدعم روسي بري وجوي على مدن وبلدات ريف حماة الشمالي معقل فصيل جيش العزة وحاضنته الشعبية بعد عشرات محاولات التقدم في المنطقة والتي استمرت لأكثر من أربعة أشهر.
كما جاء وقف إطلاق النار بعد تقدم قوات الأسد في ريف إدلب الجنوبي وتمكنها من دخول مدينة خان شيخون والتمانعة بعد محاصرتهما من عدة جهات ما أجبر فصائل المعارضة على الانسحاب تحت وقع القصف الشديد وخوفاً من بقائهم محاصرين.
ومنذ السادس والعشرين من نيسان الماضي, صعدت قوات الأسد والميليشيات الداعمة لها عملياتها العسكرية البرية والجوية بدعم روسي غير محدود استهدف البشر والحجر وأدى لمقتل مئات الآلاف ونزوح قرابة مليون مدني من مناطق بريفي حماة وإدلب.