اليونان تستعد لاستيعاب أكبر موجة من اللاجئين السوريين القادمين من تركيا
بدأت السلطات اليونانية باتخاذ الإجراءات اللازمة استعداداً لاستيعاب أكبر موجة من اللاجئين السوريين القادمين من تركيا.
وأزال الجيش اليوناني الثكنات العسكرية المهجورة في جميع أنحاء البلاد؛ لإيواء أكبر تدفق لطالبي اللجوء القادمين من تركيا منذ ذروة أزمة اللاجئين السوريين قبل أربعة أعوام.
وقال مسؤول كبير بوزارة الهجرة اليونانية لصحيفة التايمز ترجمه مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ورصدته الوسيلة: “لا توجد تفسيرات فورية ومتماسكة لارتفاعات الهجرة التي نوثقها حاليًا، نحن لا نعتقد أن إدلب هي من تصدر هؤلاء المهاجرين”.
وزعم المسؤولون وخبراء الهجرة في أثينا أن تركيا يمكن أن تستخدم هجماتها غطاء لحملة على أكثر من 20،000 مهاجر غير مسجل في اسطنبول.
وقال المرصد: “يتوقع المسؤولون اليونانيون المزيد من المهاجرين القادمين إلى اليونان؛ لأن تركيا قد حددت للاجئين غير الشرعيين في اسطنبول موعدا حتى 30 أكتوبر لمغادرتها، أو موعدا نهائيا حتى 3 آب ليعودوا إلى المدينة التركية التي تم تسجيلهم فيها لأول مرة”.
وأردف المسؤول: “لا نرى أي دليل على ذلك، بدلاً من ذلك، نشهد ارتباطات مباشرة مع الحملة في إسطنبول”.
ونقل المرصد عن عمال الإغاثة التابعون للأمم المتحدة قولهم: “رغم إغلاق الطرق البرية إلى حد كبير، فإن الحملة في تركيا شجعت اللاجئين، ومعظمهم من أفغانستان، على عبور البحر المحفوف بالمخاطر إلى ليسبوس، الجزيرة اليونانية التي تعد أول ميناء للاتصال مع أوروبا”.
وقالت آسترد كاستيلين العاملة ضمن وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في ليسبوس: “لا أحد ممن تكلمنا معه أو وثقناه لاجئا هو سوري من إدلب”.
وأضافت: “أغلبهم هم مواطنون أفغانيون، هاربون من إسطنبول؛ بسبب خوفهم من الترحيل، واللوائح الصارمة التي تتبعها الشرطة التركية”.
وبحسب التقرير أمر وزير الدفاع اليوناني، نيكوس باناجيوتوبولوس: “بإخلاء 15 ثكنة عسكرية مهجورة في الأرض اليونانية لاستيعاب آلاف اللاجئين الجدد”.
وأضاف المرصد: “قامت السلطات بنقل 1500 لاجئ من ليسبوس إلى شمال شرق اليونان، لتخفيف الظروف في موريا، وهي مخيم مزدحم ومليء في الجزيرة يضم أكثر من 10000 مهاجر محتشدين حول مرافق بنيت لحوالي 2000 شخص”.
وجعل تدفق اللاجئين هذا الحكومة اليونانية تحت ضغط الاستجابة، وعقد اجتماعات طارئة، وطلب سلسلة من التدابير الملحة لتشديد السيطرة على الحدود، وتسريع إجراءات اللجوء، وإفساح المجال أمام مخيمات اللاجئين الجديدة.
ويشعر المسؤولون وعمال الإغاثة بالقلق من أن تدفقًا آخر للمهاجرين قد يتجاوز قريبًا قدرة استيعاب الحكومة اليونانية البالغ 100000 طالب لجوء، مما يخلق المزيد من المشكلات الإنسانية لأفقر أعضاء الاتحاد الأوروبي.
وقال المرصد: “منذ بدء عملية الترحيل في الشهر الماضي، زاد عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى اليونان أكثر من ثلاثة أضعاف، من 588 في الأسبوع خلال منتصف تموز إلى 1929 في الأسبوع الأخير من آب، في يوم واحد من الأسبوع الماضي، قاد 657 مهاجراً مسافة 10 كم عبر بحر إيجة إلى ليسبوس في أسطول من القوارب المطاطية”.
وتستضيف اليونان 90000 مهاجر ضمن أكثر من 50 مخيماً، ومراكز إقامة منتشرة عبر الحدود الرئيسية والحدود الشمالية وخمس جزر في بحر إيجة الشرقي.