لاجئة سورية تتحدى تقاليد المجتمع وتدخل عالم الرقص الشرقي بدعم والدتها (فيديو)
الوسيلة – متابعات:
لورا مقران (22 عاما) إحدى ملايين السوريات التي أجبرتها حرب نظام الأسد على الشعب السوري للنزوح من مخيم اليرموك إلى تركيا.
واستطاعت مقران وعبر هوايتها وشغفها بالرقص الشرقي النجاة من الحرب الدائرة في سوريا رغم أن هذا الفن كان الحلم الذي يلازمها منذ طفولتها المبكرة، ولا توجد مدارس له في سوريا.
إلا أن تلك الراقصة السورية الشابة، ذات الأصل الجزائري، اجتهدت منذ كانت في العاشرة من عمرها لتحسين مهاراتها فيه من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو على الإنترنت والانضمام إلى دورات في رقص الزومبا.
وبرحلة مليئة بالمتاعب وبعد القصف على المخيم انتقلت الأسرة إلى الجزائر عبر تركيا وأمام المصاعب الإدارية تقطعت السبل بالأسرة في تركيا.
وخلال إقامتها في تركيا، خطت لورا أولى دروبها لاحتراف الرقص حيث التحقت بدورة تدريبية نظمتها الراقصة التركية ديدم كينالي. وأنفقت الفتاة كل ما كان بحوزتها من مال.
ونقلت وكالة رويترز بحسب ما رصد موقع الوسيلة عن لورا قولها: ”طلعنا ع تركيا (من سوريا) هدا المبلغ يا اللي معنا، إما بنسافر فيه ع الجزائر أو بينصرف بين تركيا أو الرجعة ع سوريا”.
وأضافت لورا: “دريت (عَلِمتُ) بتركيا إنه فيه دورة عاملتها مدربتي ديدم كينالي هي يا اللي أنا أتابعها، ولما كنت أتابعها ما كان هي شخص مشهور حتى. فطار عقلي (غمرتني السعادة) إنه ممكن الله عمل كل هذه الصدفة إني لأوصل إلي هنا. قلت للماما لو شو ما بدها تكلفنا بدي أعملها (الدورة). فكان بينعمل اختبار تكلفته مليحة 500 دولار، إما بتنقبلي أو أو إما لا وأنتي بدورة لازم تكوني مهيأة لأن هي (المدربة التركية) فوراً بتفوت بالتفاصيل، يعني هي ما بتقدر تهيئ من الصفر لأن هاي الدورة كانت مكثفة لفترة محدودة. المهم عملتها وكانت كتير ممتعة بالنسبة لي”.
وما كان أمام الأسرة بعد نفاد المال وعدم القدرة على الانتقال إلى الجزائر إلا العودة إلى بلدها الذي مزقته الحرب.
ونتيجة للظروف التي مرت بها العائلة, مع تقاعد والدتها وانفصال والديها كان لزاما على لورا أن تعمل في أعمال لم تكن تحبها، بما فيها بيع الملابس.
وتشرح لورا ظروفها قائلة: ”الوضع كتير كان سيء والمصاري يا اللي مدخرينها رجعنا وما كان معنا منها شيء. قلت لماما أنا بدي أشتغل، قالت لي شو بدك تشتغلي، قلت لها أي شيء. فكان الاقتراح الأول أني أبيع ثياب”.
وعن شعورها إزاء ذلك, أوضحت: ”عم أحس فيه شيء ناقصني، أنا مو هون يعني مو هاد يا اللي بدي إياه أصلاً”.
وتشير إلى بوادر أمل بات في الأفق بعد إعلان عن وظيفة شاهدته مصادفة على موقع فيسبوك, فتقول: ”صدفة قاعدة بالصالون عم أتصفح الفيسبوك فقرأت بجروب إنه نادي بركن الدين بده مدربة زومبا ورقص”.
وبعد ذلك, بدأت في تقديم دروس في الرقص الشرقي ورقص زومبا في ناد رياضي خاص بدمشق حيث تعمل بجد لتحدي المفاهيم الخاطئة عن الصورة الشعبية الشائعة لفن الرقص الشرقي.
وانتشر صيت دورة التدريب التي تقدمها في النادي ما جعل كثيرات من المشاركات يخجلن من إخبار أُسرهن بأنهن يتعلمن الرقص الشرقي.
وأكدت لورا أنه لا يمكنها حاليا ارتداء ملابس الرقص الشرقي, مضيفة: ”هلق أنا فرضت ع مجتمعي فكرة إنه الرقص الشرقي ما شرط يكون بالملاهي الليلية أو بالمناطق الغير لائقة. الرقص الشرقي فن، يعني هو بيكون بين النوادي (الصالات الرياضية) بيكون ضمن إطار التدريب، يعني يكون تحت كذا مسمى ما إنه حكر ع مكان ما. لهيك لأوصل فكرتي لقلوب الناس كلها، محرومة إني أطلع بلباس الرقص الشرقي هلق (حاليا) إجباري”.
إقرأ أيضاً: بشار الأسد يوجه صفعة جديدة لـ رامي مخلوف
وتقول والدتها عهد الأصيل عن الضغط المجتمعي المقاوم لفكرة تغيير الصورة السائدة عن الرقص الشرقي: ”أزعجني إنه كيف الأم جايبة بنتها عم تعلمها الرقص وعم ترقص مع الشاب والأم عم تتفرج يعني. أسمع الوشوشة (همسات الناس) بأذني، أحيانا يلطشوها (يُسمعونها كلاما) للورا إنه شو ها الأم يا اللي لك؟ يعني كيف رضيانة ولازم ما تخليكي تتعلمي يعني خاصة الشرقي بالذات يعني كان كله ضدها”.
أما وفق ريما وهي إحدى المتدربات فإن الرقص الشرقي في سوريا، يزداد انتشاره بشكل ملحوظ, وتتابع: ”الرقص بيعطي طاقة إيجابية للمرأة، بيعطيها أنوثة وبزيدها دلع، خصوصي السورية لهجتها حلوة، كيف إذا كانت دلوعة بحركاتها. كمان بيخفف الوزن، نحنا الأوزان الثقيلة وبيعطي ثقة بالنفس، والطاقة الإيجابية”.
يذكر أن لورا تستخدم عملها في التدريب بالنادي كمنصة لتحدي الوصمة التي ترتبط بالرقص الشرقي في سوريا والعالم العربي.