أول بلد أوروبي يستعد لإعادة علاقاته مع بشار الأسد!
تعد هنغاريا خططاً لرفع مستوى علاقاتها الديبلوماسية مع النظام السوري، وفق ما ذكرت صحيفة “الفايننشال تايمز” البريطانية التي حذرت من أنّ هذه الخطوة ستثير غضب دول أعضاء نافذة في الاتحاد الأوروبي.
وقال ديبلوماسيون في بروكسيل وبيروت بحسب ما ترجم موقع لبنان 24 ورصدت الوسيلة إنّ بودابست تعمل منذ أشهر لإعادة إرسال قائم بالأعمال إلى سوريا، ما من شأنه أن يمهّد لإعادة فتح سفارتها في دمشق.
واعتبرت الصحيفة أنه إذا تُرجمت هذه الخطوة عملياً، فستكون هنغاريا الدولة الأولى العضو في الاتحاد الأوروبي التي تتجه إلى إعادة فتح سفارتها في سوريا.
كما اعتبر ديبلوماسي أوروبي في هذا الخصوص أن الخطوة الهنغارية المقترحة “مزعجة جداً”؛ علماً أنّ رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان سعى إلى تنصيب نفسه مدافعاً عن المسيحية، والتقى مسؤولين بارزين من مختلف المذاهب المسيحية السورية.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ دولاً أعضاء نافذة في الاتحاد الأوروبي التزمت رسمياً بموقفها القديم الرافض لتمويل عملية إعادة الإعمار واستئناف العلاقات الديبلوماسية من دون الاتفاق على عملية الانتقال السياسي.
وبحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤول من أحد البلدان الأوروبية التي سعت إلى الالتزام بموقف متشدد قوله: “لا نعتقد أنّ المناخ مناسب”.
توازياً، يبرر ديبلوماسيون أوروبيون للصحيفة إصرار هنغاريا على عزمها اتخاذ هذه الخطوة مؤكدين أن الدافع وراء نيتها تعزيز وجودها في سوريا يندرج في إطار جهودها الإغاثية، على الرغم من أنّ بودابست تعد مساهمة صغيرة في هذا المجال.
من جانبه, رأى المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، إميل حكيّم أن خطوة هنغاريا المحتملة “حركة خطيرة مبنية على أسس إيديولوجية”.
ورجح حكيّم أنّ تزيد هذه الخطوة تآكل الاتحاد الأوروبي “وهذا يعود إلى حدّ كبير إلى أنّ (ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة) كفّت عن اعتبار (سوريا) أولوية”.
كما أن الديبلوماسيين الأوروبيين يقومون برحلات “هادئة” إلى دمشق، إلاّ أنّ عدداً قليلاً منهم يحظى بتمثيل ديبلوماسي في سوريا، ناهيك عن أنّهم ملتزمون بعدم التواصل مع مسؤولين سوريين كبار وفق الصحيفة.
وأكدت الصحيفة البريطانية وجود إشارات توحي بأنّ بودابست تتقرب من نظام دمشق منذ أشهر, على الرغم من أنّ المسؤولين الهنغاريين لم يؤكدوا خطط بودابست.
إقرأ أيضاً: أمريكا تفرض عقوبات على شركات صرافة سوريّة في تركيا
والعام الفائت, زار منسق أعمال السفارة الهنغارية في سوريا، جانوس بوداي، دمشق بحسب ما أوضحت الصحيفة, كما أنه ألقى كلمة في فعالية نظمتها إحدى المؤسسات البحثية تحت عنوان: “بحثاً عن دور للاتحاد الأوروبي في مستقبل سوريا”.
ووفق الصحيفة فإنّ دمشق تتقرّب من سياسيين ينتمون إلى أحزاب أوروبية يمينية، مشيرةً إلى أنّ حزب “جوبيك” الهنغاري اليميني ضغط من أجل إعادة العلاقات مع سوريا.
يشار إلى أن جمهورية التشيك هي البلد الوحيد العضو في الاتحاد الأوروبي الذي بقي سفيره يمارس مهامه في سوريا بعد اندلاع الاحتجاجات عام 2011.
بينما يتخذ سفير رومانيا في سوريا بيروت مقراً له، كما حّل قائم بالأعمال مكان السفير البلغاري إلى سوريا.