تنافس روسيا وتركيا على طريق حلب دمشق
الوسيلة – متابعات:
أكد النقيب ناجي مصطفى، المتحدث الرسمي باسم “الجبهة الوطنية للتحرير” أن قوات بشار الأسد وروسيا خرقت وقف إطـ.لاق النــار باستهدافها قرى وبلدات في ريفي حلب الغربي والشمالي.
وبحسب ما رصد موقع الوسيلة, قال مصطفى لـ “العربية.نت” إن “قوات الأسد تقصف هذه المناطق بشكلٍ متكرر وتستهدف الجبهات وبعض القرى والبلدات المحيطة بها كعندان وكفر حمرة وخان العسل”.
روسياً تستغل هذه العملية للضغط على أنقرة
وتهدف قوات الأسد من خلال تلك العملية المدعومة روسياً وإيرانياً إلى انتزاع مناطق ريف حلب الغربي والّتي تقع معظمها على الطريق الّذي يربط حلب بإدلب من قبضة “هيئة تحرير الشام” (النصرة سابقاً)، بالإضافة لمناطق أخرى تقع على الطريق الّذي يربط مدينة إعزاز بحلب وتسيطر عليه المعارضة المسلّحة. وهو طريق دولي يربط أيضاً مدينة غازي عينتاب التركية بحلب.
كما تسعى موسكو “استغلال” محاولة قوات الأسد اقتحام هذه المناطق من خلال الضغط العسكري على أنقرة حول إعادة تموضع قواتها في بلدة مورك الواقعة بريف إدلب بعدما أنشأت فيها نقطة تفتيشٍ عسكرية يوم 25 آب/أغسطس الماضي عقب سيطرة قوات الأسد على بلدة خان شيخون الاستراتيجية.
وأشارت مصادر عسكرية من المعارضة إلى أن روسيا تهدف من خلال هذا الضغط العسكري إلى إبعاد مقاتلي المعارضة المسلحة من ريف إدلب الجنوبي بالكامل مقابل منع قوات الأسد من اقتحام مناطق ريف حلب الشمالي والغربي وفق مطلبٍ تركي.
موسكو تفاوض أنقرة
وأكدت المصادر في هذا الصدد أن “موسكو تفاوض أنقرة في الوقت الحالي على تسيير دورياتٍ مشتركة على الطريق الدولي الّذي يمرّ من بلدتي مورك وخان شيخون على غرار ما حصل سابقاً في تل رفعت، لذلك سمحت لقوات الأسد بالوصول لخطوط المواجهة مع النصرة والمعارضة في بعض بلدات ريف حلب”.
ومن المتوقع أن تعيد كل من موسكو وأنقرة فتح الطريق الدولي بين حلب ودمشق قبل نهاية العام الجاري اذا تكللت هذه المفاوضات بالنجاح, وفق المصادر العسكرية.
ويأتي ذلك, كون الطريق الدولي الّذي يربط حلب بالعاصمة دمشق يحظى بأهميةٍ كبيرة لدى مختلف أطراف النزاع وتسعى جميعها معاً لإعادة فتحه بعد توّقفٍ دام لسنوات.
الطريق الأسرع والأطول
واعتبر الأكاديمي والباحث في الشؤون الاقتصادية خورشيد عليكا أن “هذا الطريق السريع هو الأطوّل في البلاد ويبلغ طوله نحو 432 كيلومتراً ويعد طريقاً أساسياً للاستيراد والتصدير والّذي يربط أبرز مدن سوريا ببعضها البعض، من حلب العاصمة الاقتصادية شمالاً مروراً بحماة وحمص في الوسط ثم دمشق ودرعا جنوباً وصولاً إلى الحدود السورية ـ الأردنية. لهذه العوامل يكسب الطريق أهمية اقتصادية كبيرة”.
وعن إعادة فتح الطريق, أكد عليكا أن “إعادة فتح الطريق تعني أيضاً سيطرة قوات الأسد على 5 مدنٍ رئيسية في البلاد وهي حلب، حماة، حمص، دمشق، درعا، وبالتالي ربط الشمال السوري بجنوبه. كما أن هذا الطريق بعد فتحه سيساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية الداخلية بين جميع المحافظات السورية لاسيما وأن الثروات الصناعية والمناطق الخصبة والمدن الصناعية تتوزع على جانبي هذا الطريق”.
أهمية تجارية وامتداد من أوروبا وصولاً للخليج ومصر
ورأى عليكا أن “هذا الطريق الدولي والذي يربط أيضاً مدينة غازي عنتاب التركية بالعاصمة الأردنية، سيكون جاهزاً للتجارة الخارجية والترانزيت عبر سوريا. لذلك يكسب أهمية دولية على صعيد التجارة الخارجية، حيث يُعد امتداداً من أوروبا وصولاً لدول الخليج ومصر”.
وعن فائدة فتح الطريق, أوضح الباحث الاقتصادي أن “إعادة فتح الطريق ستقلص أيضاً المسافة الحالية بين دمشق وحلب نحو 175 كيلومتراً بعد الاستغناء عن طريق أثريا ـ خناصر الصحراوي .
وبالتالي , وفق الباحث الاقتصادي, ستزيد عمليات التبادل التجاري اليومي بمعدلات أكبر من معدلات الطرق الفرعية بين جميع المدن السورية وكذلك قد يساهم في عملية إعادة الإعمار والاستثمار لأن أمن الطرقات وحيويتها ضروريان للاستقرار السياسي والاقتصادي ولعبور البضائع والمواد الأولية اللازمة لإعادة الإعمار”.
وفي السياق, أضاف “كذلك حجم التعامل التجاري بين سوريا والأردن سيزيد بعد فتح هذا الطريق مجدداً لاسيما وأن المعبر الحدودي مع الأردن قد فُتح منتصف أكتوبر الماضي”.
وتابع الباحث: “كما أن الصادرات السورية وحركة الترانزيت سيكون بإمكانها الوصول لأسواق الخليج ومصر بكمياتٍ أكبر وتكلفة أقل من كلفة الشحن الجوي والبحري”.
وكانت مواقع وصفحات إعلامية قد تداولت أنباء عن حشود عسكرية قبل أيام لقوات الأسد مدعومة من روسيا وإيران في مسعى من قوات النظام السوري للسيطرة على ريف حلب الشمالي والغربي في عملية هي الأولى منذ سيطرتها على بلدة خان شيخون أواخر الشهر الماضي.
ورغم أن نظام الأسد وافق على وقف إطلاق النار محتفظاً بما أسماه حق الرد في حال خرق وقف إطلاق النار من قبل المعارضين, إلا أن قوات الأسد والميليشيات الداعمة لها واصلت خرقها التهدئة المزعومة منذ ساعاتها الأولى عبر قصف مدن وبلدات ريف إدلب بالمدفعية وراجمات الصواريخ, مع غياب الطيران الحربي.
كما أن الفصائل المعارضة التزمت بوقف إطلاق النار المعلن في إدلب رغم نفي الجبهة الوطنية للتحرير بعلمها بالتهدئة المذكورة.
إقرأ أيضاً: روسيا تُنقذ “بشار الأسد” من ضربة جوية إسرائيلية!
وتأتي هذه التطورات بعد سيطرة قوات الأسد والميليشيات الإيرانية المساندة لها بدعم روسي بري وجوي على مدن وبلدات ريف حماة الشمالي معقل فصيل جيش العزة وحاضنته الشعبية بعد عشرات محاولات التقدم في المنطقة والتي استمرت لأكثر من أربعة أشهر.
كما جاء وقف إطلاق النار بعد تقدم قوات الأسد في ريف إدلب الجنوبي وتمكنها من دخول مدينة خان شيخون والتمانعة بعد محاصرتهما من عدة جهات ما أجبر فصائل المعارضة على الانسحاب تحت وقع القصف الشديد وخوفاً من بقائهم محاصرين.
ومنذ السادس والعشرين من نيسان الماضي, صعدت قوات الأسد والميليشيات الداعمة لها عملياتها العسكرية البرية والجوية بدعم روسي غير محدود استهدف البشر والحجر وأدى لمقتل مئات الآلاف ونزوح قرابة مليون مدني من مناطق بريفي حماة وإدلب.