أحمد داوود أوغلو يستقيل من حزب العدالة والتنمية
أعلن رئيس الوزراء التركي السابق، أحمد داوود أوغلو، استقالته من حزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤكداً في ندوة صحفية عقدها اليوم الجمعة (13 سبتمبر/أيلول 2019) اتجاهه إلى إنشاء حركة سياسية جديدة.
وتأتي استقالة أوغلو، أياماً بعد قيام حزب العدالة والتنمية بإحالته على المجلس التأديبي للحزب رفقة ثلاثة أعضاء آخرين بتهم خرق القانون الدخلي، تمهيداً لعزلهم.
وكان داوود أوغلو قد وجه انتقادات كبيرة لرجب طيب أردوغان في مجالات متعددة منها حرية التعبير وتباطؤ الاقتصاد، كما كان رافضاً لإعادة انتخابات بلدية إسطنبول، ولسجن رؤساء بلديات أكراد بتهم الإرهاب.
وجاء في استقالة أوغلو، الذي كان برفقة الأعضاء الثلاثة الآخرين، إيهان سيف أوستون وسلجوق أوزداغ وعبد الله باسكي: “نعلن استقالتنا من الحزب الذي خدمناه بجهود كبيرة لمدة سنوات (..)، من مسؤوليتنا التاريخية وواجبنا تجاه الأمة، أن نؤسس حركة سياسية جديدة.
وقال داوود أوغلو خلال المؤتمر الصحفي “لم نكن نتخيل أن نعيش يوما كهذا وأن نجتمع معكم في يوم نخرج فيه من حزب العدالة والتتمية”.
وأضاف أن “الحزب الذي أتم عامه الـ 18، الشهر الماضي (آب/أغسطس)، قدم لبلدنا وشعبنا أمالا كانت منتظرة منذ 100 عام، لكنه في سنواته الأخيرة انحرف عن مساره في سياساته التي يتبعها”.
وتابع داوود أوغلو “ورغم التجاهل لمقترحاتنا لم نقم بأي تصريح فيه انتقادات علنية، إلا أننا بدأنا منذ 22 نيسان/أبريل الماضي بإعلاء أصواتنا في هذا السياق لأن حزبنا فقد أصواتا كثيرة”.
وأضاف “كنا نرغب أن تكون انتقاداتنا السابقة والتي ذكرناها مؤخرا في العلن، أرضية لمرحلة مقبلة من المحاسبة الشفافة”.
وأشار داودد أوغلو إلى أنه “لم يكن في نيتنا إنشاء انقسام داخل حزب العدالة والتنمية، بل العمل على تبديد روح اليأس والعمل لأجل مستقبل حزب العدالة والتنمية ومستقبل أمتنا”.
وتابع قائلا “قمنا بتوجيه نداء تجديد في إطار مؤسسات الحزب، إلى أنه لم يتم الإصغاء لصوتنا”.
وأضاف “كانت نصيحتنا صادقة وكلماتنا واضحة، لكننا اتهمنا بنشر روح الفتنة والخيانة والانقسام”.
وختم داودد أوغلو أن “إنشاء حزب جديد هو مسؤولية تاريخية بأعناقنا وأمام شعبنا”.
إقرأ أيضاً: تنافس روسيا وتركيا على طريق حلب دمشق
ويعدّ داوود أوغلو أحد أبرز شخصيات حزب العدالة والتنمية، فقد كان رئيساً للوزراء ما بين 2014 و2016، وقبل ذلك شغل منصب وزير الخارجية، لكن خلافات متعددة ظهرت بينه وبين أردوغان، بدءاً من عام 2016.
ويعدّ داوود أوغلو ثاني شخصية قيادية في حزب العدالة والتنمية تستقيل هذا العام بعد علي باباجان، الذي شغل سابقاً منصب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد.
وتعدّ استقالة داوود أوغلو ضربة جديدة لحزب العدالة والتنمية الذي خسر قبل أسابيع مدينة إسطنبول لصالح المعارضة، رغم إعادة الانتخابات لمرة ثانية بعد تقدم حزب أردوغان بطعن ضد النتائج النهائية.