إقتصاد

بشار الأسد يتبع أسلوباً جديداً مع التجار لدعم الليرة السورية

الوسيلة – متابعات:

أكد مصدر إعلامي في دمشق أن نظام الأسد كان يجهز للتجار السوريين تهماً بالعمالة والتآمر مع الخارج من خلال تهريبهم الأموال والدولارات إلى لبنان, واضعاً إياهم أمام خيارين: الحجز والسجن أو الدفع ويا دار ما دخلك شر.

وبحسب ما نقلت اقتصاد ورصدت الوسيلة عن مصدر إعلامي في العاصمة دمشق، طلب عدم الكشف عن هويته، بأن النظام كان يحضر في الفترة الماضية، في معرض تفسيره لأسباب انهيار الليرة السورية، تهماً للتجار، بأنهم يهربون أموالهم والدولارات إلى لبنان، بالتواطؤ مع المصرف المركزي اللبناني، وهو ما أدى إلى سحب كميات كبيرة من الدولار من الأسواق السورية، وتسبب بانهيار الليرة.

وأضاف المصدر أن النظام حضر لهذه التهمة، من خلال شن وسائل الإعلام الموالية لحملة هجوم على لبنان، وبأنه يأوي جماعات قدمت من الخارج، من أجل التخطيط، لانهيار الليرة، بالتعاون من عملاء سوريين ولبنانيين، منهم المصرف المركزي اللبناني.

وأشار المصدر، إلى أن إعلام النظام رأى بالإجراءات اللبنانية الأخيرة عبر مصرفه المركزي، الذي قدم دعماً كبيراً للبنوك اللبنانية، لمواجهة الإفلاس الذي تتعرض له، بأن ذلك كان من أموال السوريين، وإلا من أين ظهرت فجأة تلك الأموال في المصرف المركزي اللبناني، عقب بيانات تضع تصنيفه الائتماني على حافة الخطر.

وبحسب المصدر ذاته، قرأ التجار السوريون الرسالة جيداً، وعرفوا أن التهمة التي تنتظرهم، هي العمالة والتآمر مع الخارج على الليرة السورية، لذلك تم وضعهم أمام خيارين، إما الملاحقة والحجز والسجن، أو الدفع.. “ويا دار ما دخلك شر”.

وبناء على تلك المعطيات, سارع مجموعة من رجال الأعمال، يفوق عددهم الثلاثين، والكلام للمصدر, جمعوا مبلغ أكثر من 2 مليار دولار، وقدموه للمصرف المركزي، الأمر الذي أدى على الفور إلى ارتفاع الليرة السورية بشكل كبير أمام الدولار.

وبعد هذه التجربة تيقن النظام بأنه يستطيع أن يستمر بقيادة البلد بالاعتماد على التخويف فقط، وعبر الأجهزة الأمنية، أو وفق رأي جريدة “البعث”، الناطقة باسم الحزب الحاكم في النظام، التي طالبت بإعدام المضاربين على الليرة.

وقالت الصحيفة الناطقة باسم رأس النظام: “قد تضطر الدولة في حالة الحرب أن تضرب الآدمي من أجل أن يتربى الأزعر”.

وبعد كل ذلك, علينا ألا نستغرب انخفاض الدولار في السوق السورية نحو 100 ليرة في يومين, إذ أن الجواب يأتي من خلال تلك الإجراءات التي بدأ النظام بتجربتها فعلياً.

إقرأ أيضاً: وزير الخارجية الروسي يكشف عن اتفاق بوتين ونتنياهو حول سوريا

يشار إلى أن تجربة تراجع الليرة السورية أمام الدولار إلى ما يقارب الـ 700 ليرة، مطلع الأسبوع الجاري، كشفت عن وجوه جديدة للنظام الأمني والمخابراتي في سوريا، لم تكن معروفة من قبل.

فقد اتضح فجأة أن لبعض الوزراء أياد من حديد يريدون أن يضربوا بها أولئك المتلاعبين بلقمة عيش السوري، كوزير المالية مأمون حمدان، الذي كان يصفه ناشطو الموالاة ولفترة قريبة، بـ “الجحش القبرصي”، دلالة على ندرته من بين كل من تولوا هذا المنصب، إذ لم يسبق لوزارة المالية أن عرفت وزيراً ببلادته.. بالإضافة إلى وزير التموين عاطف النداف، القادم من وزارة التعليم العالي، فهو الآخر، قرر أن يستخدم يده الحديدية التي ظهرت فجأة، بينما خلال الفترة الماضية كلها، كانت الأسواق أمامه “تنط وتشط”، دون أن يحرك ساكناً..

ولعل التجربة الأبرز، كانت ظهور أصوات عدد من رجال الأعمال، الذين وجهوا الصرخات في وجه الدولار، مثل وسيم القطان، رئيس غرفة تجارة ريف دمشق، الذي أصدر بياناً، طويلاً عريضاً، طالب فيه زملائه التجار، بوقف جنون الدولار، بأي طريقة، لأنهم أصبحوا متهمين أمام الشعب السوري بأنهم هم المسؤولون عن انهيار عملته.. غير أن الكثير من المتابعين فسروا هذه الصرخات، على أنها من الألم، لأن القطان بحسب التسريبات، جرى إجباره على دفع 100 مليون دولار، مما نهبه من الشعب السوري، مقابل أن ينجو بما تبقى من أمواله. وهو ما أدى إلى تراجع سعر صرف الليرة إلى ما دون 600 أمام الدولار خلال الأيام الماضية.

زر الذهاب إلى الأعلى