باحث اقتصادي يكشف أسباب حملة مكافحة الفساد التي يقوم بها بشار الأسد
قال الباحث بالشأن الاقتصادي يونس الكريم، أن نظام الأسد يريد إيصال رسائل من خلال حديثه عن مكافحة الفساد، منها ما هو موجه للموالين في الداخل، ومنها لجهات خارجية.
وأوضح الكريم في حديث لموقع اقتصاد رصده موقع الوسيلة أن: “نظام الأسد يحاول تحميل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تسود مناطقه إلى فساد بعض المسؤولين، ليخلي مسؤوليته أمام الأوساط الموالية التي ارتفع منسوب الغضب والنقمة لديها بسبب الفقر الشديد”.
وأضاف الباحث الاقتصادي: “يحاول الأسد، قطع الطريق كذلك على المطالب بتحسين الوضع المعيشي”.
وتابع بالقول أن: “النظام يقول بالصوت العالي لا تطلبوا مني شيئاً، واستعدوا للأصعب، لأن المؤامرة الكونية ما زالت قائمة”.
وأردف الكريم: “إن تدني سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية، وارتفاع التضخم إلى مستويات مخيفة، جعل من الصعب على المواطن أن يتدبر نفقات يومه، ولذلك يحاول النظام تشتيت الانتباه، وصرف الأنظار عن السياسات التي تسببت بما وصل إليه الحال الاقتصادي في سوريا”.
وأشار الكريم إلى: “رغبة النظام في القضاء على أمراء الحرب الذين استطاعوا الاستحواذ على ثروات طائلة نتيجة الظروف السائدة”.
واستدرك قائلاً: “كان النظام، قبل هذا الوقت، لا يستطيع محاسبة أحد، لأنه بحاجة الفاسد وغير الفاسد، واليوم مع برود الجبهات، بدأ بمحاسبة هؤلاء، وخصوصاً من الذين تجاوزا التعليمات في وقت سابق”.
وأكد الكريم أن: “حديث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن انتهاء الحرب في سوريا، أربك النظام، وأدخله في دوامة جديدة من الحسابات، وبدأ على الفور بالتضييق على رجالات الاقتصاد الذين لهم صلة بروسيا، وهزوان الوز، على رأسهم”.
من جانب آخر، لفت الباحث إلى توجه من جانب النظام لخصخصة قطاع التعليم في سوريا، متسائلاً هل يأتي الحديث عن سرقة التربية لدعم هذا التوجه؟
ومتفقاً مع الكريم، أشار الكاتب الصحفي زياد الريّس بعين الريبة إلى صلة الوزير الوز بروسيا، مبيناً أن “الوز درس في الجامعات الروسية، وبدأ أعماله التجارية من هناك”.
وأضاف الريّس أن: “مخطط النظام واضح، حيث سيقوم الأخير بالتصعيد لضرب كل الشخصيات الاقتصادية التي يُشك بأن لها صلات خارجية، مع روسيا أو غيرها”.
وتابع قائلاً: “إن المرحلة اللاحقة ستشهد زيادة في وتيرة المحاسبة من جانب النظام، وغالباً سيتم محاسبة كل شخص لديه كتلة مالية يخشى من تأثيرها في المراحل اللاحقة”.
إقرأ أيضاً: بعد هزاون الوز.. بشار الأسد يحجز أموال رئيس اتحاد كرة القدم ورجال أعمال آخرين
وخلال الأيام الماضية، ضجت وسائل إعلام موالية للنظام بالحديث عن حملة مكافحة فساد يقوم بها نظام الأسد.
حيث قامت وزارة المالية في حكومة النظام بفرض حجز احتياطي على أموال رجال أعمال ومسؤولين حكوميين، كان آخرهم رئيس اتحاد كرة القدم السابق فادي الدباس و زوجته وسبقه وزير التربية السابق هزوان الوز، وزوجته إيرينا الوز، التي تحمل الجنسية الأوكرانية.
أوضح وزير المالية مأمون حمدان أن الحجز الاحتياطي “يُفرض عندما يوجد الشك بوقوع فساد في مكان معين أو لدى أشخاص محددين، وتتوفر مستندات أولية بذلك، وتكون مدته 8 أيام”.
وأشار إلى أن المحكمة تقرر بعد ذلك تمديد الحجز أو إلغاءه، وأن “جميع الأموال التي تستعيدها الدولة عند إثبات الفساد تعود إلى الخزينة”.