تفاصيل لقاء والي أضنة مع وجهاء وأصحاب الفعاليات السورية
الوسيلة – خاص:
شدد والي ولاية أضنة السيد محمود ديميرطاش على ضرورة التزام السوريين والأتراك على حد سواء بقواعد العيش المشترك في الولاية واحترام القوانين الخاصة بالآداب العامة, لافتاً إلى أهمية أن يعيش السوريون والأتراك حياة حرة كريمة ملؤها الحب والوئام.
جاء ذلك خلال دعوة وجهها الوالي إلى وجهاء وأعيان السوريين في الولاية من المعلمين والتجار وأصحاب المحلات التجارية والمنشآت الصناعية ووجهاء العشائر وبحضور مدير الهجرة وقائد الأمن والشرطة ومدير التربية وعدد من الشخصيات القيادية في الولاية.
وقال ديميرطاش: “بنفس الوقت من أجل تحقيق العيش المشترك هناك شروط وقواعد يجب أن يلتزم بها السوريون والأتراك على حدٍ سواء, وتقع علينا مسؤوليات تبدأ من الأب والأم والمعلم والطالب لتشمل الجميع في كلا الطرفين”.
وأضاف الوالي: “نحن كجهات رسمية نقوم بواجبنا على أكمل وجه حيال ما يحصل اليوم, ونوصي مخاتيرنا في الأحياء السكنية بالتعامل مع الإخوة السوريين على أنهم إخوتنا وعلى مبدأ أنهم المهاجرون ونحن الأنصار”.
ودعا والي أضنة وجهاء السوريين وأصحاب الفعاليا إلى مساعدة السلطات التركية في وأد الفتنة بين السوريين والأتراك.
وأشار ديميرطاش إلى أن سلطات الولاية تابعت ما حصل في اليومين الماضيين, مبيناً أنه تم اتخاذ الاجراءات اللازمة بحق المحرضين على هذه الفتنة وتم إلقاء القبض على أكثر من /150/ شخص من المتورطين في أعمال الشغب والتحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتم إصلاح معظم المحلات المتضررة وتعويض أصحابها.
وطالب والي أضنة السوريين المتضررين مادياً بمراجعة مبنى الولاية للنظر في تعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم وفقاً للفواتير القانونية التي يحملها.
وأكد الوالي التركي أن المتورطين في تلك الأحداث سينالون جزاءهم القانوني العادل في وقت قريب.
كما حث الوالي السوريين على التقيد بالعادات والتقاليد التركية واحترامها والابتعاد عن الظواهر الاستفزازية والتي تحرض على الكراهية بين الشعبين التركي والسوري.
وذكر والي أضنة بعض العادات غير المرغوب فيها داخل المجتمع التركي, مؤكداً على أهمية تطبيقها كشرب النرجيلة في الشوارع والحدائق والشواطئ وعدم إطالة السهر ورفع الصوت ليلاً وعدم إشغال الطرق والأرصفة بالجلوس والتسكع والبسطات والعربات.
إضافة إلى التأكيد على عدم تشغيل الأطفال بأعمال التسول وبيع الماء والمناديل على الإشارات المرورية في الطرقات العامة وكذلك عدم رمي الأوساخ وتركها في الأماكن العامة, وفق الوالي الذي لفت إلى كثرة الشكاوى التركية حيال هذه المواضيع.
وتابع الوالي: “علينا أن نكون حريصين في استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعي وعدم بث الشائعات والفتن والتحريض لأن أضنة فيها تنوع ديموغرافي وعرقي وطائفي ومذهبي كبير وفيها لاجئين بأعداد كبيرة جداً وهي من أكبر الولايات التي احتضنت اللاجئين السوريين والعرب”.
إقرأ أيضاً: فيصل القاسم ينصح أسماء الأسد
من جانبه, تحدث المعلم السوري المهتم بشؤون اللاجئين السوريين في تركيا أحمد جميل نبهان خلال الاجتماع عن أهمية العلاقات التي تربط الأخوة الأتراك مع أقرانهم السوريين ووحدة الدم والأرض والتاريخ والجغرافيا التي تجمعهم.
وقال نبهان: أهالي مدينة حلب العديد من الشهداء على أرض تركيا في جناق قلعة وفي أرض البلقان وفي سفربلك ومازالت قبورهم حاضرة وشاهدة حتى اللحظة.
وأضاف نبهان: كما قدَّم أهالي مدينة حلب المساعدات لسكان ولاية أضنة التي نجتمع فيها الآن في التسعينات عندما ضربها الزلزال المدمِر.
وتقدم نبهان بعدة مقترحات فيما يخص ملف السوريين في تركيا داعياً أن تُؤخَذَ بعين الاعتبار في جميع الولايات التركية.
وطالب نبهان بتعيين لجنة تمثل الجالية السورية عند الحكومة التركية تضم المثقفين ووجهاء العشائر والتجار وتكون صلة وصل بين الحكومة التركية واللاجئين السوريين.
وكذلك عمل نشاطات للأتراك والسوريين توضح طبيعة العلاقة الأخوية التاريخية القوية القديمة بين الشعبين, إضافة إلى التفاعل مع مخاتير الأحياء بخصوص السوريين وتسيير أمورهم وشرح قانون الحماية المؤقتة ونشره على نطاق واسع بين السوريين والأتراك.
وحول عرض نبهان حيال وجوب الإسراع في توضيح ملابسات أي قضية وتأخر الإعلان عن حقيقة ما حصل قبل يومين أجج الأمور وزاد الطين بِلَّة, رد مدير الأمن بالولاية مؤكداً تأخر الإعلان عن حقيقة الحادثة بسبب هروب الجاني وإلقاء القبض عليه في العاصمة أنقرة وتبين فيما بعد أنه تركي الجنسية .
وتابع نبهان عارضاً مقترحاته على مسؤولي الولاية, فقال: يجب تعليم السوريين اللغة التركية لسهولة التواصل مع الإخوة الأتراك لأن اللغة تعتبر عائقاً كبيراً بينهم .
ولفت نبهان إلى وقوع العديد من الجرائم بحق السوريين على يد أتراك لم يتم التطرق لها إعلامياً, في إشارة إلى تضخيم أي حادثة تتعلق بالسوريين والإسراع للتشهير بهم.
من جانبهم, طالب المعلمون خالد مصطفى والمترجم سليمان وسعيد السلمو والدكتور شادي وهيثم حوت بعدة أمور أبرزها:
محاسبة الفاعلين ليكونوا عبرة للآخرين كي لا تتكرر هذه الأفعال، وحماية السوريين من الاعتداء على الشيوخ والأطفال والنساء.
وكذلك طالب بعض المجتمعين بضرورة تعويض المتضررين من جراء أعمال الشغب التي حصلت وعدم إتخاذ أي إجراء بحق السوريين في هذه الفترة من مخالفات وإزالة لافتات عربية كي لا نُشرعن للمخربين أعمالهم, إضافة إلى نشر التوعية بين السوريين والأتراك عن طريق الإعلام والمساجد والمخاتير .
بدوره, أكد مدير تربية أضنة على أهمية دور المعلمين داعياً إياهم أن يأخذوا دورهم الحقيقي في نشر العلم والوعي بين الناس وأن يكونوا صلة وصل بين أولياء الطلاب والطلاب وبين المعلمين والطلاب الأتراك وأولياء الطلاب الأتراك.
وحول مخاوف بعض المعلمين من الفصل, طمأن مدير التربية المعلمين السوريين, مشدداً على أنه لن يتم فصل أي معلم وأنه لن يتم الاستغناء عن المعلمين أبداً.
إقرأ أيضاً: بعد هزاون الوز.. بشار الأسد يحجز أموال رئيس اتحاد كرة القدم ورجال أعمال آخرين
وعن خلاصة الاجتماع مع والي أضنة وفعاليات الولاية, قال أحمد جميل نبهان لموقع الوسيلة اليوم الثلاثاء 24 أيلو : إنه تم تكليف السوريين الذين حضروا الاجتماع بتشكيل لجنة باسم الجالية السورية وسيتم الموافقة عليها من قبل الحكومة التركية وسيتم التنسيق معها من قبل الحكومة ومن قبل السوريين الذين يقطنون في الولاية.
وأشار نبهان المعلم المهتم بالشأن التربوي إن هذا الأمر سيكون في جميع الولايات التركية.
ودعا نبهان السوريين إلى الإسراع بتشكيل هذه اللجان في جميع الولايات التركية لتنظيم الأمور والوقوف في وجه هذه الفتن التي تستخدم السوريين كورقة ضغط على الحكومة التركية .
وكانت ولاية أضنة قد شهدت يوم الخميس أعمال شغب طالت عدداً من محال وممتلكات السوريين في الولاية على خلفية حادثة تحرش جنسي ارتكبت بحق طفل تركي يبلغ من العمر ثماني سنوات واتهم بها سوري قبل أن تعلن السلطات المحلية أن الفاعل تركي الجنسية.