بلا تصنيف

توقف الضربات الجوية الإسرائيلية على سوريا.. ما علاقة بوتين؟

متابعة الوسيلة:

أكدت مصادر مطلعة على خفايا الكرملين لموقع “مونيتور” الأميركي، أن ما ظهر خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى روسيا في 12 أيلول الجاري كمشهد يعكس التوافق والتنسيق المتبادل، ليس سوى مسرحية خدّاعة تخفي الخلافات بين البلدين حول سوريا.

سببان يدفعان موسكو لمنع الضربات

وكشف الموقع بحسب ما رصدت الوسيلة عن وجود سببين واضحين، يدفعان روسيا، للقيام بدور أكبر في منع الضربات الجوية الإسرائيلية على مواقع الحزب في سوريا.

وأوضح الموقع أن السبب الأول يعود لالتزام موسكو بحليفتها دمشق وحفظ ماء الوجه, وأما السبب الثاني فهو ذكرى حادث 17 أيلول 2018، الذي أسقطت فيه دفاعات جوية سورية رداً على هجوم إسرائيلي طائرة تجسس روسية، ما أسفر عن مقتل جميع الأشخاص الخمسة عشر الذين كانوا على متنها.

واعتبر الموقع الأمريكي أن الضربات الإسرائيلية تعيق الجهود الروسية لجذب المستثمرين المحتملين لإعادة إعمار سوريا. خصوصاً بعد أن أعلنت العديد من شركات الطيران عن نيتها استئناف الرحلات إلى العاصمة السورية.

ويشير الموقع إلى قيام بعض الشركات الروسية في الوقت الحالي بدراسة فرص الاستثمار في تطوير مطار دمشق الدولي، والعمل على رفع سوية الخدمات ومستوى السلامة والأمان للمسافرين.

الأمر الذي دفع المسؤولين الروس للطلب من إسرائيل الامتناع عن شن هجمات في المستقبل في محيط منطقة مطار دمشق لتجنب تعطيل هذه المشاريع, وفق الموقع ذاته.

الحد من الاستهداف الإسرائيلي

ونقل الموقع الأمريكي عن مصدر سوري رفيع، وصفه بالمطلع على الأهداف العسكرية الروسية قوله، إن تقليل نشاط الجيش الإسرائيلي كان مشكلة حقيقية في الفترة الأخيرة بالنسبة إلى موسكو. فعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، وسع الجيش الإسرائيلي من النطاق الجغرافي وتواتر الضربات، على نحو شملت سوريا ولبنان والعراق.

ولفت المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته إلى أنه: “في كثير من الأحيان، لا يتناسب التهديد المحتمل للمنشآت الإيرانية وتشكيلات حزب الله في سوريا، مع الرد الإسرائيلي. كنا نشعر بأن الأرض تهتز من تحتنا طوال الليل مع كل غارة إسرائيلية”.

ونبه المصدر إلى المبالغات في التقارير التي تفيد بأن الجيش الروسي اعترض أو يقوم باعتراض الهجمات الإسرائيلية, مؤكداً أن العديد من الخبراء العسكريين، بما فيهم الروس، شككوا في قدرة الطائرات الروسية على اعتراض الهجمات الإسرائيلية من قاعدة حميميم، نظراً للوقت الذي تستغرقه المقاتلات الروسية للإقلاع.

وبين المصدر أن هذه المبالغات، لا تلغي حقيقة طلب الروس مؤخراً من الإسرائيليين التوقف عن ضرب مواقع حزب الله، كاشفاً أنه في الفترة الماضية، كانت المقاتلات الروسية تحوم بالقرب من المواقع التي حددتها إسرائيل للهجوم، ما يسمح للروس بالتأكد من أن الضربات لا تتجاوز النقطة المتفق عليها.

وبحسب الموقع, فإن روسيا تتعاون بشكل متزايد مع إيران لحل المشاكل في الجوار. وبفضل هذه الشراكة، يمكن لموسكو التأكيد على دورها كوسيط محايد في الخليج. ومن ناحيةٍ ثانية، تُعتبر إيران أيضاً شريكاً غير مستقر في الحوار حول مستقبل سوريا، ولها تأثير قوي على الأرض عبر الميليشيات المحلية وأبرزهم حزب الله. وهذا يترك لروسيا، في بعض الأحيان، مصلحة في بعض الأعمال المناهضة لإيران والحزب.

لكن يرى الموقع الأمريكي أن الانعكاسات السلبية للنشاط الإسرائيلي المفرط في سوريا، يعرض روسيا لخطر أن تكون وسيطاً أبدياً ورهينة للمنافسات الإقليمية. لذلك من المرجح أن تستمر موسكو في الدفاع عن عدد أقل من الضربات الإسرائيلية من أجل سلامة جيشها واستقرار الوضع في سوريا

إقرأ أيضاً: عين بشار الأسد على جيوب التجار

ويأتي ذلك في ظل تكثيف إسرائيل خلال الأشهر الماضية غاراتها الجوية على مواقع حزب الله في سوريا. حيث وجهت ضربات قوية، كان آخرها استهداف مركز للحزب أدى إلى مقتل شخصين يعملان ضمن تشكيلات الجماعة اللبنانية في محيط العاصمة دمشق.

وكانت الأيام الماضية منذ أواخر شهر آب الماضي قد شهدت توقفاً للضربات الجوية الإسرائيلية، رغم استمرار حدة التهديدات، ما طرح أكثر من علامة استفهام حول السبب الكامن وراء ذلك.

وسبق أن أكدت مواقع غربية مستقلة خلال الأيام الماضية منع موسكو لضربات إسرائيلية جوية جديدة على مواقع حزب الله في سوريا. ونشر عدد من وسائل الإعلام السورية والروسية تقارير مماثلة تدعي أن الطائرات الروسية المتمركزة في قاعدة حميميم الجوية شرق مدينة اللاذقية، اعترضت الطائرات الإسرائيلية فوق سوريا منذ أواخر آب الماضي.

ويرى مراقبون أن هناك امتعاضاً روسياً جدياً من الضربات الإسرائيلية على الحزب اللبناني يتماشى مع السياسة الروسية الجديدة في المنطقة والعالم.

زر الذهاب إلى الأعلى