مصادر تؤكد أن تركيا أبلغت فصائل المعارضة بالتجهيز لعملية عسكرية في إدلب
متابعة الوسيلة:
أوعزت تركيا إلى فصائل المعارضة السورية بالتحضير لعملية عسكرية ضد هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة” سابقاً, وذلك في حال عدم التوصل لأي نتيجة في موضوع حل الهيئة والفصائل الراديكالية الموجودة في محافظة إدلب, بحسب ما كشفت مصادر خاصة.
وقالت المصادر لموقع روزنة وفق ما رصدت الوسيلة إن أنقرة أبلغت الفصائل بالتجهيز لعملية مرتقبة ضد “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً)، والفصائل الراديكالية الأخرى في إدلب؛ يأتي في مقدمتها “حراس الدين”، و “أنصار التوحيد”، في حال فشلت الجهود السلمية التي يبذلها الأتراك مع تلك الفصائل عبر وسطاء؛ من أجل حل نفسها.
وبحسب المصادر, فإنّ تحرير الشام أبدّت ليونة كبيرة في التعامل مع متطلبات أنقرة، والقبول بتنفيذها،
وأشارت إلى أنّ “هناك ترتيبات معينة تتضمن بمن سيقوم بحماية المنطقة، ومن هي الفصائل التي من المسموح لها بالدخول إلى إدلب”.
وترفض تحرير الشام بشكل قاطع دخول قادة عسكريين في “الجيش الوطني” المعارض، وفصائل معينة، على حد قول المصادر التي أضافت أن الهيئة وضعت قائمة بمنع هذه الأسماء من الوجود في مناطق نفوذها بعد الإعلان عن حل نفسها.
وفي ذات الوقت, شددت على “قدرتها على أن تكون الحارس الأمين لمخرجات (أنقرة) والتي من أهمها تأمين الطرق الدولية والحفاظ على أمن قاعدة (حميميم)”.
وسبق أن عقدت الاستخبارات التركية وقادة الفصائل المعارضة سلسلة من الاجتماعات من أجل تنفيذ مخرجات قمة (أنقرة) التي أكدت على تنفيذ بنود اتفاق (سوتشي) الذي أقره الرئيسان التركي والروسي في أيلول من العام الماضي.
وتأتي هذه المعلومات بعد تصريحات مسؤولين أتراك تلمح لإمكانية شن عملية عسكرية في إدلب على غرار عمليتي “غصن الزيتون” و “درع الفرات” شمال حلب.
كما تتقاطع هذه التسريبات مع ما يدور في الكواليس حول إمكانية شنّ الروس والأتراك عملية مشتركة في إدلب ضد من يصفها الجانب بالتنظيمات المتطرفة.
إقرأ أيضاً: روسيا تُناشد تركيا مساعدتها في إدلب!
وترى المصادر أنّ تغير نبرة أنقرة في تعاملها مع ملف إدلب، واستخدامها نبرة عالية وتهديدية ضد “النصرة” يتقاطع أيضًا حراك المعارضة التركية من أجل التأثير على قرار الرئيس التركي في الملف السوري وتغير مقاربته لحل الملف، وهو ما بدا واضحًا من خلال دعوة الحزب الجمهوري المعارض لمحسوبين على النظام السوري من صحفيين وقادة سابقين في الحزب لمؤتمر في مدينة استانبول يعقد في 29 من الشّهر الجاري؛ ومن المقرر أن يبحث في حل مسألة اللاجئيين السوريين بعيدًا عن الحل السياسي في البلاد.
هيئة تحرير الشام تنفي
وفي الإطار ذاته، نفى مصدران مقربان من هيئة تحرير الشام وجود أي بلاغ رسمي من قبل الأتراك لهم بضرورة حل الهيئة لنفسها، وتأمين الطريق الدولي، وتسيير دوريات مشتركة من قبل الروس والأتراك في المنطقة “منزوعة السلاح”.
وفي المقابل، أكدت مصادر مقربة من الهيئة أنّ للأخيرة مهام أمنية متعددة في منطقة إدلب ومحيطها، من بينها القضاء على التنظيمات الراديكالية التابعة للقاعدة ، إضافة إلى خلايا تنظيم “داعش” التي تنشط هناك.
كما نقلت “روزنة” عن القيادي في الجبهة الوطنية للتحرير ، المكنى بـ”أبي شهاب” إنّ “الهدوء يسيطر على الجبهات”، وإنّ “قوات النظام تتعامل مع أي هدف متحرك على الفور بالقصف المدفعي والصاروخي”.
وتمتد “خطوط التماس بين فصائل المعارضة وقوات النظام من شمال خان شيخون إلى تل تركي غرب التمانعة جنوب إدلب وتصل غربًا إلى جبل شحشبو بريف حماة”, وفق أبي شهاب.
كما نفى القيادي علمه بأي شيء من الممكن أن تكون قد أفرزته قمة أنقرة التي انعقدت منتصف الشهر الجاري وجمعت قادة الدول الثلاث الفاعلة في الملف السوري (تركيا، إيران، وروسيا).
وتخضع محافظة إدلب منذ 31 من آب الماضي لوقف إطلاق نار أعلنته روسيا ووافق عليه النظام السوري رغم تكرار خروقاتهما ومواصلة قصف المدنيين في بلدات ومدن إدلب.
وجاء وقف إطلاق النار بعد تقدم قوات الأسد بدعم روسي مكثف وسيطرته أواخر آب الماضي على مدينة خان شيخون وبلدات في ريف إدلب الجنوبي إضافة إلى جيب ريف حماة الشمالي ما أدى لعزل نقطة المراقبة التركية في مورك عن مناطق وبلدات إدلب.
والخميس الماضي, عرقلت كل من روسيا والصين قرارًا في مجلس الأمن، تقدمت به الكويت وألمانيا وبلجيكا بشأن وقف إطلاق النار في إدلب، عبر استخدام حق النقض “فيتو”، كما سقط مشروع قرار منافس صاغته روسيا والصين بشأن الوضع في إدلب.
إقرأ أيضاً: محلل عسكري يكشف أهداف بوتين وبشار الأسد من الهدنة
وتأتي هذه التطورات عقب قمة ثلاثية جمعت زعماء تركيا وروسيا وإيران، الاثنين 16 من أيلول الحالي، في أنقرة, اتفقوا على وضع أسس الحل السياسي الدائم في سوريا وفق ما أعلنوا.
وتزعم روسيا مراراً أنها تحارب المجموعات الإرهابية في سوريا نافية استهداف المشافي والمدارس والبنى التحتية في المنطقة.
وتأسست تحرير الشام “جبهة النصرة لأهل الشام سابقا” أواخر عام 2011 خلال ثورة الشعب السوري ضد نظام بشار الأسد.
وتنتشر “تحرير الشام” شمال ووسط وجنوب سوريا، وتُعد محافظة إدلب من أهم معاقلها، وتقسم إلى قطاعات هي: قاطع إدلب المدينة، قاطع حلب، قاطع سرمدا، قاطع الدانا، قاطع حارم وسلقين، قاطع حماة، قاطع البادية، قاطع دركوش (جسر الشغور)، قاطع اللاذقية، قاطع القلمون، قاطع دمشق، وريفها، قاطع المنطقة الجنوبية، وجيش النصرة، جيش البادية بين حماة وإدلب وحلب.