قد يغير اسم سوريا.. روسيا تجبر بشار الأسد على المشاركة في كتابة الدستور الجديد
متابعة الوسيلة:
تناولت صحيفة “الفايننشال تايمز” البريطانية نجاح تشكيل اللجنة الدستورية السورية التي دعا المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون إلى انعقاد أول اجتماعاتها في جنيف في 30 تشرين الأول المقبل.
وفي تقرير ترجمه موقع لبنان 24 ورصدته الوسيلة, قالت الصحيفة إن تشكيل اللجنة يُعدّ الإنجاز الأكبر بالنسبة إلى الديبلوماسية الأممية في ما يتعلق بسوريا منذ اتفاق الدول الأعضاء على استئناف المحادثات في العام 2015 كما يُزعم، مشيرةً إلى أنّ المحللين والديبلوماسيين حذروا من أنّ الصعوبة في بلوغ هذه المرحلة تدل إلى هشاشة المحادثات التي تنظمها الأمم المتحدة.
واعتبرت الصحيفة أنّ الخطوة الأولى باتجاه تعديل الدستور قد تساعد البلدان الصديقة لسوريا على الدفع باتجاه تطبيع العلاقات مع بشار الأسد، متحدثةً عن حاجة دمشق الماسة إلى أموال الدول الغربية من أجل إعادة الإعمار.
وقالت مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤسسة Heinrich Böll، بنتي شيلر للصحيفة: “يمكن لذلك (إنشاء اللجنة الدستورية) أن يُستخدم ليظهر أن دمشق تتعاون”، مضيفةً: “إنّه أمر من شأنه تلميع صورة النظام”.
كما أشارت الصحيفة إلى إقناع روسيا، بشكل خاص، الأسد بالمشاركة في اللجنة الدستورية.
وتابعت الصحيفة: “على الرغم من أنّ موسكو تدعم النظام عسكرياً، إلاّ أنّها تريد أن يدفع الغرب أموال إعادة الإعمار”.
وتتألف اللجنة من 50 عضواً يمثلون سلطة النظام السوري، و50 آخرين تختارهم المعارضة و50 ممثلاً عن المجتمع المدني السوري، ستواجه مهمة عسيرة لجهة إعادة كتابة قوانين بلد “مفكك”.
ونوهت الصحيفة إلى أن اختلاف النظام والمعارضة حول ما إذا كانت هذه اللجنة تقضي بمناقشة أو تعديل أو إعادة كتابة الدستور، تقول الأمم المتحدة إنّها “مشروع إصلاح دستوري”.
بينما رأت الناشطة صباح حلاق المقيمة في لبنان التي ستكون عضواً مستقلاً في اللجنة أنّ الدستور الجديد قد يقونن حقوق الإنسان بالنسبة إلى النساء والمجموعات الإثنية والدينية المختلفة.
وأضافت حلاق: “إلاّ أنّ أول مسألة علينا مناقشتها هي اسم بلادنا، أي ما إذا سيُطلق على سوريا تسمية “جمهورية عربية”، وهي تسيمة تستثني المجموعات الإثنية السورية الأخرى”.
إقرأ أيضاً: وزير اتصالات الأسد يحسم الجدل حول المشغل الثالث للخلوي.. ما علاقة أسماء الأسد؟
من ناحيته، لفت ديبلوماسي أوروبي إلى أنّ الموقف الأوروبي كان وما زال يقول إنّ القرار 2254 يشكل أساس المسار السياسي وسيظل كذلك؛ فقد شدد القرار الأممي المذكور على دعم مجلس الأمن إجراء انتخابات حرة ونزيهة على أساس الدستور الجديد في غضون 18 شهراً تحت إشراف الأمم المتحدة.
وختمت الصحيفة بالخلاص إلى أن كثيرين يشككون في أنّ النظام سيسمح للتعديلات الدستورية بأنّ تقلص نفوذه، حيث أوضحت: “وليس واضحاً ما إذا كان ينبغي تحويل توصيات اللجنة إلى قانون”. وعليه، نقلت الصحيفة عن شيلر: “لن يغيّر الدستور أي شيء بالنسبة إلى الذين يعيشون في سوريا”.