صبر تركيا في سوريا نفد.. وشرطان لجلوس أردوغان مع بشار الأسد
متابعة الوسيلة:
يلوح تركيا بالتدخل عسكرياً في سوريا بعد انقضاء مهلة أنقرة لإقامة “منطقة آمنة” بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية في شمال شرق سوريا في نهاية الشهر الفائت.
جاء ذلك بحسب تقرير لوكالة “رويترز” ترجمه موقع لبنان 24 ورصدته الوسيلة اليوم الأربعاء 2 تشرين الأول.
ويأتي تقرير الوكالة على شكل تحذير من قيام تركيا بتنفيذ تهديداتها وشن عمل عسكري في مناطق شرق الفرات السورية بعد نهاية المهلة.
وأشارت الوكالة إلى خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي الذي أكّد فيه رغبته في إقامة المنطقة على امتداد 480 كيلومتراً من الحدود وبعمق 30 كيلومتراً داخل سوريا، على أن يتم توطين ما يصل إلى مليوني لاجئ سوري بدعم دولي.
واعتبرت الوكالة أنّ تنفيذ خطة أردوغان سيخفض عدد اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا إلى النصف تقريباً (يُقدّر عددهم بنحو 3.6 مليون) وسيدفع بـ”وحدات حماية الشعب الكردية”- التي تعتبرها أنقرة إرهابية- بعيداً عن الحدود التركية.
وتطرقت الوكالة إلى اجتماع مجلس الأمن الوطني، الذي يضم القيادات السياسية والعسكرية في تركيا، والذي أكّد أن تركيا ستعزز جهودها لإقامة المنطقة الآمنة حتى يتسنى للاجئين السوريين العودة في أقرب وقت ممكن.
وفي ذات الإطار, حذر دبلوماسيون ومحللون ومسؤولون في حزب “الشعب الجمهوري” المعارض من أنّ أردوغان لن يكون مستعداً لإغضاب واشنطن بشن توغل عسكري شامل في وقت يخيم فيه التوتر بالفعل على العلاقات بين واشنطن وأنقرة, وفق الوكالة.
إقرأ أيضاً: قد يغير اسم سوريا.. روسيا تجبر بشار الأسد على المشاركة في كتابة الدستور الجديد
من جهته, لفت المحلل في صندوق مارشال الألماني أوزجور أونلوهيسارجيكلي إلى أن: “آخر ما تريده تركيا هو اشتباك غير مقصود مع القوات الأميركية على الأرض”،
ورأى أوزجور أنّه يمكن لأنقرة بدلاً من ذلك أن تتبنى “استراتيجية تدريجية” وتواصل التفاوض مع واشنطن إلى جانب التوغل في مناطق لا توجد فيها قوات أميركية ولا تتمركز فيها سوى قلة من أفراد “وحدات حماية الشعب”.
فيما بين نائب رئيس “الشعب الجمهوري” أونال شفيق أوز: أنه “أولا وقبل أي شيء، أي منطقة ستقام داخل الأراضي السورية ينبغي أن تخضع لسيطرة سلطات النظام السوري”.
وتابع شفيق أوز: “قلنا للحكومة مراراً إنه يتعين الدخول في حوار مع دمشق”.
وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية التركية وفق تقرير نشره موقع “المونيتور” الأميركي حول التقارب التركي-الإيراني: “المسألة الأهم (بين إيران وتركيا) تتعلق بكيفية العثور على أرضية مشتركة في سوريا. كفّت تركيا عن المطالبة برحيل (بشار الأسد).
وأضاف المسؤول التركي أنه على الرغم من ذلك، ليست طهران سعيدة بوجودنا (الأتراك) في شمال سوريا.
وتساءل مسؤول الخارجية التركية قائلاً: فهل يمكن لطهران لعب دور الوسيط بين أنقرة ودمشق؟ إذا سمحت روسيا لذلك، قد يكون الأمر ممكناً, موضحاً أن هذا سيعتمد على كيفية مقاربتهم مسألة “حزب العمال الكردستاني” ومسألة المجموعات الكردية الأخرى في المنطقة مثل “وحدات حماية الشعب الكردية”.
من جانبها، أكدت البروفيسورة المساعدة في قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة توب في أنقرة غولريز سين أنّ التعاون الإيراني-التركي ما زال محدوداً.
ورأت سين أنّ العلاقات الإيرانية مع المجموعات الكردية تُعد حاسمة بالنسبة إلى تقارب أنقرة –دمشق على وجه التحديد.
وأشارت سين إلى أنّ “حزب الاتحاد الديمقراطي” أصبح شريكاً تكتيكياً لطهران في مواجهة “داعش”.
كما نوهت إلى أنّ طهران باتت مهتمة أكثر بالعلاقات بين “الاتحاد الديقراطي” وواشنطن بعد هزيمة التنظيم, مضيفة بأنّ طهران تؤيد المصالحة بين الأكراد السوريين والأسد، وذلك لقدرة هذه الخطوة على تمكين الجيش السوري من السيطرة على كل شبر من البلاد وتقليص النفوذ الأميركي في سوريا.
إقرأ أيضاً: حفل زفاف لأبناء مسؤولين في نظام بشار الأسد بتكاليف خيالية
من جهته، اعتبر أكاديمي تركي تربطه علاقات وثيقة بدوائر الاستخبارات العسكرية أن أردوغان بحاجة إلى “مخرج سلس من المستنقع السوري” و”تبرير حذق للاعتراف رسمياً بالنظام السوري”.
وفي السياق, قال: “في حال نجح في تبرير ذلك في الداخل، فقد يجلس مع الأسد على الطاولة”.
كما تحدث الأكاديمي الذي تطرق إلى تعزيز دمشق جهودها في وجه “وحدات حماية الشعب” والمجموعات المرتبطة بها، ما يَعِد بالسيطرة على أي هجمات محتملة تطال الأراضي التركية، عن عودة الوضع الذي ساد بين سوريا وتركيا قبل الحرب.
وفي الصدد, بين الأكاديمي قائلاً: “إذا ضمنت إيران اتفاقاً هشاً مماثلاً، فقد تساعد على إجراء محادثات مباشرة بين أنقرة ودمشق”.