أمريكا تسهل عملية تركيا المرتقبة شرق الفرات
متابعة الوسيلة:
اعتبرت وسائل إعلام محلية أن بيان البيت الأبيض الذي أعلن فيه انسحاب القوات الأمريكية من المناطق السورية الحدودية مع تركيا، ضوءًا أخضر لبدء العملية العسكرية التركية التي توعدت بتنفيذها مراراً وعلى لسان كبار مسؤوليها.
وقالت عنب بلدي بحسب ما رصد موقع الوسيلة إن البيان الأمريكي رغم أهميته والوقع الذي أحدثه في الظرف الحالي، لا يمكن فصله عن الخطوات التي سبقته، والتي تم الحديث عنها كخطوات تنفيذ إنشاء “المنطقة الآمنة”، إلا أنها كانت عمليات تسهيل طريق أمام العملية العسكرية التركية، والتي إن حدثت فإنها ستختلف بشكل كبير عن سابقتها، والتي شهدتها منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي، مطلع عام 2018.
ووفق ما عرضت الصحيفة فقد اتبعت الولايات المتحدة خمس خطوات لتسهيل مهمة الأتراك في مناطق شمال شرق سوريا.
تدمـ.ير تحصينات قسد على طول الحدود
قامت قسد بتدمـ.ير التحصينات الدفاعية في المناطق الحدودية مع تركيا بعد أسبوعين من توقيع اتفاق المنطقة الآمنة بين الرئيسين الأمريكي والتركي، دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان، وفق إعلان لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).
وقال “البنتاغون” عبر حسابه في “تويتر”، 23 من آب الماضي، إن “قسد” دمرت التحصينات العسكرية على الحدود الشمالية مع تركيا، “بعد 24 ساعة من الاتصال الهاتفي بين الرئيسين التركي والأمريكي، رجب طيب أردوغان ودونالد ترامب”.
كما أن “البنتاغون”، الذي يدعم “قسد” في إطار التحالف الدولي، أرفق الخبر بصور للتحصينات العسكرية في أثناء تدميرها في المنطقة الآمنة.
واعتبر البنتاغون ذلك بالخطوة على طريق التزام “قسد” حيال الاتفاق بين واشنطن وأنقرة على إنشاء “المنطقة الآمنة”.
قسد تسحب قواتها من المنطقة الآمنة
أعلنت “الإدارة الذاتية” سحب قواتها العسكرية من “المنطقة الآمنة” شمال شرقي سوريا، تنفيذًا للاتفاق الموقع بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وبحسب ما ذكر الرئيس المشترك لمكتب الدفاع في “الإدارة الذاتية”، زيدان العاصي، في 27 آب الماضي، فإن “قسد” بدأت تنفيذ المرحلة الأولى من “الاتفاقية الثلاثية” الخاصة بأمن الحدود.
وأضاف العاصي، “في إطار التفاهمات الثلاثية فيما يخص أمن الحدود مع تركيا، تم ضمن إطار المرحلة الأولى من التفاهمات المذكورة، البدء بالخطوات العملية الأولى في 24 من الشهر الحالي، وذلك في منطقة سري كانية/ رأس العين بإزالة بعض السواتر الترابية، وسحب مجموعة من وحدات حماية الشعب والأسلحة الثقيلة إلى نقاطها الجديدة وتسليم النقاط الحدودية إلى القوات المحلية”.
و“كذلك تم في 26 من آب، تنفيذ نفس الخطوات المذكورة في منطقة تل أبيض/ كري سبي”، مشيرًا إلى أن تلك الخطوات تؤكد “جدية الالتزام” في التفاهمات الثلاثة في إطار اتفاق “المنطقة الآمنة”, وفق الرئيس المشترك.
دوريات وطلعات جوية مشتركة
أما الخطوة ما بعد تدمير التحصينات الدفاعية وانسحاب “الوحدات” الكردية من مواقعها لصالح المجالس العسكرية، التي أعلنت “قسد” تشكيلها مؤخرًا، تمثلت بإدخال أمريكا قوات تركية إلى مناطق شرق سوريا، وذلك للمرة الأولى، وضمن إطار تسيير الدوريات البرية على الأرض.
إقرأ أيضاً: قسد تُحذر من تقدم قوات بشار الأسد تجاه منبج
وسيرت القوات الأمريكية والتركية منذ توقيع اتفاق “المنطقة الآمنة” ثلاث دوريات برية مشتركة على الأرض، وتركزت في محيط مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي.
وبموازاة الدوريات البرية نفذت مروحيات أمريكية وتركية طلعات جوية مشتركة في أجواء شمالي سوريا، بلغ عددها سبع، فيما دخل طيران الاستطلاع التركي على الخط، وبدأ بعمليات المراقبة والتأكد من تدمير التحصينات الدفاعية.
انسحاب القوات الأمريكية قبل بدء العمل العسكري
أشارت الصحيفة إلى أنه مع جميع الخطوات السابقة، لم توقف تركيا تهديداتها ببدء عملية عسكرية، في حال مماطلة الولايات المتحدة الأمريكية، بتنفيذ خطوات المنطقة الآمنة.
وذكرت الصحيفة بتهديد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السبت 5 تشرين الأول، مؤكداً أن (العملية العسكرية) “قريبة إلى حد يمكن القول إنها اليوم أو غدًا، وسنقوم بتنفيذ العملية من البر والجو”.
وأضاف أردوغان أن خطة العملية العسكرية في شرق الفرات اكتملت، وتم إجراء الاستعدادات وإصدار التعليمات اللازمة بخصوص ذلك.
واليوم, يعلن البيت الأبيض تصميم تركيا على اجتياح مناطق شرق الفرات شمال سوريا.
وبحسب بيان البيت الأبيض فإن أمريكا لن تكون موجودة في منطقة شمالي سوريا، بعد نجاحها في القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية”.
أمريكا تخلي قواعدها على الحدود
في خطوة مفاجئة لقسد, أخلى الجيش التركي قاعدتين في رأس العين وتل أبيض في الريف الشمالي للرقة.
ودعمت أمريكا “الوحدات” على مدى الأعوام الماضية، وقدمت لها معدات وأسلحة عسكرية، بهدف القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” في منطقة شرق الفرات.
وكانت قوات “ي ب ك – بي كا كا” الإرهابية المدعومة من الولايات المتحدة، قد دفعت ليل السبت، بتعزيزات عسكرية إلى مناطق سيطرتها على الحدود التركية شمالي سوريا ، بالتزامن مع تحليق طيران أمريكي في سماء المنطقة.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قد أكدت أن تهديدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإطلاق عمل عسكري على مناطق شمال شرقي سوريا، سيكون “مصدر قلق”, باعتباره سيقوض اتفاق “المنطقة الآمنة” الموقع بين تركيا والولايات المتحدة.
إقرأ أيضاً: روسيا تكشف موقفها من العملية العسكرية التركية شرق الفرات
وأعلن الرئيس التركي أمس السبت عن اكتمال الاستعدادات والخطة العسكرية لبدء تنفيذ عملية عسكرية ضد وحدات الحماية الكردية في شرق الفرات.
وقال أردوغان, بحسب ما ذكرت وكالة الأناضول ورصدت الوسيلة: “أجرينا استعداداتنا وأكملنا خطة العملية العسكرية في شرق الفرات وأصدرنا التعليمات اللازمة بخصوص ذلك”.
ويوجد نحو ألفي جندي أمريكي في 18 قاعدة ونقطة عسكرية بسوريا.
ومنذ 2015، تقدم الولايات المتحدة دعما عسكريا ولوجستيا لـ “ي ب ك”، بزعم أنها تقاتل تنظيم “داعش” الإرهابي