بعد أن تخلى عنهم ترامب.. هذه رسالة بشار الأسد إلى قسد
متابعة الوسيلة:
بعد صمت طويل وفي أول تصريح رسمي, أبدى نظام بشار الأسد استعداده للدفاع عن كل الأراضي السورية, مؤكداً أن قوات سوريا الديمقراطية خسرت كل شيء, ويجب ألا تخسر نفسها.
جاء ذلك تعليقاً على انسحاب القوات الأمريكية من الحدود مع تركيا, ما مهد الطريق أمام تركيا لتنفيذ عملية عسكرية في منطقة شرق الفرات الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”.
وذكرت صحيفة الوطن شبه الرسمية بحسب ما رصدت الوسيلة نقلاً عن نائب وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد, الاثنين 7 تشرين الأول، قوله: “من يرتمي بأحضان الأجنبي سيرميه الأجنبي بقرف بعيدًا عنه”، ويقصد قيادات “قسد” حلفاء واشنطن.
وتوعد المقداد تركيا إذا ما شنت عملية عسكرية على مناطق شرق الفرات, مؤكداً عدم قبول احتلال أي أرض سورية, وفق تعبيره.
وتابع المقداد: “في حال شنت تركيا أي عدوان على أراضي البلاد سندافع عن كل الأراضي السورية، ولن نقبل بأي احتلال لأي أرض أو ذرة تراب سورية”.
ودعا المقداد قسد إلى عدم إلقاء أنفسهم في التهلكة, على حد تعبيره, مضيفاً: ” لكن على الآخرين وفي هذا المجال، ألا يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة، لأننا على استعداد للدفاع عن أرضنا وشعبنا”.
وأشار مسؤول النظام السوري إلى أن قسد خسرت كل شيء, مطالباً إياها بالعودة إلى حضن النظام والقتال تحت سقف الوطن قبل أن تخسر نفسها.
وخاطب المقداد قيادات قسد قائلاً: “نقول لهؤلاء بأنهم خسروا كل شيء ويجب ألا يخسروا أنفسهم، وفي النهاية الوطن يرحب بكل أبنائه ونحن نريد أن نحل كل المشاكل السورية بطريقة إيجابية وبطريقة بعيدة عن العنف لكن بطريقة تحافظ على كل ذرة تراب من أرض سوريا”.
من جهته, قال القائد العام لقوات ما تسمى بـ”سوريا الديمقراطية” مظلوم عبدي “إنهم يدرسون الآن الشراكة مع رأس النظام السوري بشار الأسد لمحاربة القوات التركية”.
وأكد عبدي في تصريح لمحطة “ان بي سي نيوز” الأمريكية أن ذلك “أحد الخيارات التي لديهم على الطاولة”, في مواجهة الأتراك.
وأعرب القيادي الكردي عن خيبة أمله من تخلي الولايات المتحدة عنهم, وإفساح المجال أمام تركيا لشن عمل عسكري على مناطق شرق الفرات الخاضعة لسيطرتهم.
وتعليقاً على قرار الرئيس اﻷمريكي بالانسحاب، أوضح عبدي قائلاً: “بصراحة، هذا يجعلنا نشعر بخيبة أمل”.
ورأى القيادي الكردي أن القرار يضر بالثقة السورية في الولايات المتحدة ويضر بمصداقية الولايات المتحدة”.
إقرأ أيضاً: القوات الكردية تُهـدد بالتعاون مع بشار الأسد ضد تركيا
وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع اكتمال الاستعدادات التركية على الحدود مع سوريا لتنفيذ عملية عسكرية على مناطق شرق الفرات التي تسيطر عليها وحدات الحماية الكردية المدعومة من واشنطن.
وفي بيان له, أمس الاثنين, أعلن البيت الأبيض، أن تركيا ستمضي قدمًا في العملية المخطط لها منذ فترة، لكن القوات الأمريكية لن تشارك بالعملية، ولن تكون موجودة في منطقة شمالي سوريا، بعد نجاحها في القضاء على تنظيم “الدولة”.
وبعد ساعات على بيان البيت الأبيض, توعد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في تغريدة على تويتر, تركيا بتدمير اقتصادها بالكامل وطمسه في حال فعلت ما يعتبره ترامب تجاوزاً للحدود في سوريا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أعلن الاثنين، أن القوات الأمريكية بدأت بالانسحاب من مناطق شرق الفرات في سوريا.
وقال أردوغان: “عملية انسحاب القوات الأمريكية شمال سوريا بدأت كما أفاد الرئيس ترامب في اتصالنا الهاتفي أمس”.
وأوضح أردوغان أن ترامب كان قد أمر بسحب قواته من المنطقة، إلا أنّه حصل تأخر، وعلى الرغم من ذلك واصل الطرفان التركي والإمريكي لقاءاتهما، وستتواصل هذه اللقاءات أيضا بعد الاتصال الهاتفي.
وأكد الرئيس التركي أنّ بلاده عازمة على المضي قدما في تطهير حدودها من الإرهابيين، ووضع حد لتهديداتهم.
بينما حذرت “قسد” من الآثار السلبية للعملية التركية, معتبرة أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تفِ بالتزاماتها حيال إنشاء آلية لضمان أمن الحدود مع تركيا.