سحر أردوغان أخضع ترامب.. هذا ما وراء كواليس العملية التركية المرتقبة شرق الفرات!
متابعة الوسيلة:
اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” أنّ إعلان الولايات المتحدة عدم تدخلها في العملية يشير إلى نهاية مفاجئة للجهود التي تبذلها الولايات المتحدة منذ أشهر للتوسط للسلام بين حليفيْن أساسييْن.
وأشارت الصحيفة وفق ما ترجم موقع لبنان 24 ورصدت الوسيلة إلى أنّ الإعلان أعقب اتصالاً بين الرئيسيْن دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان.
ورأى مسؤولون أميركيون في تصريحهم للصحيفة أن العملية التركية وانسحاب القوات الأميركية بمثابة “التفاتة مفاجئة”.
ويشير مسؤولون امريكيون إلى أنّ الدعم الكردي ما زال ضرورياً لتفادي عودة “داعش” إلى سوريا وحراسة المرافق التي يُحتجز فيها مقاتلو التنظيم وعائلاتهم, وفق الصحيفة.
وذكر مسؤول أميركي كبير للصحيفة أنّ الحكومة الأميركية “لا تملك فكرة حول الشكل الذي ستتخذه العملية التركية، أي هل ستكون عبارة عن تدخل محدود ورمزي أو عملية كبيرة تهدف إلى الدخول إلى سويا بعمق 30 أو 40 كيلومتراً”. وحذّر المسؤولون الأميركيون من قدرة العملية العميقة في سوريا على تهديد أمن سجون “داعش” أكثر.
من جانبها، أكدت صحيفة “الغارديان” أن واشنطن تخلت عن “حلفائها” الأكراد، مشيرة إلى أنّ ترامب اتخذ قراره من دون مشاورة ومعرفة الديبلوماسيين الذي يتعاطون في الشأن السوري.
وحذر متخصصون في الشأن السوري من أنّ تخلي واشنطن عن “قوات سوريا الديقراطية” سيفتح جبهة جديدة في الصراع السوري وقد يدفع الأكراد باتجاه إبرام تسوية مع رأس النظام السوري بشار الأسد.
من جانبه، علق مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن، سونر چاغاپتاي، على عدم اعتراض الولايات المتحدة على العملية التركية.
وقال چاغاپتاي بحسب ما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز”: “هذا تطور بارز فعلاً”. كما حذّر چاغاپتاي من أنّ هذه العملية ستتيح لتركيا الدخول إلى عمق أرض أخرى خاضعة لسيطرة الأكراد في سوريا”.
وأوضح أن هذا سيثبت مجدداً أنّ تأثير أردوغان على ترامب في ما يتعلق بسياسة سوريا؛ سبق لترامب أن أعلن انسحاباً أميركياً من سوريا في 4 نيسان العام الفائت ( اتصل به أردوغان في 30 آذار)، وانسحاباً آخر في 19 كانون الثاني الفائت (اتصل به أردوغان في 14 كانون الأول).
بدوره، نشر الصحافي في “ديلي صباح”، رجب سويلو، “الخارطة التركية الرسمية” التي تظهر المنطقة التي تنوي تركيا استعادتها في سوريا.
وقال سويلو إن الخارطة التركية الرسمية لا تضم مخيم الهول.
وأوضح سويلو أنّ عدد الجنود الأميركيين المنتشرين في تلك المنطقة يتراوح بين 100 و150، لافتاً إلى أنّ ترامب لم يعطِ أوامر الانسحاب الكامل بعد.
كما بين سويلو أنّ ترامب سهّل طلعات استطلاعية تركية فوق المناطق الخاضعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” في الأسابيع الماضية.
وأشار سويلو إلى قيام القوات الأميركية بتدمّير بعضاً من تعزيزاتهم الأساسية.
وفي هذا الصدد, اعتبر سويلو أن الولايات المتحدة قامت: “بذلك للحؤول دون حصول عملية تركية”.
إقرأ أيضاً: الإمارات تعلّق على العملية التركية في شرق الفرات
وخلص سويلو إلى تساؤلات: “هل سيجد البنتاغون طريقة جديدة لعرقلة الانسحاب الأميركي من المناطق الحدودية مع تركيا؟ وهل ستسيطر تركيا على بلدات ذات أغلبية كردية كبرى؟ أم على بلدات ذات أغلبية عربية ومناطق ريفية؟ وكيف سترد “وحدات حماية الشعب” و”حزب العمال الكردستاني؟”.
ورد سويلو على تصريح “قوات سوريا الديمقراطية” أنّ الولايات المتحدة لم تفِ بالتزاماتها، مذكراً بتصريحات المسؤول في الإدارة الأميركية جوناثان كوهين في العام 2017 الذي قال فيه: “لم نقدم أي وعود إلى “وحدات حماية الشعب الكردية” وعلاقتنا معهم “مؤقتة وتكتيكية”.
مع العلم أنه سبق للمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري أن وصف في العام 2017 علاقة بلاده مع “وحدات حماية الشعب” بأنّها “مؤقتة” و”تكيتيكة” و”لها غرض معين”.