بعيداً عن البحر.. ابتكار جديد من السوريين للوصول إلى أوروبا
الوسيلة – خاص:
بعد أن تقطعت السبل باللاجئين السوريين للوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي بطريقة غير شرعية، بعد تطبيق الاتفاق التركي الأوربي الموقع عام 2015، والخاص بوقف تدفق اللاجئين، وتضييق السلطات التركية واليونانية على الرحلات غير الشرعية، ابتكر السوريون خلال العام الأخيرة طريقة جديدة للوصول إلى أوروبا، بتكاليف لاتقل عن 1500 دولار.
الطريقة الجديدة التي رصدتها الوسيلة، تبدأ بسفر شرعي إلى البرازيل “التي لا تزال منح تأشيرة دخول للسوريين إلى أراضيها” قبل أن يتابع اللاجئ الطريق بطريقة غير شرعية إلى غواتيمالا، ومنها يعود بطريقة شرعية إلى فرنسا.
ماهي غواتيمالا؟
تقع جمهورية غواتيمالا في أميركا الوسطى، تحدها من الشمال والغرب المكسيك ومن الجنوب الغربي المحيط الهادي، ومن الشمال الشرقي بليز، وشرقا البحر الكاريبي، ومن الجنوب الشرقي هندوراس والسلفادور، وهي مستعمرة أسبانية سابقاً.
في غواتيمالا، يتقدم اللاجئون السوريون بطلب لجوء إلى السفارة الفرنسية في العاصمة “غواتي” حيث تشير الحالات التي رصدتها الوسيلة إلى أن جميع طلبات اللجوء الخاصة بالسوريين المقدمة في السفارة الفرنسية هناك، باتي الرد عليها بالقبول وفي فترة زمنة لا تتجاوز 3 أشهر.
التكاليف
للحصول على تأشيرة البرازيل، على اللاجئ الحصول على دعوة من أي مواطن أو مقيم في البلاد، وتلك الدعوة لا تتجاوز تكلفتها 100 دولار أمريكي فقط، فيما يصل سعر التذكرة الجوية من منطقة الشرق الأوسط “لبنان – تركيا- الأدرن” إلى حوالي 1000 دولار أمريكي في رحلة قد تستغرق 16 ساعة من الطيران.
فور الوصول إلى البرازيل، تسمح السلطات للسوريين بالبقاء بقدر ما يشاؤون، لكن لا تظام للجوء في البلاد، أي أن الحكومة لا تغطي أي تكاليف أو رعاية صحية، في البلاد المنهكة اقتصادياً وغير الأمنة، حيث تنتشر العصـ.ابات وعمليات الخطـ.ف والقـ.تل.
إقرأ أيضاً: أكثر من مليون دولار.. رجل أعمال يدعم استقرار لاجئين سوريين في كندا
من العاصمة البرازيلية، على اللاجئ أن ينتقل بطريقة غير شرعية إلى غواتيمالا، تكلفة عملية التهريب تصل إلى 500 دولار أمريكي، وهي غير خطرة على الإطلاق، نظراً لأن المسافة قريبة ومن الممكن أن تكون براً.
الوسيلة علمت أن بعض السوريين وصلوا الى تلك الجمهورية، من دون أي اعتماد على مهربين، وتجاوزا الحدود بيسر، إلا أن المهربين هم من يمتكلون المعلومات عن طبيعة الجغرافية، وكيفية التحرك بشكل أمن داخل البلدين.
الانتظار
تبقى المهمة الأصعب، هي الانتظار، وما يعنيه ذلك من تكاليف الإقامة حتى موعد الحصول على تأشيرة دخول إلى فرنسا، المدة قد تصل إلى ثلاثة أشهر، ولا يمكن التيقين من الحصول على التأشيرة بشكل مطلق، إلا أن بعض من تحدثت إليهم الوسيلة، أكدوا أن لا خيار أمامهم سوى المغامرة بالرحلة التي قد تكون الأخيرة.
ففي حال لم يحصل السوري على تأشيرة فرنسا، فإن لا بلاد تستقبله على جنسيته السورية، بإستثناء سوريا، وفي حال كان مطلوباً من قبل النظام السوري، فإن هذا يعني مواجته لخطر المـ.وت.
يرجى عدم نسخ ما يزيد عن 20 بالمئة من الخبر، مع ضرورة ذكر إسم موقع الوسيلة©، بالإضافة إلى إرفاقه برابط الخبر الأساسي لموقعنا، وذلك حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية وتحت طائلة الملاحقة القانونية والإبلاغ.