أخبار سوريا

هل يستثني أردوغان مدينة عين العرب من المنطقة الآمنة شمال شرق سوريا؟

متابعة الوسيلة:

يشكك مراقبون مهتمون بالشأن السوري، باحتمالية تقدّم قوّات الأسد باتجاه مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي، بسبب الأهمية الكبيرة لموقع المدينة على خارطة “المنطقة الآمنة” التي تنوي تركيا إنشاءها شمال شرقي سوريا.

الكاتب السياسي التركي، أديب اليوسف، رأى أنّه “لا معنى للحديث عن إقامة أيّ منطقة آمنة على الحدود السورية التركية، بدون السيطرة على منطقة عين العرب”.

وتعتبر عين العرب, وفق ما ذكر اليوسف لموقع “عربي 21″، ورصدت الوسيلة, بأنها صلة الوصل بين مناطق عمليات الجيش التركي في ريف حلب الشمالي “درع الفرات، غصن الزيتون”، ومنطقة عمليات “نبع السلام”، في شرقي نهر الفرات.

وأوضح اليوسف في هذا الشأن, أنّ “سيطرة النظام على عين العرب تعني حرمان “المنطقة الآمنة” من مصدر مياه الشرب (نهر الفرات)، وفصل مناطق العمليات العسكرية التركية في الأراضي السورية عن بعضها البعض”.

واعتبر اليوسف أنّ: “السيطرة على مدينة عين العرب، لم تكن ضمن المرحلة الأولى من عملية “نبع السلام”، والحديث الآن عن تحركات من النظام السوري نحوها، قد يجعلها من ضمن أولويات المرحلة الأولى، ما يعني أن المعارك قد تحتدم في محيط المدينة قريبا، وذلك قطعاً للطريق على تقدم النظام نحوها”.

بدوره ، شدد الكاتب التركي، يوسف كاتب أوغلو، على أن تركيا لن تفرط بمنطقة عين العرب, مبيناً أنّ “تركيا لن تتنازل عن إقامة منطقة آمنة على طول الشريط الحدودي الذي يفصل أراضيها عن الأراضي السورية”.

وأضاف كاتب أوغلو أنّ “التفاهمات التركية – الأميركية، التي أقرّها الرئيس الأميركي ترامب، تنصّ على إقامة منطقة آمنة على طول الشريط الحدودي، من الضفة الشرقية لنهر الفرات غربا، وصولا إلى المثلث التركي- العراقي- السوري شرقاً”.

من جانبه, يلفت الباحث في الشأن السوري، أحمد السعيد إلى “الرمزية المصطنعة” لمدينة عين العرب، على حد تعبيره, تلك الرمزية المستمدّة من كونها المدينة التي شهدت بداية الحرب الدولية على تنظيم “داعش”، في العام 2014”.

وعن أهداف قسد من التلويح بتسليم المدينة إلى نظام الأسد, رأى السعيد، أنّ الهدف من تهديدات “قسد” تلك، هي زيادة الضغط على الولايات المتحدة، ودفعها إلى إبقاء جزء من قواتها في محيط المدينة منعا من تقدم قوات “نبع السلام” نحوها.

وأشار السعيد إلى إعلان النظام، بأنّ قواته بدأت بالتحرك نحو الشمال لمواجهة القوات التركية، فهو حديث إعلامي يشبه تماماً الحديث عن انتشار مزعوم لقواته في مدينة عفرين، لعرقلة التقدم التركي في حينها.

وعن إدخال تركيا معدات لتركيب جسور عسكرية عائمة إلى مدينة جرابلس على الضفة الغربية من نهر الفرات، تابع السعيد: “هي خطوة تؤشر إلى أن تركيا بصدد البدء بتحركات عسكرية نحو عين العرب التي تقع على الضفة المقابلة لجرابلس”.

وعقب إخلاء الولايات المتحدة مواقعها العسكرية في عين العرب، اتفقت قسد مع نظام الأسد، على أن يدخل جيش النظام السوري إلى المدينة، ويفرض سيطرته عليها، إضافة للمناطق على طول الحدود مع تركيا بهدف عرقلة تقدم قوات نبع السلام إلى تلك المناطق.

ورداً على إعلان قسد اتفاقها مع النظام, أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الاثنين أنه “لا يوجد أي خلافات مع روسيا حول عين العرب (كوباني)، وأيضاً لا خلافات مع الولايات المتحدة حول منبج”.

إقرأ أيضاً: من منبج إلى الحدود العراقية.. تصريح جديد لأردوغان حول نبع السلام

من جهته, نفى الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني, الرائد “يوسف حمود” الأنباء المتداولة حول دخول قوات الأسد إلى مدينة منبج شرق حلب, مؤكداً أن هدفها التأثير على تقدم قوات عملية نبع السلام التركية.

وقال, حمود بحسب ما رصدت الوسيلة, إن ممثلي الوحدات الكردية ونظام الأسد اتفقا على خروج كامل مقاتلي وحدات الحماية من أحياء مدينة حلب ودخولها على شكل أرتال تحمل أعلام النظام ويرتدي عناصرها الزي الرسمي لجيش الأسد إلى مدينة “منبج” وشرق الفرات.

وكانت وزارة الدفاع الروسية، قد أعلنت اليوم الثلاثاء 15 أكتوبر/تشرين الأول، سيطرة جيش النظام السوري بشكل كامل على مدينة منبج وكافة البلدات المحيطة بها.

كما قالت الإخبارية السورية التابعة لنظام الأسد إن وحدات من الجيش السوري دخلت إلى مدينة منبج.

ونشرت القناة الموالية صوراً زعمت أنها لـ”احتفالات شعبية ترحيبًا بدخول وحدات من الجيش العربي السوري إلى منبج”.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن في 9 تشرين الأول أكتوبر الجاري، إطلاق قواته عملية عسكرية تحت اسم “نبع السلام” شمال شرق سوريا ضد مسلحي “وحدات حماية الشعب” الكردية المعروفة بـ”قسد”, والمصنفة إرهابية.

زر الذهاب إلى الأعلى