لا غنى لـ”بشار الأسد” عن بوتين.. وعقوبات أمريكية في مرمى أردوغان
متابعة الوسيلة:
اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية أن اتفاق الأكراد مع نظام بشار الأسد سيخلط الأوراق, بعد اقتراب جيش النظام السوري من الحدود التركية واستمرار تقدم القوات التركية و”الجيش الوطني” ضمن عملية “نبع السلام” التي بدأت منذ الأربعاء الماضي.
وقال المحلل إيشان ثارور في تقرير للصحيفة الأمريكية ترجمه موقع لبنان 24 ورصدته الوسيلة إنّ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من سوريا يتحوّل إلى فوضى.
وألمح ثارور إلى أنّ عودة شمال سوريا إلى سيطرة نظام دمشق الأمنية ستمثّل نتيجة مرضية للأتراك بحد ذاتها.
وأشار ثارور إلى أنه: “قد يكون دور روسيا في التوسط لحصول تقارب بين بشار الأسد والسوريين الأكراد بعد العملية التركية دليلاً إلى أنّه حسب محللين فإن الأتراك والروس يبرمون اتفاقاً ضمنياً بشأن المرحلة النهائية.
أما صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية, رأت أن التقارب بين النظام والأكراد يمثل “نقطة تحوّل كبيرة في حرب سوريا الطويلة”.
بينما نبهت وكالة “بلومبيرغ” الأميركية إلى أنّ قرار بشار الأسد نشر قوات من جيش النظام السوري شمال شرقي البلاد رداً على “الهجوم التركي” قد يزيد خطر حصول تصعيد بعد التفات المقاتلين الأكراد إلى دمشق في ظل غياب الدعم الأميركي.
من جهته, رجح السفير الاسترالي السابق لدى النظام السوري، بوب بوكر، أن تكون فاعلية تقدّم جيش النظام السوري محدودة، ما لم يتلقَ وعوداً بالحصول على دعم جوي من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال بوكر: “يبدو السوريون ضعفاء جداً وخفيفي السلاح في ظل غياب القوة الجوية، وربما لن يتجهوا نحو صدام مع الأتراك أو المقاتلين المدعومين تركيا من دونها”.
وأضاف السفير أنّ “جزءاً كبيراً مما سيحصل في شمال سوريا بات مناطاً بالشكل الذي ستتخذه مصالح بوتين وأردوغان في الأسابيع المقبلة”.
كما حذرت الوكالة من “ثمن باهظ” قد يدفعه الأكراد بعد الاتفاق مع الأسد.
وفي هذا السياق, قالت الوكالة: “قد تنجح الخطوة في دفع تركيا إلى التراجع عن الحدود إلاّ أنّه يُرجح أن تعني السماح لنظام دمشق باستعادة السيطرة على شمال شرقي البلاد”.
وأشارت الوكالة إلى العقوبات التي توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرضها على تركيا من دون أن يقدّم جدولاً زمنياً لذلك.
ووفق ما نقلت الوكالة, فقد تحدث 4 مسؤولين مطلعين عن إمكانية اتفاق زعماء الاتحاد الأوروبي على وقف تصدير السلاح إلى تركيا هذا الأسبوع (أعلنت فرنسا وألمانيا السبت وقف شحنات الأسلحة إلى تركيا).
إقرأ أيضاً: تصريح مفاجئ للرئيس أردوغان بشأن منبج.. وزيارة عاجلة إلى روسيا
وكان المتحدث العسكري باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة “الكولونيل ميليس بي كاجينز” قد أعلن أن قواتهم غادرت مدينة “منبج” بشمال سوريا.
وفي تغريدة له عبر تويتر, قال “كاجينز” اليوم الثلاثاء، إن القوات الأمريكية تنفذ انسحابا مخططا له من شمال شرق سوريا. نحن خارج منبج”.
وكانت مواقع ووسائل إعلام موالية لنظام الأسد قد نشرت أن وحدات من جيش الأسد دخلت المدينة، وذلك بعد اتفاق بين “قسد” والنظام تخلي فيه الأولى مواقعها لحساب النظام.
وتقدمت القوات التركية والجيش الوطني السوري في عدة مناطق بشرق الفرات بعد سيطرتها على مدينة تل أبيض بالكامل إضافة لعشرات القرى والمزارع المحيطة بها وبمدينة رأس العين التي ما تزال تشهد اشتباكات عنيفة مع قوات قسد.
في حين أعلنت قوات الأسد دخول عدة قرى وبلدات في محافظة الحسكة وريف مدينة الرقة، ومنبج شرق حلب الأمر الذي نفاه الجيش الوطني السوري مؤكداً أن الهدف من هذا الإعلان هو التأثير على تقدم قوات نبع السلام.
كما أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في مؤتمر صحفي، الاثنين، أنه لا يجد مشكلة بين تركيا وروسيا حول مدينة عين العرب، وفي حال حدوث أي مشكلة يتم التواصل مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال 24 ساعة.
والأربعاء 9 من تشرين الأول, أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إطلاق قواته عملية عسكرية تحت اسم “نبع السلام” شمال شرق سوريا ضد مسلحي “وحدات حماية الشعب” الكردية المعروفة بـ”قسد”, والمصنفة إرهابية.