بشار الأسد يُغضب بوتين والأخير يرسل مبعوثه الخاص إلى سوريا
الوسيلة -متابعة:
أثار نظام بشار الأسد غضب حليفه الروسي بوتين بعد رفضه لطلب المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسون بعقد اجتماع مع أعضاء لائحة النظام في “اللجنة الدستورية”.
وأفادت صحيفة “المدن” ورصدت الوسيلة أن نظام الأسد رفض مشاركة رئيس اللجنة الدستورية من طرفه، أحمد الكزبري، في الاجتماعات التحضيرية لانعقاد الاجتماع الأول نهاية تشرين الأول الجاري.
وأرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مبعوثه الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، ونائب وزير الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين، للجلوس مع الأسد مباشرة وبحث هذه السلوكيات والنتائج المترتبة عليها.
وأكدت المصادر أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وحتى روسيا، مستاؤون من النظام وتصرفاته، التي تُلمح إلى كونه لا يريد المشاركة في “اللجنة الدستورية” بشكل فعال، ولا يريد التقدم في الملف السياسي.
وألمحت المصادر إلى أن موسكو أوفدت مرسليها إلى دمشق، لتحذير بشار من أن هذه السلوكيات ستضع موسكو أمام موقف محرج، كما أن موسكو ستضغط على النظام للتحرك بإيجابية مع الملف ووقف السلوك الذي ينتهجه في الوقت الراهن.
وقالت أن نتائج زيارة الوفد الروسي ستُحدد طبيعة مشاركة النظام، خصوصاً أن موسكو ستفرض ايقاعها على النظام، فإن كانت موسكو جادة في موضوع “الدستورية” فسينعكس ذلك على سلوك النظام في الأيام المقبلة.
وأكدت الصحيفة عن مصادرها أن الزيارة لم تكن كما روج لها إعلام النظام على أنها جاءت في إطار عملية نبع السلام، إنما كانت حول أداء النظام على صعيد تشكيل اللجنة الدستورية.
وقالت المصادر أن المبعوث الدولي إلى سوريا اقترح إجراء لقاءات تحضيرية ثنائية مع رئيسي اللجنة الدستورية؛ هادي البحرة عن المعارضة، وأحمد الكزبري عن النظام.
وأردفت الصحيفة على أن يتبع الاجتماع الثنائي “ربما” لقاء ثلاثي مع البحرة والكزبري، لمناقشة بعض تفاصيل عمل اللجنة قبيل انطلاق اجتماعها الأول نهاية تشرين الأول في جنيف.
وقالت المصادر بحسب الصحيفة أن النظام يتجه لرفض إقامة حفل افتتاح رسمي لأعمال اللجنة الدستورية في جنيف.
وأضافت أن المعارضة السورية رحّبت بطلب بيدرسون، وقبلت عقد لقاء بينه وبين البحرة، فيما أبدى النظام تحفظه على طلب لقاء بيدرسن والكزبري، ورفض إجراء اللقاء.
ورجّحت المصادر أن رفض النظام يأتي من رغبته في عدم جمع الأمم المتحدة مع أعضاء لائحته لـ”الدستورية” قبل إنطلاق الاجتماعات.
كما أن النظام أخبر بيدرسون أن وفده لن يكون في جنيف قبل 30 تشرين الأول، أي في يوم افتتاح أعمال “اللجنة الدستورية”، فيما من المتوقع أن يصل وفدا المعارضة والمجتمع المدني، في 28 تشرين الأول.
وتشير سلوكيات النظام، وفقاً للمصادر إلى عدم الرغبة الحقيقية بالمشاركة الفعالة، ولا بالتحضيرات، ولا حتى الدخول في نقاشات جدية حول “اللجنة الدستورية”.
وذكرت المصادر أن النظام عين أحمد الكزبري، رئيساً للجنة الدستورية عن لائحته، بدلاً من أمل يازجي، بسبب رغبة النظام في تعيين شخص يحمل ولاءً مطلقاً له.
ورجّحت أن يكون النظام استبعد يازجي بسبب ما أبدته من حماسة زائدة في الآونة الأخيرة حيال اللجنة الدستورية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر المعارضة أنها مستمرة في أعمالها التحضيرية من أجل اجتماع “اللجنة الدستورية”.
وأشارت المصادر إلى أنها بصدد الانتهاء من أبرز المحاور اللازمة للقاء، خلال أيام قليلة، قبيل بدء الجلسات في جنيف.
إقرأ أيضاً: بشار الأسد يأمر بمنح الجنسية السورية لمئات الشخصيات
وأحمد الكزبري، هو رئيس “لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية” في برلمان نظام الأسد، وكان عضواً في “اللجنة الوطنية لإعداد دستور” العام 2012، وهو حاصل على دكتوراه في القانون الدولي، وهو شريك مؤسس في “بنك الشرق” وفي “شركة آ ر م سي الهندسية للمقاولات العامة” وفي “بنك الشام”.
وأمل يازجي، هي رئيسة قسم القانون الدولي بجامعة دمشق، مستشارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمكتب دمشق، وهي حاصلة على الدكتوراه في “القانون الدولي العام” من باريس.