أخبار تركيا

تركيا تصعد لهجتها ضد السعودية

متابعة الوسيلة:

انتقدت وكالة الأناضول التركية الرسمية موقف السعودية المعادي لتركيا ولعملية “نبع السلام” ومحاولة وسائل الإعلام السعودية تشويه الحقائق بهدف إضعاف تركيا عسكرياً واقتصادياً وسياسياً.

وقالت الوكالة في تقرير نشرته اليوم الأحد 20 من تشرين الأول ورصدته الوسيلة: “إن عملية نبع السلام التي أطلقتها تركيا على طول الشريط الحدودي مع سوريا، قد أزعجت عش الدبابير، وغيرت التوازنات في الساحة”.

وأضافت الوكالة أن “العملية أسقطت أيضاً أقنعة الفاعلين الدوليين واحداً تلو آخر”. والموقف المعادي الذي اتخذته الدول الحلفاء في “الناتو” والشركاء الاستراتيجيين والدول التي تتعاون منذ سنوات مع التنظيمات الإرهابية ضد تركيا، كان متوقعاً, وفق الوكالة.

واعتبرت الوكالة في تقريرها أن إدانة العملية من السعودية والإمارات، وجامعة الدول العربية التي تدور في فلكهما، إضافة إلى البحرين ومصر، وقيام إعلامها المقروء والمرئي بإعلان الحرب عليها عبر عناوين الصحف والبث الحي على مدار 24 ساعة، وكأنه نوع من الكوميديا السوداء.

وفي التقرير المطول, أشارت الوكالة إلى أن الجامعة العربية التي لا تحظى بتقدير الشعوب واحترامها ـ ولا حتى الحكومات ـ أدانت عملية “نبع السلام” واصفة إياها بـ “الاحتلال”. وتابعت الوكالة التركية: بيان الجامعة لم يلق اهتماماً حتى من الدول الأعضاء.

كما أن المعروف عن الجامعة افتقارها إلى آلية التنفيذ والتطبيق، ما دفع بعض الدول الأعضاء إلى الامتناع عن توقيع البيان، فيما أعربت دول أخرى عبر وزارات خارجيتها عن عدم اتفاقها مع القرار المتخذ.

وأوضحت الوكالة أن تباكي الأنظمة العربية وإعلامها اليوم على التنظيم الإرهابي، الذي هجّر السكان العرب شمال سوريا أراضيهم، وأطلق على المنطقة اسم “روج آفا”، يعد أمرا غير أخلاقي.

وبينت أن الجامعة العربية لم تعقد اجتماعا طارئا ضد إيران التي تتحكم في أربع عواصم عربية (بغداد، دمشق، بيروت، صنعاء)، ولم ترفع تلك الأنظمة صوتها إزاء انتهاك إسرائيل السيادة السورية وضرب أهداف تراها مهمة.

كما نوهت الوكالة إلى الاستقبال المهيب في السعودية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الداعم الأكبر لنظام بشار الأسد، الذي ارتكب المجازر في سوريا دون تمييز بين نساء وأطفال وشيوخ.

واستغربت وكالة الأناضول من تصريحات الإدارة السعودية، و ما تنشره وسائل إعلامها المرئية والمقروءة بخصوص عملية “نبع السلام”، ما يخيل للمرء أن تركيا أعلنت الحرب على الرياض، أو أنها قصفت منشآتها النفطية مثل شركة أرامكو، أو قدمت أسلحة لجماعة الحوثي المدعومة إيرانيا في اليمن، الذي تحول إلى مستنقع غاصت فيه الإدارة السعودية.

ولفتت الوكالة إلى أن وسائل الإعلام السعودية وعلى رأسها “العربية” و”الحدث “، إضافة إلى صحيفة “عكاظ” التي تأتي في مقدمة الصحف المعادية لتركيا، تبدو وكأنها وسائل إعلامية ناطقة باسم منظمة “بي كا كا” الإرهابية.

وأكدت الوكالة أن عكاظ تحاول تشويه صورة العملية وأهدافها عبر استخدام أساليب الدعاية السوداء وتزييف الحقائق.

كما ذكرت الوكالة بتصريح وزير الخارجية السعودي آنذاك عادل الجبير، حين قال إن مقاتلات جيش بلاده ستحارب إلى جوار تركيا ضد “داعش” الإرهابي في سوريا.

والذي أضاف: أن الرياض تدعم جهود أنقرة في هذا الإطار. وكانت الإمارات والإدارة الانقلابية في مصر، أصلا في تحالف سري مع نظام الأسد.

وتغاضت السعودية عن ظلم نظام الأسد ومجازره منذ مارس 2011 وحتى اليوم, وسارعت لتذكر أن سوريا دولة عربية ذات سيادة, كما تلفت الوكالة.

ولم تغفل الوكالة زيارة ثامر السبهان، وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، إلى الرقة ودير الزور شمال شرقي سوريا عامي 2017 و2019، ولقائه مع قياديي التنظيم الإرهابي واعدا إياهم بتقديم الدعم.

وفسرت الوكالة في تقريرها حملات التشوية والدعاية السوداء التي تشنها الإدارة السعودية على العملية، بأنها تندرج في إطار محاولات إضعاف تركيا سياسيا واقتصاديا وعسكرياً.

وتباينت ردود الفعل الدولية والعربية إزاء عملية نبع السلام, حيث أدانت الجامعة العربية في اجتماعها الأخير العملية واصفة إياها بالغزو الذي يستهدف دولة عربية ذات سيادة.

وكانت وزارة الخارجية السعودية قد أعلنت عن إدانتها العملية العسكرية التركية في مناطق شمال شرقي سوريا.

وقالت الوزارة في بيان إن المملكة تعرب عن إدانتها “للعدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا”.

إقرأ أيضاً: روسيا تستبق زيارة أردوغان بتصريح مفاجئ

والخميس الماضي وافقت تركيا، على اتفاق وقف إطلاق نار معلن في شمال شرقي سوريا، مدته خمسة أيام، على أن تنسحب “وحدات حماية الشعب الكردية” من “المنطقة الآمنة” التي تعتزم تركيا إنشاءها على طول 440 كيلو متراً وبعمق 30 كم على الأقل بحسب تصريحات الرئيس التركي.

وتوعد الرئيس التركي بسحق رؤوس الإرهابيين في حال عدم تطبيق التفاهمات مع واشنطن بشكل كامل قبيل انتهاء مهلة الـ120 ساعة.

وكانت القوات التركية قد بدأت عملية عسكرية في مناطق شمال شرقي سوريا بمشاركة “الجيش الوطني” السوري، تحت اسم “نبع السلام”، منذ 9 من تشرين الأول الحالي، ضد “قسد” وعمادها العسكري “وحدات حماية الشعب”.

زر الذهاب إلى الأعلى