أردوغان يعتزم اتخاذ خطوات لازمة في سوريا بعد لقائه بوتين
متابعة الوسيلة:
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا ستقدم على الخطوات اللازمة فيما يتعلق بعملية نبع السلام وإنشاء المنطقة الآمنة في شمال شرق سوريا وذلك عقب مباحثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم غدٍ الثلاثاء.
وقال أردوغان خلال كلمة في منتدى “تي آر تي وورلد”، الذي تنظمه القناة التركية الرسمية الناطقة بالإنجليزية في 21و22 من الشهر الحالي: “انقضى جزء كبير من مهلة الـ120 ساعة المحددة مع الولايات المتحدة”.
وتابع أردوغان في كلمة نقلتها الأناضول ورصدتها الوسيلة: “سأبحث مع الرئيس بوتين غدا الثلاثاء مستجدات الأوضاع في سوريا، وبعدها سنُقدم على الخطوات اللازمة”.
ولفت أردوغان إلى أن تركيا وعلى مدار 17 – 18 عاماً من حكم حزب العدالة والتنمية لم تجلس مع التنظيمات الإرهابية على طاولة واحدة, مضيفاً: “ولن نجلس”.
وأوضح أردوغان أن: “تركيا ليس لديها مطامع في أراضي أي دولة ولا ترمي للحد من حرية أي شعب أو إلحاق الضرر بمصالحه”.
كما أشار أردوغان أن: “تركيا تختلف بوجودها عن الذين يبيتون النوايا الخبيثة في سوريا والعراق وأفغانستان وليبيا وإفريقيا والبلقان”.
وبين الرئيس التركي قائلاً: “نحن هناك للمصير المشترك الذي يجمعنا، وهذا الشيء عصي على فهم من يعتبر قطرة النفط أغلى من قطرة الدماء”.
وشدد أردوغان على مواصلة التوصيف الدقيق عبر: ” وصف الإرهابي بأنه إرهابي والظالم بأنه ظالم دون أي تمييز”.
وقال أردوغان: “تبين جليا أن الدول التي رسمت حدودها بالمسطرة، وليس بالدماء والعرق لن تكون دولا حقيقية أبدا”.
كما نبه أردوغان إلى خطورة امتداد مشكلة الإرهاب واللاجئين ووصولها إلى دول أخرى.
ورأى أردوغان أنه من الخطأ الاعتقاد بذلك, قائلاً: “مخطئ من يعتقد بأن مشكلة الإرهاب واللاجئين ستظل محصورة بتركيا إلى الأبد”.
وفيما يخص دعم الولايات المتحدة الأمريكية لإرهابيي “ي ب ك/بي كا كا” بالأسلحة والعتاد, استغرب أردوغان هذا السلوك معتبراً أنه لا يصب في أي مفهوم ديمقراطي.
حول ذلك, خاطب أردوغان الولايات المتحدة قائلاً:” الذين يقولون بأنهم الأقوى في العالم، كيف سيوضحون إرسالهم 30 ألف شاحنة أسلحة وذخيرة وعتاد لشمال سوريا عن طريق العراق، بأي مفهوم ديمقراطي سيفسرون ذلك؟”.
وانتقد أردوغان اصطفاف الاتحاد الأوروبي والدول الغربية مع الإرهابيين في الوقت الذي كانوا يعلنون فيه محاربتهم للإرهاب.
وبين أردوغان في ذلك: ” الغرب كله بما في ذلك الناتو والاتحاد الأوروبي، اصطفوا إلى جانب الإرهاب وهاجمونا معا، منذ متى بدأتم بالتحرك مع الإرهابيين، كنتم تدّعون بأنكم ضد الإرهاب”.
وفيما يتعلق بواقع الأمم المتحدة وعدم فاعلية قراراتها, طالب أردوغان بإعادة هيكلة المؤسسات الرائدة في النظام العالمي وخاصة الأمم المتحدة.
وتأتي تصريحات أردوغان قبيل انقضاء مهلة الـ120 ساعة التي وافقت عليها تركيا بعد مباحثات أجراها في أنقرة نائب الرئيس ووزير الخارجية الأمريكي, مقابل أن تنسحب الوحدات الكردية من المنطقة الآمنة التي تنوي تركيا إقامتها بعمق 32 كيلومترا ضمن الأراضي السورية.
وسيبحث أردوغان مع نظيره بوتين يوم غدٍ الثلاثاء مسألة إنشاء المنطقة الآمنة في شمال شرق سوريا, إضافة إلى تواجد عناصر وحدات الحماية الكردية في مناطق شمال شرق سوريا وخاصة منبج وعين العرب.
إقرأ أيضاً: بشار الأسد يُغضب بوتين والأخير يرسل مبعوثه الخاص إلى سوريا
وكان الرئيس أردوغان قد توعد يوم الجمعة بسحق رؤوس الإرهابيين في حال لم ينجح الاتفاق المبرم مع واشنطن بشأن انسحاب القوات الكردية من المنطقة الآمنة التي تعتزم تركيا إنشاءها بطول 444 كم وبعمق يصل إلى 32 كم بحسب أردوغان.
واستبقت روسيا زيارة أردوغان ولقائه الرئيس بوتين بتصريح مفاجئ انتقد عملية نبع السلام التركية معتبراً أنها تعرقل عملية التسوية السياسية.
وضمن برنامج “موسكو. الكرملين. بوتين” على قناة “روسيا-1”, قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، الأحد، إن تطور الأحداث شمال شرقي سوريا قد يضر بعملية التسوية السياسية في هذا البلد.
وأعرب بيسكوف عن قلق روسيا الشديد إزاء التطورات الأخيرة شمال شرقي سوريا. وأكد المتحدث الروسي أن هذه الأحداث (في إشارة للعملية التركية شرق الفرات) “قد تضر بالتسوية السياسية.