وزير تركي يكشف تفاصيل الإتفاق الأخير مع روسيا ويحدد طبيعة العلاقة مع بشار الأسد!
متابعة الوسيلة:
أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أن الاتفاق التاريخي بين بلاده وروسيا خطوة مهمة على طريق عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
ونفى تشاووش أوغلو أي تواصل مباشر مع نظام بشار الأسد, مشيراً لوجود اتصالات على مستوى الاستخبارات بين الطرفين.
وقال تشاووش أوغلو خلال استضافته على طاولة الاجتماع الصباحي لمحرري وكالة الأناضول، الأربعاء, إن “التاريخ سجل اتفاقيتي تركيا مع أمريكا وروسيا حول سوريا بأنهما نجاح سياسي ودبلوماسي”.
وأضاف أوغلو بحسب ما رصدت الوسيلة: “إرهابيو ي ب ك/ بي كا كا سينسحبون 30 كيلومتر من الحدود التركية نحو الجنوب بما في ذلك القامشلي”.
وتحدث الوزير التركي عن جهود تركيا في منع الإرهابيين من إقامة دولة لهم شمال سوريا. وأشار تشاووش أوغلو إلى الاتفاقين المهمين لتبديد المخاوف الأمنية, واللذين وقعتهما تركيا في غضون 5 أيام مع أكبر قوتين في العالم.
ولفت تشاووش أوغلو أن إحباط مكيدة التي أحيكت ضد تركيا ومنع الإرهابيين من تأسيس دولة أزعج الكثير من الدول على رأسها إسرائيل وفرنسا. وتابع تشاووش أوغلو: “بما أنّ مخاوفنا مشروعة فإن العملية التي أطلقناها بموجب حقوقنا النابع عن القانون الدولي أيضا مشروعة”.
وجدد تشاووش أوغلو تأكيده على احترام وحدة الأراضي السورية أكثر من أي بلد آخر. ونوه الوزير إلى أنه سيتم الحفاظ على الوضع الراهن في هذا الوقت، حتى تحقيق حل سياسي.
وعن العائدين إلى سوريا بعد عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون, أشار تشاووش أوغلو إلى عودة 365 ألف سوري إلى مناطق محررة من إرهابي تنظيمي “ي ب ك/بي كا كا”، و”داعش” شمالي سوريا.
وعن المنطقة الآمنة, بين تشاووش أوغلو: “وفقًا للاتفاق فإن المنطقة الآمنة تبدأ من نهر الفرات بما فيها عين العرب وشرقي القامشلي وتمتد حتى الحدود العراقية”. وقال: “سيتم إخراج الإرهابيين وأسلحتهم حتى عمق 30 كم خلال 150 ساعة (من الحدود السورية التركية)”.
كما أن تركيا وروسيا ستبدآن بتسيير دوريات مشتركة غرب وشرق منطقة عملية “نبع السلام” بعمق 10 كم، باستثناء مدينة القامشلي عقب انتهاء مهلة الـ 150 ساعة, وفق أوغلو. واعتبر أوغلو أن عملية نبع السلام “خطوة مهمة بخصوص عودة السوريين إلى بلادهم”.
أما بخصوص السيطرة على المناطق التي سينسحب منها تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي خارج نبع السلام، أوضح تشاووش أوغلو أن: “تركيا ستقوم بذلك مع السكان المحليين في المنطقة الموجودة فيها، والآن ستكون روسيا هناك، وحرس الحدود للنظام السوري، وستشكل إدارات محلية بمشاركة كافة أطياف الشعب، فليس لدينا مخاوف أو تردد بهذا الصدد”.
ومن وجهة نظر تركيا ووزير خارجيتها, أن المهم هو اختفاء الكيانات الإرهابية من هناك.
وعن سكان المنطقة, أكد أوغلو أن المناطق التي تتواجد فيها القوات التركية شمالي سوريا معظم سكانها من العرب الذين يشكلون نحو 80 بالمئة من السكان.
وأوضح أوغلو: “هناك أيضَا التركمان والمسيحيين وأقليات أخرى، ولكن الإعلام الغربي والسياسيين يعتبرون أنها مناطق كردية بشكل كامل لأن ي ب ك، هو من يسيطر عليها، ويقولون هاجموا الأكراد، مع الأسف هؤلاء غير صادقين”.
غالبية السكان شمالي سوريا من العرب، ما يعني أنهم سيكونون ضمن الإدارت في المناطق ذات الأغلبية العربية، وكذلك سيكون الأكراد في المناطق ذات الأغلبية الكردية ضمن إدارات تلك المناطق بشكل أكبر, حسب كلام الوزير.
كما كشف أوغلو أن نحو 350 ألف من الأكراد السوريين الموجودين في تركيا يرغبون بالعودة إلى المنطقة الأمنة، مؤكدًا أن هؤلاء لا يستطيعون العودة لأن “ي ب ك” لا يسمح لهم بذلك.
واعتبر أوغلو الاتفاقين مع أمريكا وروسيا حول شمال سوريا نقطة تحول في مستقبل سوريا إضافة لفوائدها لتركيا.
وحول اتفاقية أضنة الموقعة مع النظام، شدد تشاووش أوغلو على قدرة تركيا القيام لوحدها بما يلزم من أجل القضاء على الإرهابيين في حال عدم قدرة النظام على منع التهديدات الإرهابية ضد تركيا.
ونفى وجود اتصالات مباشرة مع النظام السوري, مضيفاً: “قد تكون هناك اتصالات على مستويات الاستخبارات، هذا طبيعي، وخاصة بمكافحة الإرهاب، كما أن النظام في سوريا غير قادر على تطبيق اتفاقية أضنة حتى لو أراد ذلك، فلا سلطة له هنا”.
وأشار إلى أن النظام السوري حاليًا ليس في وضع يسمح له بإدارة كامل البلاد، قائلًا: “النظام لا ينفذ التزاماته المنصوص عليها باتفاقية أضنة، لذلك فإن روسيا ضامنة النظام ستلعب دورا لتسهيل تطبيق الاتفاق”.
وفيما يخص عودة السوريين، قال تشاووش أوغلو إنهم يقومون بالعودة عندما يشعرون أنهم في أمان.
وكشف الوزير عن نية بلاده مع “دول الجوار لسوريا، تركيا ولبنان والأردن والعراق، استضافة مؤتمر حول عودة اللاجئين، لهذا أبعاد كثيرة”.
ودعا أوغلو النظام إلى ضرورة تقديم ضمانات في مناطق سيطرته كي يشعر المهاجرون السوريون بأنهم في أمان، مشددًا على أهمية مراقبة ذلك.
وكذلك فإن تركيا ستعمل مع روسيا بخصوص عودة المهاجرين.
وأضاف: “قد يتطلب عقد اجتماع مانحين من ناحية تهيئة البنية التحتية الضرورية من أجل اللاجئين، لأن هذا ليس بالأمر الذي تقوم به تركيا وروسيا لوحدهما”.
وأكد تشاووش أوغلو أن التوازنات في سوريا تغيرت بالكامل من خلال عمليات “درع الفرات” و”غصن الزيتون”، و”نبع السلام”، وأن هذا نتاج قوة تركيا ميدانيا وفي طاولة المفاوضات.
وتابع: “إذا كنتم موجودون على الأرض فأنتم موجودون أيضًا في الطاولة.. وإذا كنتم أقوياء في الطاولة فإنكم لا تخسرون مكتسباتكم الميدانية”.
ولفت أوغلو إلى أن بلاده تتصرف بدقة متناهية حيال المدنيين, وذلك رداً على حملات التشويه التي مورست ضدها.
أما عن موضوع السلاح الكيماوي, رأى الوزير أن مسرحية “استخدام الأسلحة الكيميائية” تعد دليلًا على عجز الجهات التي تقود حملة التشويه”.
وعن ذلك, بين أوغلو: أنه لا يتحدث هنا عن تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي فقط، وإنما الدول الغربية أيضًا بسبب ازدواجية المعايير والنفاق.
من جهتها, حذرت روسيا الوحدات الكردية من عدم الانسحاب من المناطق الحدودية المتفق على إخلائها مع تركيا, مهددة بأن تركيا ستسحقهم بالآلة العسكرية.
تصريحات جاءت على لسان الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف, نقلتها وكالة “تاس” اليوم الأربعاء 23 تشرين الأول, ورصدتها الوسيلة.
وقال الناطق الرسمي باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، “في حال فشل الأكراد في الانسحاب، فسيتم سحقهم بواسطة الآلة العسكرية التركية”.
إقرأ أيضاً: دلالات خطيرة وراء ظهور بشار الأسد في إدلب
واتفق الرئيسان التركي والروسي، رجب طيب أردوغان، وفلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، في مدينة سوتشي بعد محادثات استمر لنحو 6 ساعات على انسحاب “الوحدات الكردية” من المناطق الحدودية لسوريا بعمق 30 كيلومترًاً، خلال 150 ساعة، إضافة إلى سحب أسلحتها من منبج وتل رفعت.
كما تضمن اتفاق الرئيسين تسيير دوريات تركية روسية بعمق عشرة كيلومترات على طول الحدود، ما عدا القامشلي، مع الإبقاء على الوضع ما بين تل أبيض ورأس العين.
وكان نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، قد أعلن عن انسحاب القوات الكردية من المنطقة الآمنة في سوريا.
وقال بنس إن المحادثات مع تركيا حول وقف دائم لإطلاق النار في سوريا مستمرة.